الحجب هو الحل.. العراق يغلق «تيليجرام» في وجه الإرهابيين
قررت وزارة الاتصال العراقية، الأحد 6 أغسطس الجاري، حجب تطبيق التواصل الاجتماعي "تيليجرام"؛ لأسباب تتعلق بالأمن القومي، بحسب رواية رسمية.
وتيليجرام هو أحد أبرز التطبيقات التي أثير حولها جدال في أعقاب أحداث عام 2011 في المنطقة، إذ سهل استخدامه من قبل المتطرفين، وتكررت حوادث تسريب بيانات مستخدميه.
ولفتت وزارة الاتصال العراقية في بيان صحفي لها انتباه مستخدمي شبكة الإنترنت في العراق، إلى أن حجب تطبيق تيليجرام جاء بناء على توجيهات الجهات العليا لمحددات تتعلق بالأمن الوطني، وحفاظًا على البيانات الشخصية للمواطنين، التي خرق التطبيق المذكور سلامة التعامل بها خلافًا للقانون.
وأكدت أن مؤسسات الدولة المعنية تواصلت أكثر من مرة مع الشركة المديرة للتطبيق، وطالبتها بالتعاون في غلق منصات تورطت في تسريب بيانات مؤسسات الدولة الرسمية والبيانات الشخصية للمواطنين.
وفسرت المؤسسات العراقية المعنية طلبها بأن تسريب المعلومات يهدد الأمن القومي العراقي والسلم المجتمعي.
تدخل أمريكي أم أسباب أخلاقية؟
وفي محاولة لفهم الأسباب، قال الباحث العراقي، هشام العلي، لـ"المرجع" إن الغموض يلف الأسباب السياسية وراء وقف تطبيق تيليجرام في العراق، خاصة أن بعض المدونين يرون أن إغلاق التطبيق جاء نتيجة قرار سياسي، بطلب من السفارة الأمريكية في العراق، مفسرًا: "من المعروف أن تيليجرام من التطبيقات الروسية التي تتيح نشر المواد التي تقوم بحظرها برامج أخرى مثل "ميتا" و"انستجرام"، باعتبار أن التطبيقات الأخيرة أمريكية.
ولفت إلى أن البعض يرى أن تيليجرام أصبح أداة لتسريب معلومات شخصية تخص المواطنين في العراق؛ ما يسهل على الإرهابيين جمع المعلومات الحساسة بسهولة، مشيرًا إلى أن آخرين يرجعون السبب لكون وزيرة الاتصالات الحالية هيام الياسري ذات توجه إسلامي وسبق وحجبت المواقع الإباحية، الأمر الذي قد يفسر أن يكون لها تحفظات على "تيليجرام" بسبب ضعف الرقابة عليه وتسببه بمشاكل كثيرة للمجتمع من أهمها الابتزاز الجنسي.
ولفت الباحث إلى ربط البعض بين القرار وبين سياسات الحكومة العراقية المقيدة لحرية النشر والترويج على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي منها حجب بعض المواقع وإصدار عقوبات بحق أفراد تحت تهمة الترويج لمحتويات هابطة، إضافة إلى وضع رقابة صارمة على صفحات المواقع، وربما يكون حجب تيليجرام من ضمن تلك الإجراءات.
وشدد على أنه رغم تعدد التفسيرات إلا أن السبب الحقيقي لإغلاق التطبيق سيتضح خلال الفترة المقبلة؛ نظرًا "لغرابة" البيان الصادر من الجهات المسؤولة، وفق قوله.
علامات استفهام
ويحمل تطبيق تيليجرام علامات استفهام، إذ يلجأ إليه أغلب مَن يرغبون في إجراء تصرفات مخالفة للقانون، مثل سرقة أو نشر فكر متطرف أو تشهير بأفراد، وكذلك تسريب اختبارات دراسية.
وعانى العراق على وجه الخصوص من الفكر المتطرف لسنوات طويلة، إذ انطلق من أراضيه تنظيم "داعش" الإرهابي، وتمكن من الانتشار وجذب مزيد من معتنقي فكره حول العالم من خلال "تيليجرام"، فضلًا عن توفير التطبيق غرف نقاشات للتكفيريين يتبادلون فيها الآراء والترتيب لتنفيذ العمليات الإرهابية.
ويعود السبب في ذلك إلى ضعف الرقابة التي يوفرها التطبيق مقارنة بتطبيقات مثل "فيسبوك" و"تويتر"، فيما يوفر تيليجرام مساحات واسعة للتفكيريين.





