ad a b
ad ad ad

قارة غارقة في الدماء.. مؤشر الإرهاب في إفريقيا خلال النصف الأول من 2023

الأحد 27/أغسطس/2023 - 04:16 م
المرجع
محمود البتاكوشي
طباعة
تعاني دول القارة الإفريقية، من ضربات التنظيمات الإرهابية التي تستغل الفراغ الأمني وترهل الأنظمة والحكومات في تنفيذ مخططاتها الإجرامية، إذ تعرضت هذه الدول خلال النصف الأول من عام 2023، إلى نحو 1800 عملية إرهابية، أسفرت عن مصرع وإصابة أكثر من 4600 مواطن، وذلك بحسب تصريحات لعمر توراي، رئيس المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا «إيكواس»، أمام مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.

شرق إفريقيا الأكثر دموية

احتل إقليم شرق إفريقيا المرتبة الأولى، من حيث عدد الضحايا إذ لقى 1126 شخصًا مصرعهم، جراء العمليات الإرهابية، فضلًا عن إصابة المئات، فيما جاء إقليم غرب إفريقيا في المرتبة الثانية نتيجة نشاط تنظيمي بوكو حرام وداعش، حيث أسفرت الهجمات الإرهابية عن مصرع 813 شخصًا، وإصابة المئات.

كما احتلت منطقة الساحل والصحراء المركز الثالث من حيث عدد الضحايا؛ إذ هاجمتها التنظيمات الإرهابية العاملة في المنطقة كنصرة الإسلام والمسلمين، وداعش فرع الصحراء الكبرى، وأنصار الإسلام، وأسفرت عن مصرع نحو 600 قتيل، حيث تواصل التنظيمات المتطرفة شن هجمات واسعة النطاق ضد أهداف مدنية وعسكرية؛ ولا سيما منطقة الحدود الثلاثية لبوركينا فاسو ومالي والنيجر، مما ينذر بتفاقم الوضع الإنساني المتردي أصلًا بسبب الأزمة الأمنية.

أما إقليم وسط إفريقيا فقد جاء في المركز الرابع من حيث عدد الضحايا بحصيلة إجمالية بلغت 380 شخصًا وعشرات المصابين، وذلك جراء هجمات متمردي القوات الديمقراطية المتحالفة التابعة لتنظيم داعش الإرهابي، التي ضربت الأقليم بضراوة في النصف الأول من العام الجاري 2023.

السبب الرئيسي

السبب الرئيسي وراء تزايد وتيرة الهجمات الإرهابية هو عدم قدرة الدول في إفريقيا على توفير الخدمات الأساسية وخلق فرص العمل في معظم الأنحاء، جعلت القارة الإفريقية مركزًا عالميًّا للعنف المتطرف، نتيجة تزايد معدلات الأشخاص الذين ينضمون إلى الجماعات المتطرفة لأسباب اقتصادية، وبلغت النسبة 92% من المجندين الجدد في الجماعات المتطرفة من أجل سبل عيش أفضل، وفاقم الأزمة غياب التنسيق الأمني والاستخباراتي بين دول المنطقة، وضعف مراقبة الحدود بين الدول، فضلًا عن عدم الاستقرار السياسي في الدول المضطربة، مما أدى إلى سهولة اختراق الكثير من دول القارة السمراء، كما تقوم التنظيمات المتطرفة بتكوين نقاط ارتكاز إستراتيجية لها على الحدود، لتسهيل الهروب من المطاردات الحكومية من جهة، وتسهيل عمليات تهريب السلاح والمرتزقة والإرهابيين والمخدرات والأموال والبضائع بين الحدود لتمويل عملياتها من جهة أخرى، نظرًا لاتساع رقعة المنطقة الحدودية بين دول المنطقة ووعورة تضاريسها تسبب أيضًا في تمركز تلك التنظيمات بها لصعوبة السيطرة عليها أمنيًّا.

أوضاع صعبة

هذه الأوضاع الصعبة دفعت منظمة الأمم المتحدة للطفولة، إلى الدعوة لتحرك دولي عاجل للتعامل مع هذه الكارثة الإنسانية التي تواجهها دول إفريقيا، ونتج عنها تشريد أكثر من مليون طفل ومعاناتهم من سوء تغذية نتيجة الصراعات المسلحة، وطالبت بضرورة العمل في الوقت نفسه على تحسين الوضع الأمني في المنطقة التي تشهد منذ سنوات تصاعدًا في الأنشطة الإرهابية التي يقع ضحيتها في الأغلب المدنيون.

جدير بالذكر أن عمر توراي، رئيس المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا «إيكواس»، أكد أمام مجلس الأمن إن نصف مليون مواطن من دول الإيكواس هم من اللاجئين، بينما يحتاج 30 مليون مواطن آخرون لمساعدات إنسانية طارئة، مشيرًا إلى أن هذا العدد قابل للارتفاع ليصل إلى 42 مليون شخص، وذلك بسبب انعدام الأمن والصراعات السياسية في دول غرب إفريقيا، وكذلك التغيرات المناخية في البلاد، فضلًا عن انتشار الإشاعات، مضيفًا أن دولتي بنين وتوجو المتاخمتين للمحيط الهندي تواجهان خطر التنظيمات الإرهابية مما يزيد الوضع سوءًا.
"