مواجهة داعش في أمريكا اللاتينية.. بين التحديات والحلول
الإثنين 28/أغسطس/2023 - 12:18 ص
داعش
آية عز
شهدت أمريكا اللاتينية خلال الأعوام الأخيرة زيادة في الأنشطة الإرهابية لتنظيم داعش، وخاصة في البرازيل، والأرجنتين، وتشيلي، وكولومبيا.
وعلى الرغم من أن هذه الأنشطة لم تكن بنفس المستوى الذي شهدته بعض دول الشرق الأوسط أو الأوروبية، فإنها تشكل تحديًا للحكومات في المنطقة، وتستدعي تحركات فعالة لمكافحتها.
داعش ووسائل التواصل الاجتماعي
فقد استخدم داعش وسائل التواصل الاجتماعي والفضاء الإلكتروني للتواصل والتأثير على أنصاره وتجنيدهم في المنطقة.
كما حاول التنظيم تجنيد الأطفال والشباب لصالح التنظيمات الإرهابية في بعض البلدان مثل البرازيل.
وقد تمكنت السلطات الأمنية في أمريكا اللاتينية من تحقيق بعض النجاحات في مواجهة هذا التحدي، وتفكيك خلايا إرهابية وإحباط مخططات لهجمات.
وفي هذا السياق، يدعو مرصد الأزهر لمكافحة التطرف إلى ضرورة التعاون، ليس فقط بين الأجهزة الأمنية في مكافحة الإرهاب، بل أيضًا بين المؤسسات الدينية المختلفة لتوعية الناس بمخاطر الإرهاب والتطرف، ومكافحته بالفكر.
تحديات أمنية
وفي ظل تصاعد التهديدات الإرهابية لتنظيم داعش في أمريكا اللاتينية، تواجه الدول في المنطقة تحديات عديدة في مكافحة هذه الظاهرة، والحد من انتشارها، ومن بين هذه التحديات:
- ضعف الإمكانيات الأمنية والاستخباراتية لبعض الدول في مواجهة التنظيمات المتطرفة، والتعامل مع التهديدات الإلكترونية والسيبرانية.
- عدم التنسيق والتعاون بين الدول في المنطقة في مجال مكافحة الإرهاب، وعدم وجود إستراتيجية مشتركة للتصدي للفكر المتطرف.
- انعدام الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي في بعض البلدان، مما يخلق بيئة مناسبة لانتشار التطرف والإرهاب.
- توافر الأسلحة والمتفجرات والمخدرات في بعض المناطق، خصوصًا في منطقة التبادل التجاري الثلاثي (باراجواي، البرازيل، الأرجنتين)، مما يسهل على التنظيمات المتطرفة تمويل أنشطتها وشراء المعدات.
- تزايد عدد المهاجرين غير الشرعيين من دول أخرى إلى أمريكا اللاتينية؛ مما يشكل خطورة على أمن المنطقة، خصوصًا إذا كان بعضهم يحمل أفكارًا متطرفة أو ينتمي لتنظيمات إرهابية.
إجراءات وحلول
ولمواجهة هذه التحديات، تحتاج دول أمريكا اللاتينية إلى اتخاذ إجراءات وحلول فعالة، من بينها.
- تعزيز قدرات الأجهزة الأمنية والقضائية في مكافحة الإرهاب، وتوفير التدريب والتجهيز والإشراف اللازم لها.
- تطوير آليات التعاون والتبادل المعلوماتي بين الدول في المنطقة، وإقامة شبكات إقليمية لمكافحة الإرهاب، مثل مجلس التعاون الأمني لأمريكا الجنوبية (UNASUR).
- تحسين الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في البلدان المضطربة، وإصلاح المؤسسات والقوانين، وإشراك المجتمع المدني في عملية التغيير.
- فرض رقابة صارمة على حدود المنطقة، ومنع تهريب الأسلحة والمتفجرات والمخدرات، وتعقب المهاجرين غير الشرعيين، والتحقق من هوياتهم وخلفياتهم.
- تنفيذ حملات توعية وتثقيف للشعوب في المنطقة، ونشر قيم السلام والتسامح والحوار، ومواجهة الأفكار المتطرفة بالأفكار الصحيحة، بمشاركة المؤسسات الدينية والثقافية والإعلامية.





