ad a b
ad ad ad

مستقبل الحرب على الإرهاب في الساحل الأفريقي بعد انقلاب النيجر

السبت 07/أكتوبر/2023 - 11:48 م
المرجع
محمود البتاكوشي
طباعة

حالة من الخوف والترقب لاسيما في دول جوار النيجر، مالي وغينيا وبوركينا فاسو، بعد قيام الجنرال عمر تشياني بالحرس الرئاسي النيجري باحتجاز رئيس البلاد محمد بازوم، وإغلاق الطرقات المؤدية إلى قصر الحكم في نيامي.

وتفاقمت حالة الخوف والترقب تلك بسبب تنامي خطر الإرهاب في الساحل الأفريقي الذي ينشط خلال أوقات الصراع والانقلابات.

تراجع قدرة المؤسسات الإقليمية على الردع

يشير انقلاب النيجر على نظام الرئيس محمد بازوم، إلى تراجع قدرة المؤسسات الإقليمية على الردع، بسبب عدم تمسك الاتحاد الأفريقي بالحكومة المنتخبة؛ نظرًا لأن القارة السمراء يتجاهل كثير من حكامها وزعمائها المؤسسات التي سمحت لهم بالوصول إلى السلطة.

وشهدت السنوات الأخيرة قبولًا للانقلابات العسكرية التي كانت في بعض الأحيان أكثر انسجامًا مع الشعبوية المعادية للنفوذ الغربي في المنطقة.

يؤكد الباحث في الشأن الدولي، أحمد العناني، في تصريح لـ"المرجع" أن انقلاب النيجر والصراع الحالي على السلطة هناك إذا أسفر عن قيام نظام عسكري يرفض تمامًا الوجود الغربي في البلاد، فمن المرجح أن يستغل مقاتلو تنظيم "داعش" في الساحل وجماعة نصرة الإسلام والمسلمين الفراغ الأمني الناتج في المقاطعات الغربية للنيجر.

وبالمثل من المرجح أن تستغل ولاية داعش في الصحراء الكبرى الفراغ في حوض بحيرة تشاد لتوسيع نفوذها.


فاغنر في النيجر

وأشار الباحث في الشأن الدولي إلى أنه من المرجح أن يؤدي تخفيف الضغط على الجماعات الجهادية المنبثقة من النيجر إلى زيادة التوسع الإقليمي في منطقة الساحل الغربي وتسريع وتيرة الهجمات الإرهابية في هذه المنطقة، بالإضافة إلى ذلك، فإن خروج القوات الغربية من النيجر يفتح الباب أمام احتمال تقدم مجموعة فاغنر الروسية، التي أعلنت أخيرًا عن مسار جديد لإفريقيا، ومن المؤكد أن مثل هذه العلاقة مع التنظيم شبه العسكري الروسي ليست مضمونة بعد نجاح الانقلاب، لكن وجود فاغنر في النيجر من شأنه أن يسهل على الأرجح نفوذًا روسيًّا أكبر، ويعزز موقعها كثقل موازن لفرنسا في منطقة الساحل.

وحذر الباحث من خطر الإرهاب في النيجر والساحل الأفريقي بسبب هشاشة الأوضاع الأمنية في المنطقة، مشيرًا إلى أن الانقلاب على الحكومة المنتخبة للرئيس محمد بازوم في النيجر يؤكد ضعف عملية التحول الديمقراطي في منطقة الساحل وغرب إفريقيا من جهة وتراجع النفوذ الغربي من جهة أخرى، لذا فتداعيات الانقلاب في النيجر تمتد إلى خارج الحدود، لتشمل سياقات إقليمية ودولية أوسع، ولاسيما إن النزاعات العرقية بين الجماعات المختلفة والانتفاضات المسلحة التي يقوم بها التنظيمات الإرهابية تزيد من زعزعة استقرار النسيج الاجتماعي الهش في البلاد.


تقليل اعتماد النيجر على فرنسا

وأشار الباحث في الشأن الدولي، أحمد العناني، إلى أن النيجر كانت حتى وقت قريب قاعدة للجيش الفرنسي بعد الانسحاب من مالي وبوركينا فاسو؛ حيث يتمركز نحو 1500 جندي فرنسي في العاصمة نيامي ويساعدون القوات المسلحة النيجرية في التدريب ودعم المعدات ومهام مكافحة الإرهاب، وكان الجيش الألماني يخطط لتنفيذ جزء على الأقل من انسحابه المرتقب من مالي عبر قاعدة النقل الجوي في نيامي، وتتلقى القوات الخاصة للنيجر التدريب والدعم اللوجستي من الولايات المتحدة وفرنسا، كما عززت الولايات المتحدة الأمريكية دعمهما للنيجر لمكافحة الإرهاب بعد انسحاب القوات الفرنسية من بوركينا فاسو ومالي المجاورتين.

وإذا تم إخراج بازوم من السلطة ـ وفق الباحث، فقد يؤدي النظام العسكري الجديد في النهاية إلى تقليل اعتماد النيجر على فرنسا، وبالتالي فتح فراغ أمني جديد في المنطقة لاستغلاله من قبل الجماعات الجهادية والقوى العالمية البديلة مثل روسيا والصين.

"