هل تتأثر انتخابات المحافظات العراقية بأزمة المكون الشيعي؟
بوادر أزمة جديدة في الداخل العراقي بين الأطراف الشيعية بطلها حزب الدعوة بزعامة نوري المالكي رئيس الوزراء الأسبق، والتيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر، إثر اتهام الأخير أطرافًا بإثارة فتنة شيعية ــ شيعية باستعمال العنف والسلاح.
واتهم التيار الصدري كل من الإطار التنسيقي الذي يقود الحكومة، وحزب الدعوة الذي يقوده نوري المالكي بالإساءة إلى المرجع الديني الشيعي محمد صادق الصدر، فيما يرى خبراء أن تلك التطورات لن تكون بعيدة عن الاستعدادات لانتخابات مجالس المحافظات، والتي من المتوقع أن تشهد عودة التيار الصدري إلى المشهد السياسي ثانية.
بوادر أزمة
اتهم زعيم التيار الصدري في العراق، الاثنين 17 يوليو الماضي، أطرافًا لم يسمها بإثارة فتنة شيعية - شيعية باستعمال العنف والسلاح، مطالبًا البرلمان بسنِّ قانون يجرم سب الرموز الدينية والعلماء لنزع الفتنة.
وكتب الصدر في تغريدة عبر حسابه في "تويتر": "سارعت بعض الجهات المبغضة إلى نشر فتنة شيعية ــ شيعية باستعمال العنف والسلاح ضد بعض المقرات"، مشيرًا إلى "أن هناك أطرافًا لن تتورع عن إراقة الدماء ونشر الفتنة لأجل مغانم دنيوية".
واتهمت حسابات إلكترونية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، في التيار الصدري مرتبطة بجهات في الإطار التنسيقي بالإساءة إلى المرجع الديني محمد صادق الصدر، والد رئيس التيار، فيما وجهت قيادات أخرى اتهامات مباشرة لحزب الدعوة بالوقوف وراء حملة الإساءة.
وأقدم غاضبون من أنصار التيار الصدري على اقتحام وإغلاق مقار تابعة لحزب الدعوة في عدة محافظات عراقية، على خلفية اتهام بالإساءة لوالد رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر.
بالمقابل، نفى حزب الدعوة تلك الاتهامات، قائلًا: إن صفحات محسوبة على أمينه العام نوري المالكي الغريم التقليدي لمقتدى الصدر تتعمد الإساءة للمراجع الدينية.
العلاقة بين الصدر والمالكي
منذ عام 2008، ظلَّت علاقة التيار الصدري متوترة سياسيًّا مع ائتلاف دولة القانون برئاسة نوري المالكي، الذي أطلق بصفته رئيسًا للوزراء وقائدًا عامًّا للقوات المسلحة (2006 – 2014) حملة عسكرية بدعم من القوات الأمريكية تحت مسمى "صولة الفرسان" في مارس 2008 استهدفت إنهاء سيطرة المجموعات الشيعية المسلحة في محافظات العراق الجنوبية، التي انتهت بسقوط آخر معاقل جيش المهدي التابع للتيار الصدري في البصرة نهاية أبريل 2008.
وتأتي أهمية انتخابات مجالس المحافظات كونها تجرى لأول مرة منذ عام 2013، وهي المخولة بتعيين المحافظين وكبار المسؤولين التنفيذيين في المحافظات، إلى جانب إقرار ما تحتاجه المحافظات من مشاريع خدماتية وتنموية، فضلًا عن تحديد كل ما يتعلق بحاجتها إلى التخصيصات من حصة المحافظة من الموازنة العامة للدولة.
عودة التيار الصدري
ويرى خبراء في الشأن العراقي، أن هذه التطورات لن تكون بعيدة عن الاستعدادات لانتخابات مجالس المحافظات، حيث أكد علي فاهم، الباحث في الشأن العراقي، أنه من المتوقع ان تشهد تلك الاستعدادات عودة التيار الصدري إلى المشهد السياسي ثانية، بعد أن دعا رئيسه أعضاء الكتلة الصدرية للاستقالة من عضوية مجلس النواب في 2022، ومن ثم إعلانه اعتزال العمل السياسي نهاية أغسطس 2022، وذلك بعد محاولة فاشلة للسيطرة على المنطقة الخضراء بقوة السلاح.
وأكد الباحث في الشأن العراقي في تصريحات لـ"المرجع"، أن إقدام مناصري التيار الصدري على حرق مقرات حزب الدعوة يأتي في خدمة إحدى الجهات التي كانت تريد إشعال فتنة شيعية شيعية في الداخل، مشيرًا إلى أنه من المستبعد انزلاق الأوضاع في العراق إلى اقتتال شيعي- شيعي؛ حيث يرى معظم قادة الفصائل الشيعية أن الخاسر الوحيد سيكون المكون الشيعي الذي يهيمن على السلطة في العراق، وأن أيًّا من الفريقين لن ينتصر على الفريق الآخر.





