الهجوم على مزار ديني في إيران.. دلالات ورسائل
الإثنين 21/أغسطس/2023 - 04:25 م
محمد شعت
تعرض أحد المراقد الشيعية في مدينة شيراز بجنوب إيران مؤخرًا إلى هجوم مسلح؛ ما أسفر عن قتل شخص واحد على الأقل، وإصابة ثمانية آخرين بجروح، وذلك في ثاني هجوم من نوعه يستهدف المزار نفسه في أقل من عام.
داعش يعلن مسؤوليته
وأعلن التلفزيون الإيراني عن تبني تنظيم "داعش" (الإرهابي المحظور في روسيا وعدة دول أخرى) الهجوم الذي استهدف مرقد "شاه جراغ" في شيراز جنوبي البلاد، وبحسب تقارير إيرانية فإن الإرهابي الذي تم اعتقاله يحمل جنسية أجنبية، وكان بصدد تنفيذ عملية إرهابية داخل محيط المرقد.
وأعلن التلفزيون الإيراني عن تبني تنظيم "داعش" (الإرهابي المحظور في روسيا وعدة دول أخرى) الهجوم الذي استهدف مرقد "شاه جراغ" في شيراز جنوبي البلاد، وبحسب تقارير إيرانية فإن الإرهابي الذي تم اعتقاله يحمل جنسية أجنبية، وكان بصدد تنفيذ عملية إرهابية داخل محيط المرقد.
ووفق وكالة "تسنيم" الإيرانية، فإن أحد المهاجمين تم توقيفه في حين لاذ الآخر بالفرار، ويعتبر الحادث هو الثاني؛ حيث استهدف المرقد ذاته في أكتوبر الماضي؛ ما أسفر عن مقتل 13 شخصًا وإصابة 30 آخرين، ويومها، أعلن تنظيم "الدولة الإسلامية" الجهادي مسؤوليته عن الهجوم.
وفي يوليو الماضي أعلن موقع "ميزان أونلاين" التابع للسلطات القضائية الإيرانية إن رجلين أُعدما علنًا لضلوعهما في الهجوم على الضريح في شيراز، مشيرًا إلى أن محمد رامز رشيدي ونعيم هاشم قتالي أعدما بعد أن أدينا بتهم "الإفساد في الأرض، والتمرد المسلح، والعمل ضد الأمن القومي"، بالإضافة إلى "التآمر على أمن البلاد".
دلالات ورسائل
الباحث الأكاديمي المختص في الشأن الإيراني، الدكتور مسعود إبراهيم قال في تصريحات خاصة لـ"المرجع"، إن الهجوم الذي تعرض له مرقد (شاهجراغ) في مدينة شيراز لم يكن هو الأول من نوعه، فقد تعرضت المدينة لعدة عمليات إرهابية من قبل، وجميعها تبنتها (داعش).
دلالات ورسائل
الباحث الأكاديمي المختص في الشأن الإيراني، الدكتور مسعود إبراهيم قال في تصريحات خاصة لـ"المرجع"، إن الهجوم الذي تعرض له مرقد (شاهجراغ) في مدينة شيراز لم يكن هو الأول من نوعه، فقد تعرضت المدينة لعدة عمليات إرهابية من قبل، وجميعها تبنتها (داعش).
ووفق "إبراهيم" فإن توقيت العملية الأخيرة له دلالة كبيرة، فالعملية تمت في ظل أحداث شغب وانتفاضة شعبية أمتدت لقرابة السنة بعد مقتل الفتاة الكردية مهسا أمينى على يد شرطة الحجاب في العاصمة الإيرانية طهران. وهذا الحادث كان سببًا في اندلاع انتفاضة في كل المحافظات الإيرانية، خاصة المناطق الحدودية وعلى وجه الخصوص الحدود الباكستانية والأفغانية.
يشير الباحث الأكاديمي إلى أن الأمر المثير أن المشتبه فيه الأول في حادث شاهجراغ (طاجيكي) من أفغانستان، وهو الأمر الذي يدلل على أن الحدود الأفغانية لا تزال مصدر خطر على الوضع الداخلي في إيران، وأن داعش وطالبان لا يزالان مصدر قلق للنظام الإيراني، والحادث الأخير خير شاهد ولن يكون الأخير.
ويعتبر "إبراهيم" أن هذا الحادث يؤكد على حقيقة مؤكدة وهي هشاشة الوضع الأمني في الداخل، وذلك نتيجة انشغال الحكومة بملفات المرأة والحجاب وترك الوضع الأمنى في الداخل الإيراني مباحًا للجميع. ولا يخفي على أحد الاختراقات الأمنية التي أضرت بمناطق حساسة، وكذلك مقتل مسؤولين بارزين في النظام على يد أجهزة أمنية أجنبية تسللت عناصرها للداخل الإيراني، ونفذت عملياتها في قلب العاصمة وفي وضح النهار.
يرى الباحث الأكاديمي أيضًا أن هذا الحادث كان بمثابة رسالة لبث الفزع والخوف في المجتمع الإيراني وهي نتاج فشل متتالٍ للحكومة وللنظام الإيراني في السيطرة على الأوضاع السياسية والاقتصادية والأمنية. فالنظام منشغل بمشروعه الإقليمي الذي أدخله في صراعات وحروب مباشرة وغير مباشرة مع أطراف متعددة، وهو الأمر الذي سبب ارتباكًا كبيرًا وفقدان للسيطرة على كل المستويات.
ويختتم إبراهيم تصريحاته بالقول إن الدولة الإيرانية على وشك الانهيار اقتصاديًّا والأوضع الأمني هش للغاية والأعداء متربصون على كل الحدود والنظام منشغل ببرنامجه النووي والعداء مع أمريكا في ملفات لا يهدف من ورائها سوى تثبيت أركانه على حساب حياة ورفاهية شعبه.





