ad a b
ad ad ad

قوات فاجنر في بيلاروسيا.. الأهداف والعواقب المحتملة

الأحد 08/أكتوبر/2023 - 11:16 م
المرجع
محمود محمدي
طباعة
في إطار يوضّح مدى التصعيد المتبادل بين روسيا من ناحية وحلف الناتو من ناحية، أعلنت مينسك أن مقاتلي مجموعة فاجنر الروسية سيتدربون مع القوات الخاصة البيلاروسية، وأن مواقع التدريب ستكون على بُعد عدد قليل من الكيلومترات من الحدود البيلاروسية البولندية.

أما بولندا فقد أعلنت أيضًا استعداداها لسيناريوهات مختلفة وفقًا لتطور الوضع؛ حيث أكد أمين اللجنة الأمنية في بولندا زبيجنيو هوفمان، أنه تقرر نقل تشكيلات عسكرية من غرب البلاد إلى شرقها بسبب التهديدات المحتملة المرتبطة بوجود مجموعة فاغنر في بيلاروسيا، وفق ما نقلته وكالة الأنباء المحلية.

وجاءت تصريحات وارسو بالتزامن مع نقل حوالي 1000 من جنودها نحو الحدود في وقت سابق من هذا الشهر، بحسب ما أوردته صحيفة "إندبندنت" البريطانية.

وكانت وزارة الدفاع البيلاروسية أعلنت أمس على تيليجرام أنه "خلال الأسبوع ستقوم وحدات في القوات الخاصة البيلاروسية وممثلون من مجموعة فاغنر بالتدرب على مهمات قتالية في موقع بريتسكي للتدريب" قرب الحدود مع بولندا، وفق فرانس برس.

كما نشرت مينسك صورا لمدربين ملثمين من فاغنر وهم يقومون بتدريب الجنود البيلاروسيين على استخدام مركبات مدرعة وطائرات مسيرة.

وكان رئيس مجموعة فاجنر، يفغيني بريجوجين، قد ظهر في مقطع مصور، وهو يرحب بمقاتليه في بيلاروسيا، ويخبرهم أنهم لن يشاركوا في حرب الكرملين على أوكرانيا في الوقت الحالي، مؤكدًا أنه يجمّعهم من أجل التركيز على القارة السمراء، وذلك أثناء تدريب الجيش البيلاروسي.

إلى ذلك، قال أحد كبار قادة فاجنر، المعروف باسمه الحركي «ماركس»، إن ما مجموعه 10 آلاف مقاتل في طريقهم إلى بيلاروسيا؛ بيد أن وزارة الدفاع البولندية قالت إن حدود البلاد آمنة.

فيما قال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، إن بولندا تكّن عدوانية حقيقة قائمة، وأن مثل هذا الموقف العدائي تجاه بيلاروسيا والاتحاد الروسي يتطلب اهتمامًا متزايدًا من الجانب الروسي.

الناتو يستفز روسيا

بدوره، قال سمير أيوب، الكاتب المختص في الشأن الروسي: إن هناك حركات غير طبيعية واستفزازات غير طبيعية من حلف الناتو تحدث على حدود بيلاروسيا، وأن روسيا حذرت من حدوث مثل هذه الأعمال، ووضعت في بيلاروسيا معدات نووية استعدادًا لأي تحركات استفزازية من الغرب.

وأشار إلى أن هناك تنسيقًا منظمًا ودائمًأ بين الرئيس الروسي فيلاديمير بوتين ونظيره البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، والرد الروسي على أي تحركات تحدث بالقرب من بيلاروسيا سيكون حاسمًا؛ من منطلق الدفاع عن الأمن القومي الروسي.

وأوضح أن قوات فاجنر الموجودة في بيلاروسيا ليست بالقوة العددية مثل التي كانت موجودة على الحدود مع أوكرانيا وقت اندلاع المعارك، ولكن في المستقبل ممكن أن تتزايد تلك الأعداد.

عواقب سلبية

ويمكن أن يكون وجود قوات فاجنر في بيلاروسيا له عواقب سلبية وخطيرة على النزاع الحالي في المنطقة، وقد يؤدي إلى تفاقم الوضع الأمني وتصعيد الصراع بين روسيا من ناحية وأوكرانيا والناتو من ناحية، ومن الممكن أن تشمل هذه العواقب:

1- تفاقم الصراع: قد يؤدي وجود قوات فاجنر في بيلاروسيا إلى تصعيد الصراع بين الناتو وروسيا، وزيادة حدة العنف في المنطقة.

2- زيادة عدد القتلى والجرحى: قد يؤدي الصراع المتصاعد إلى زيادة عدد القتلى والجرحى من الجانبين.

3- تدهور العلاقات الدولية: يمكن أن يؤدي التصعيد في الصراع إلى تدهور العلاقات الدولية بين روسيا والدول الأخرى، مما يؤثر على الاستقرار الإقليمي والدولي.

4- تأثير على الاقتصاد: قد يؤثر الصراع على الاقتصادات الإقليمية والدولية، ويؤدي إلى تداعيات سلبية على الاقتصاد العالمي.

5- تدخل دولي: قد يؤدي التصعيد في الصراع إلى تدخل دولي في المنطقة، مما يجعل الصراع أكثر تعقيدًا وصعوبة في حله.

شركة عسكرية خاصة

وتاريخيًّا، تعرف قوات فاجنر على أنها شركة عسكرية خاصة روسية، وهي عبارة عن مجموعة من المرتزقة تأسست عام 2014، وعُرفت بمشاركتها في الصراع العسكري في سوريا وليبيا وسيراليون وجمهورية إفريقيا الوسطى.

ومنذ بداية النزاع في شرق أوكرانيا، ظهرت تقارير مفادها أن قوات فاجنر شاركت في المعارك في أوكرانيا إلى جانب القوات الروسية المنتشرة هناك.
"