دلالات تفجير مرقد شيراز بعد 40 يومًا من الاحتجاجات في إيران
الأحد 30/أكتوبر/2022 - 04:49 م
محمد شعت
مع تصاعد الاحتجاجات في إيران، بالتزامن مع ذكرى أربعينية الفتاة الكردية مهسا أميني، أسفر هجوم مسلح، استهدف مرقد ديني في مدينة شيراز جنوب إيران الأربعاء، عن مقتل ما لا يقل عن 15 شخصًا إضافة إلى وقوع عشرات الجرحى.
ويعد المرقد الذي تم استهدافه والواقع في شيراز، مركز محافظة فارس، من أبرز المزارات الدينية في جنوب إيران، وأعلنت السلطات أن منفذ الهجوم من "الإرهابيين التكفيريين".
وذكرت وكالة "إرنا" أن طفلين وامرأة من بين القتلى، ونشرت صورة لجثث مكفنة في فناء. فيما أظهرت صور أخرى زجاجًا مكسورًا وبرك دماء.
داعش يعلن مسؤوليته
وأعلن تنظيم «داعش» عبر وكالة «أعماق» التابعة للتنظيم مسؤوليته عن الحادث، الذي استهدف مرقد شاه جراغ «ملك النور» لأحمد بن موسى الكاظم، شقيق الإمام الرضا، ثامن الأئمة المعصومين لدى الشيعة.
وجاء في البيان الصادر عن «داعش»: «نفذ بعد مساء اليوم جنود الخلافة بتوفيق من الله تعالى عملية ضد معبد شركي للروافض في مدينة شيراز حيث أسفرت هذه العملية عن 40 قتيلًا وجريحًا ولله الحمد».
وذكرت وسائل إعلام إيرانية رسمية، أن المشتبه بهم لايحملون الجنسية الإيرانية، وأن المصلين يجتمعون بشكل اعتيادي في المرقد في ليالي الأربعاء، وأشارت إلى أن الهجوم وقع في واحدة من أكثر الساعات اكتظاظًا بالزوار.
وتوعد النظام الإيراني بردٍ قاسٍ على الهجوم، حيث تعهد الرئيس إبراهيم رئيسي بأن يواجه «الآمرون والمخططون لهذه الجريمة النكرا ردًا مندّمًا وحازمًا من جانب القوات الأمنية والشرطة»، وذلك في رسالة نشرها موقع الرئاسة.
وتابع قائلًا: «أثبتت التجارب المنصرمة أن أعداء الشعب الإيراني ينتقمون عبر العنف والاغتيال بعد يأسهم، من بثّ الفرقة وإثارة الانقسام بين صفوف الشعب الموحّدة».
دلالات الحادث
يأتي الحادث بعد 40 يومًا من الاحتجاجات في إيران، وتصاعد الصدام مع الأجهزة الأمنية، واستهداف ضباط في الحرس الثوري، وحرق مراكز أمنية، وفشل النظام في احتواء الاحتجاجات التي تتسع رقعتها وتلقى زخمًا داخليًّا وخارجيًّا.
واعتبر نشطاء إيرانيون أن الحادث مدبر لسحق التظاهرات الحالية، وهو ما بدا من تصريحات الرئيس الإيراني، الذي اتهم المتظاهرين بتمهيد الأرضية للأعمال الإرهابية، واصفًا الاحتجاجات بأعمال الشغب.
وحمّل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، الخميس 27 أكتوبر، المتظاهرين الذين يواصلون الاحتجاجات في عدة مدن من البلاد للأسبوع السادس على التوالي، مسؤولية الهجوم الذي استهدف مزارًا للشيعة في مدينة شيراز جنوب البلاد.
وقال «رئيسي» في خطاب له من محافظة زنجان، الواقعة شمال غرب إيران، وهو يتحدث عن الاحتجاجات الأخيرة، إن أعمال الشغب ظلم لتقدم البلاد، والهجوم الإرهابي في شيراز مبني على أعمال الشغب، مضيفًا أن الاضطرابات الأخيرة مهدت الأرضية لهذا التفجير الدموي.
واعتبر رئيسي أن "أعمال الشغب قسوة على الناس ورجال الأعمال، وأن يد العدو ظاهرة للعيان جراء ما يحدث في إيران"، وفق تعبيره.





