«سعيد» يقيل «بودن».. وسياسي: الأزمات الاقتصادية السبب
من دون إبداء أسباب أقال الرئيس التونسي، قيس سعيد، مساء الثلاثاء الأول من أغسطس ، رئيسة الوزراء نجلاء بودن، وعين رئيس حكومة جديد هو أحمد الحشاني، وذلك حسب بيان مصور نشرته الرئاسة التونسية، وتضمن توصية من سعيد للحشاني بمواجهة «تحديات كبيرة، والحفاظ على الدولة».
ويأتي القرار غير المسبب، في ظل ظروف اقتصادية صعبة تعيشها تونس، ترتب عليها اختفاء سلع أساسية من الأسواق منذ أشهر، فضلًا عن أزمة تضخم وانقطاع كهرباء.
وفي الوقت نفسه أكّد سعيد، قبل أيام، أن الخبز خطّ أحمر بالنسبة إلى التونسيّين، وأنه يخشى تكرار أحداث الخبز التي أودت بحياة 150 شخصًا عام 1984 في عهد الحبيب بورقيبة.
ولم تتوافر معلومات كثيرة عن الحشاني الذي وصفه الإعلام التونسي بـ«غير المعروف»، إذ درس الحقوق وعمل بالبنك المركزي التونسي.
وتحدث الرئيس عن التحديات المنتظر أن يلاقيها رئيس الحكومة الجديد، قائلًا: «إنّ هناك تحديات كبيرة لا بدّ أن نرفعها بعزيمة صلبة وبإرادة قويّة للحفاظ على وطننا وعلى دولتنا وعلى السلم الأهلي».
تغييرات متكررة
ولا يعتبر التغيير الوزاري الذي شهدته تونس، مساء الثلاثاء، أول تغيير، إذ سبق وأدخل سعيد تغييرات وزارية على مستوى وزارات متفرقة، وهو ما فسره الإعلام التونسي على إنه فشل للوزراء المقالين.
ويعتبر السياسي التونسي، قيس بن يحمد، أن التغيير لم يكن حكوميًّا بالمعنى المتعارف عليه بل اقتصر على رئيس الحكومة، مؤكدًا لـ«المرجع» أن حصيلة الوزيرة السابقة لم تكن مُرضية خصوصًا على المستويين الاقتصادي والاجتماعي.
ولفت إلى أن التعديل الوزاري جاء لإدخال ديناميكية أكبر على الاقتصاد، خصوصًا أن رئيس الحكومة الجديد من التكنوقراط وخبير مالي في البنك المركزي.
كما لفت إلى أن أبرز المشروعات المطروحة أمام رئيس الوزراء الجديد هي الملف الاقتصادي مع تسريع وتيرة القروض والبدء في إنجاز مشاريع ذات طاقة تشغيلية وتطوير إنتاج الفوسفات الذي يشهد ارتفاعًا في أسعاره بالسوق العالمية وتونس من الدول العشر الأولى المنتجة في العالم.
وتواجه تونس عقبة في التفاوض مع صندوق النقد الدولي، بعد أن منحها ضوءًا أخضر بالموافقة على القرض.
ويبلغ دين تونس 80% من إجمالي ناتجها المحلي، وهي بحاجة ماسة إلى تمويل لتسديد رواتب موظفي القطاع الحكومي (نحو 680 ألف موظف اداري وما لا يقل عن 150 ألفًا في الشركات العامة)، فضلاً عن نفقاتها الأخرى.
ولم يحمّل بن يحمد مسؤولية الأزمات التي تعيشها تونس لنجلاء لبودن، قائلًا عبر حسابه على "فيسبوك": «يكفي أنها تحملت وزر دولة تائهة في محيط من الفساد والاختلاف. ويكفي أنها وافقت علي تحمل مسؤولية لا أحد في تونس لديه الشجاعة أن يكون في مكان يخاف ربما أن يحاكم فيه يومًا آخر».





