لماذا لم تصف الولايات المتحدة ما حدث في النيجر بالانقلاب؟
لا يزال موقف
الولايات المتحدة الأمريكية، من عملية الانقلاب في النيجر، غامضًا، في ظل
التصريحات الباردة التي تطلقها القيادات في واشنطن تجاه ما يجرى من أحداث متلاحقة
في البلد الإفريقي.
وشرح المتحدث الإقليمي باسم الخارجية الأمريكية، صامويل وربيرج، موقف بلاده من عدم تصنيف واشنطن أحداث النيجر بالانقلاب، إذ أكد أن الولايات المتحدة لم تقم بتصنيف الوضع في النيجر حتى الآن على أنه "انقلاب"، نظرًا لتعقيد الوضع الحالي، ولأنه يتطور بشكل مستمر ومن المبكر وضع أي توصيف لما يحصل.
حل
دبلوماسي
وأضاف، أن بلاده
تسعى جاهدة لإيجاد حل دبلوماسي يمكن من خلاله الحفاظ على الديمقراطية التي حققها
الشعب النيجري بشق الأنفس، مشيرًا إلى أن الوضع الراهن لا يزال في تحول وتغير
مستمر، وبلاده تراقب التطورات بعناية واهتمام.
وتابع قائلًا: «نواصل دعم حل دبلوماسي يهدف إلى استعادة النظام الدستوري في النيجر، ونعمل
جنبًا إلى جنب مع شركائنا الإقليميين والدوليين لتحقيق هذا الهدف، موضحًا أننا
قدمنا تنبيهًا واضحًا بأن هناك عواقب كبيرة ستنجم عن عدم استعادة النظام الدستوري في
النيجر، ونحن ندرك تمامًا مدى التحدي الذي يفرضه الوضع الحالي. ومع ذلك، فإننا نظل
ملتزمين بمساعدة الشعب النيجري في استعادة ديمقراطيتهم التي حققوها بمجهود كبير».
مخاوف
أمريكية
وفي الإطار ذاته،
أكد هينو كلينك نائب مساعد وزير الدفاع الأمريكي السابق؛ أن الولايات المتحدة لا
تصنف ما حدث في النيجر بالانقلاب العسكري حتى الآن، وقال: «إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن؛
تراقب عن كثب كل التوترات التي حدثت في النيجر بسبب الانقلاب العسكري على الرئيس
محمد بازوم وهو ما سبب كثيرًا من المخاوف للعديد من الدول».
وأضاف: «هناك كثير من المخاوف بسبب الإطاحة بحكومة منتخبة دستوريًّا، وكذلك وجود القوات
الأمريكية المنتشرة في النيجر، والتي قدمت كثيرًا من الدعم للقوات المسلحة في النيجر
ضد الجماعات الإرهابية في البلاد؛ وأن هناك دورًا يمكن أن تلعبه روسيا في دعم الجيش في النيجر
ومجموعة فاجنر التي كان لديها كثير من السوابق في دول غرب إفريقيا».
وتابع: «سوف
يكون هناك تاُثير على شعب النيجر؛ الولايات المتحدة لا تدعو ما حدث في النيجر
انقلاب رسمي حتى الآن، وحين يحدث ذلك سيكون هناك الكثير من الحلول المقترحة التي
يمكن أن تطلق صراح الرئيس بازوم وعودته إلى السلطة».
وأكمل: «لست متفائلًا بشأن ما يتبعه المجلس الانتقالي في النيجر؛ ولست طموحًا أيضًا بأن هناك
تسويات في القريب العاجل؛ هناك كثير من الإشكاليات التي تتعلق بإطلاق صراح بازوم؛
والإيكواس قالت إنه يمكن استخدام التدخل العسكري».
وواصل: «الولايات المتحدة تحاول أن تنتهز الوقت من أجل التفاوض لإنجاح الحوار؛ هناك
عدد من القوات الأمريكية في النيجر، وأعتقد أن واشنطن ترغب في بقاء القوات في
أماكنها؛ ولكن حين تجد الولايات المتحدة ما يدعو ما حدث بالانقلاب سوف تقوم بحسب
القوات الأمريكية من النيجر بشكل نهائي».
الدبلوماسية الشديدة
من جانبها،
قالت نورهان شرارة، الباحثة في الشأن الإفريقي، إنه منذ بداية الأزمة في النيجر
تلتزم الولايات المتحدة بالدبلوماسية الشديدة تجاه الأزمة، كما أن بياناتها لم تصف
ما حدث بالنيجر بالانقلاب، فحسب ما قاله المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية
ماثيو ميلر: «لم نتوصل بعد إلى هذا التوصيف لأن الأوضاع في تطور مستمر»،
ما يعزي احتمالية تغير الأوضاع بالنيجر .
وأكدت في تصريح
خاص لـ«المرجع»، أن الولايات المتحدة الأمريكية لن تسمح بخسارتها للقاعدة العسكرية
في النيجر سواء نجحت عملية الانقلاب أو عاد الرئيس بازوم وحكومته للحكم، وذلك
لأهميتها للوجود الأمريكي بالمنطقة.
وأضافت الباحثة
في الشأن الإفريقي: «أن أسبابًا عدة تمنع الولايات المتحدة الأمريكية من التدخل
العسكري بالنيجر أو حتى مجرد دعم الدعوات بالتصعيد العسكري، يأتي على رأسها انشغال
الولايات المتحدة بالصراع الدائر في المنطقة بينها وبين النفوذ الروسي والصيني، إضافة
الي حرب روسيا مع أوكرانيا، وكذلك عدم وجود إستراتيجية واضحة للتدخل الأمريكي
بالنيجر لمحاربة الإرهاب، والذي تركته للقوات الفرنسية، كما أن المجتمع الدولي
ما زال يذكر فشل القوات الأمريكية في محاربة الإرهاب في أفغانستان رغم وجودها 20
عامًا، كما أن جنود للقوات المسلحة الأمريكية تعرضوا لكمين صعب بالنيجر فى 2017 أودى
بحياة عدد كبير منهم ولا تريد أمريكا تكرار المأساة».





