ad a b
ad ad ad

اغتيال مسؤول أممي.. ميليشيا الحوثي تهدد مناطق الشرعية

الأربعاء 02/أغسطس/2023 - 04:09 م
المرجع
نورا بنداري
طباعة

عادت جرائم الاغتيالات لتضرب المحافظات والمناطق المحررة الواقعة تحت سيطرة الحكومة اليمنية الشرعية، وذلك في الوقت الذي يشنُّ فيه «تنظيم القاعدة في جزيرة العرب» أعمالًا إرهابية تزايدت حدتها بالمحافظات الجنوبية، مع إطلاق مسؤولي جماعة الحوثي الانقلابية تصريحات تصعيدية حول  القدرة القتالية العليا لقواتهم المسلحة واستعدادهم للتصعيد في حال استمرت أطراف الصراع الأخرى الممثلة في الحكومة الشرعية ودول التحالف العربي في رفض مطالب تسوية الأزمة اليمنية، خاصة المتعلقة بصرف رواتب موظفي الدولة من المدنيين والعسكريين بمناطق سيطرة الحوثي من عائدات النفط والغاز بالمناطق المحررة وهو ما ترفضه الشرعية.

اغتيال مسؤول أممي

يأتي هذا في سياق جريمة اغتيال هزت المجتمع اليمني والدولي، لكون الضحية مسؤولًا أمميًّا، إذ أطلق مسلح، وابلًا من النيران مساء 21 يوليو الجاري على «مؤيد حميدي» وهو أردني الجنسية، رئيس مكتب برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة في محافظة تعز جنوب غربي اليمن الخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية، أثناء خروجه من أحد المطاعم في مدينة التربة جنوبي المحافظة؛ ما أدى إلى مقتله بعد وقت قصير من نقله إلى المستشفى.

وتأتي هذه الجريمة بعد أربعة أشهر، من محاولة الحوثيين اغتيال كل من وزير الدفاع اليمني «محسن الداعري» ومحافظ تعز «نبيل شمسان» في مارس الماضي، بطائرة مسيرة مفخخة تابعة للجماعة الانقلابية بتعز.

تحرك يمني

وفي اليوم التالي لعملية اغتيال المسؤول الأممي، كشفت الأجهزة الأمنية اليمنية، أنها توصلت إلى تحديد هوية أحد منفذي هذه الجريمة الإرهابية، وقالت إنه يدعى أحمد يوسف الصرة وهو من أبناء منطقة الصبيحة بمحافظة لحج، ولكنه يقطن بمدينة تعز منذ عام 2017، بعد فراره من العاصمة المؤقتة عدن جراء ملاحقات القوات الجنوبية الأمنية لعناصر تنظيم «القاعدة».

وأفادت مصادر عسكرية يمنية مطلعة لوسائل إعلام يمنية أنه حتى الآن جارٍ التحقيق مع هذا الشخص الذي لم يتم التأكيد حتى الآن من انتمائه لتنظيم «القاعدة»، مع البحث عن 15 عنصرًا أخرى مشتركين بهذا الحادث الإرهابي، وينتمون لجماعة إرهابية ناشطة بمنطقة التربة في تعز.

دعم أممي

وأثارت تلك الحادثة ردود فعل عربية وغربية منددة، ورغم محاولات الميليشيا الحوثية توظيف تلك الجريمة لصالحها بهدف تشويه صورة الحكومة الشرعية، بالزعم أن المناطق المحررة تعاني من ضعف أمني، في محاولة منها للضغط الأممي على الشرعية، إلا أن هذه الادعاءات الحوثية لم تلق أي صدى، بل أن الأمين العام للأمم المتحدة "أنطونيو غوتيرش" أكد خلال مباحثات هاتفية مع رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي، أن هذا الحادث لن يؤثر على وصول المساعدات الإنسانية للشعب اليمني.

ويرى مراقبون إن تلك العملية تأتي لمحاولة دفع المنظمات الدولية والأممية التي اتخذت قرارًا أواخر العام الماضي، يقضي بفتح مكاتب رسمية لها بمحافظة تعز، لإغلاق تلك المكاتب ووقف العمل الإنساني بهذه المدينة التي تحاصرها الميليشيا الحوثية الانقلابية وتسعى للسيطرة عليها.

أهداف حوثية

وحول دلالة تلك الحادثة، يقول الدكتور «محمود الطاهر» المحلل السياسي اليمني: إن الحوثيين استغلوا الهدنة في اليمن، لترتيب أوضعهم  العسكرية والأمنية، ومن ثم ترتيب زعزعة استقرار المناطق المحررة من خلال عقد اتفاقات وصفقات مع تنظيم القاعدة، بهدف إرسال رسالة للعالم بأن المناطق اليمنية المحررة، تعاني انفلاتًا أمنيًّا، لذلك كان اختيار مسؤول برنامج الغذاء العالمي لم يأت من فراغ؛ لأن الحديث عن الوضع الأمني سيكون محل اختبار للجميع.

وأضاف «الطاهر» في تصريح خاص لـ«المرجع» أنه رغم أن التحقيقات الجارية مع من تم القبض عليهم، إلا أن المؤشرات الأولية تشير إلى أن تلك العملية الإرهابية خاص بالميليشيا الحوثية؛ لأن هذه الطريقة لم يعتد عليها اليمنيين، بل هو أسلوب الميليشيا المتمردة.

"