ad a b
ad ad ad

علاقات قوية تهدد العرش الأمريكي.. دلالة زيارة وزير الدفاع الصيني إلى روسيا وبيلاروسيا

الإثنين 28/أغسطس/2023 - 02:58 م
المرجع
محمود البتاكوشي
طباعة
أجواء الحرب الباردة، تسيطر على العالم، إذ بلغ الاستقطاب مداه وأوج ذروته، متمثلًا في معسكرين، الأول تقوده الولايات المتحدة الأمريكية والجانب الأكبر من دول أوروبا بزعم حماية الديمقراطية والمبادئ الليبرالية، والثاني تتزعمه كلٌ من روسيا والصين بهدف القضاء على هيمنة واشنطن باعتبارها القطب الأوحد عالميا.

تقارب روسي صيني

الأيام الماضية شهدت زيارة رسمية لوزير الدفاع الصيني، لي شانغ فو، إلى روسيا، للمشاركة في مُؤتمر موسكو للأمن الدولي، كما أجرى زيارة إلى بيلاروسيا، التقى خلالها الرئيس ألكسندر لوكاشينكو وكبار المسؤولين، لبحث سبل التعاون المشترك بين الصين وكلتا الدولتيْن.

يأتي ذلك بالتزامن مع التقارب الروسي الصيني، وخاصة عقب اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، إذ باتا يعملان على زيادة التعاون العسكري، وظهر ذلك جليا في التدريبات المشتركة التي تحدث على فترات متقاربة منها المناورات البحرية المشتركة في خليج عمان، بالقرب من مضيق هرمز، بمشاركة كل من إيران وروسيا والصين خلال الفترة من 15 إلى 19 مارس 2023، أطلق عليها «حزام الأمن البحري»، والتى قالت عنها وزارة الدفاع الصينية، إنها تساعد في تعميق التعاون بين القوات البحرية للدول المشاركة، فيما أكدت موسكو أنها ترتقي بالعمليات التكتيكية، بالإضافة إلى مناورات في بحر اليابان وبحر الصين الشرقي، في 20 يوليو 2023، هذا إلى جانب المناورات البحرية المشتركة بين سفن حربية روسية وصينية في المحيط الهادئ، في 18 أغسطس 2023، والتي شملت تدريبات على عمليات الإنقاذ والتصدي لضربات جوية.

علاقات قوية

في هذا السياق أكد أحمد العناني، الباحث في الشأن الدولي، في تصريح لـ«المرجع» أن زيارة وزير الدفاع الصيني إلى روسيا وبيلاروسيا، تعكس قوة العلاقات الصينية الروسية، وكلتاهما تنظر إلى واشنطن والغرب، باعتبارها السبب في اشتعال الصراعات الدولية وتهديد سيادة الدول، ويمثلان الاستعمار الحديث.

وأضاف العناني، أن الضغوط الغربية المتزايدة ومحاولات تضييق الخناق على روسيا والصين، وراء تقارب القوتين العظمتين، لمواجهة التمدد الغربي ومحاولات تقزيمهما.

أكد العناني أن التقارب العسكري الروسي الصيني، وأبرز دلائله المناورات العسكرية المشتركة وزيارات وزير الدفاع الصيني المتكررة، خاصة زيارته إلى بيلاروسيا والتي تحمل رسائل تهديد لحلف الناتو، على أساس أن بيلاروسيا تمثل جبهة متقدمة في مواجهة الحلف، وظهر ذلك جليًّا في تصريحات لي شانغ فو، إذ أكد أن تلك الزيارة تهدف إلى تعزيز التعاون العسكري الثنائي بين الجانبين، و"تنفيذ اتفاقات مهمة على مستوى رئيسي الدولتين".

وأضاف العناني، أن هذه الزيارة تتزامن مع تصعيد الغرب تجاه روسيا والصين، إذ سبق تلك الزيارة، إعلان واشنطن اعتزامها تقديم طائرات أف- 16 لأوكرانيا عن طريق كل من الدنمارك وهولندا، لتعزيز القدرات العسكرية لأوكرانيا في مواجهة روسيا، كما عقدت الولايات المتحدة، في 18 أغسطس 2023، قمة رئاسية ثلاثية، ضمت اليابان وكوريا الجنوبية، في منتجع كامب، في رسالة تهديد للصين، وأكبر دليل على ذلك تحذير وزير الدفاع الصيني، في حديثه أمام مؤتمر موسكو للأمن الدولي، من مساعي الغرب استخدام ملف تايوان لتطويق الصين، واصفًا ذلك باللعب بالنار، وأن تلك الممارسات ستنتهي بالفشل.


يذكر أن وزير الدفاع الصيني تعهد خلال زيارته لموسكو، بتعزيز آليات التعاون الأمني بين بكين وشركائها في منطقة شنغهاي، وبيلاروسيا، والتي تطمح للانضمام إلى المجموعة، حيث وقعت مذكرة التزام مع المنظمة، الأمر الذي يمهد الطريق لعضويتها الكاملة، مثلما حدث مع إيران، خلال القمة الأخيرة للمنظمة، في 4 يوليو 2023.
"