هل تغير القنابل العنقودية الأمريكية موازين القوى في الحرب الروسية الأوكرانية؟
في تطور لافت في الحرب الروسية ــ الأوكرانية، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية، تزويد كييف بذخائر عنقودية، ضمن خطط دعمها في هجومها المضاد ضد روسيا؛ حيث تعول عليها في تغيير مسار الحرب، نظرًا لقدرة هذا السلاح على التأثير.
والذخائر العنقودية عبارة عن حاويةٍ تُفتح في الهواء وتنثر أعدادًا كبيرة من القنابل الصغيرة أو الذخائر الصغيرة المتفجرة، والتي يصل عددها إلى ستمائة، وتتسم بدقة التوجيه، ما يشكل سلاحًا فتاكًا ضد روسيا.
وتحاول الولايات المتحدة الأمريكية من خلال قرارها تزويد أوكرانيا بقنابل عنقودية، مواصلة الهجوم المضاد على روسيا، الذي خيب آمال حلف الناتو، إذ إن موسكو أحبطت جميع المخططات، وهو الأمر الذي أكدت عليه الخارجية الروسية في بيان لها حيث قالت إن القرار الأمريكي دليل على فشل الهجوم المضاد، وأن موسكو لن تصمت إزاء تلك التهديدات، لا سيما أنها تخالف اتفاقية أوسلو عام 2008، التي تجرم استخدام الذخائر العنقودية.
دلالات القرار
قرار مد أوكرانيا بقنابل عنقودية أمريكية، له العديد من الدلالات أبرزها أنه الفرصة الأخيرة للرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، قبل إعلان فشل الهجوم المضاد، فهذه القنابل لا تنفجر بمجرد سقوطها على الأرض، أي أن القوات الأوكرانية ستستخدمها لاجتياز الخطوط الدفاعية الروسية، وفي حالة إخفاقها فإن القنابل العنقودية ستعرقل أي تقدم عسكري روسي مضاد، ما يعني أن أوكرانيا ما زالت عاملًا فاعلًا في الحرب الدائرة على أراضيها، وفي حالة عدم نجاح كييف في هجومها سيتم إجبارها على التوصل لتسوية سلمية مع روسيا.
القرار الأمريكي يؤكد وفق مراقبين أن هناك يقين داخل دوائر صنع القرار العسكري في الولايات المتحدة الأمريكية بأن أوكرانيا لن تحرز أي تقدم يذكر ضد الجيش الروسي، في هجومها المضاد، وأن الأسلحة الغربية المرسلة من معدات، سواءً دبابات أو ناقلات جند، أو غيرها من المدرعات، لم تصنع أي فارق في مسار العملية العسكرية، وأن مواصلة الهجوم الأوكراني على هذا النحو يكبد كييف خسائر عسكرية فادحة، لذا تحدت واشنطن القوانين الدولية وقرَّرت مد كييف بالقنابل العنقودية؛ ممَّا يعد جريمة حرب، إذ إنه ينتهك عدة مبادئ من هذا القانون، أبرزها مبدأ التمييز.
فقد الأرضية الأخلاقية
ويرى المراقبون أن تلك النوعية من الذخائر تكون غير دقيقة التوجيه، ومن ثم قد تضرب مناطق خارج الموضع العسكريّ المستهدف، أو عندما تُستخدم في مناطق مأهولة بالسكان أو قريبة منها، ما يجعلها متورطة مع أوكرانيا في ارتكاب جرائم حرب، وهو ما يفقدها الأرضية الأخلاقية التي تدعي أنها تستند إليها في دعمها أوكرانيا، وأي محاولة لشن حرب قانونية ضد روسيا سوف تكون بلا قيمة عملية.
ويقابل التصعيد الأمريكي، رد روسي رادع كما جاء في بيان وزارة الخارجية الروسية عقب قرار تسليم أوكرانيا القنابل العنقودية، وقد تستخدم نفس السلاح ضد القوات الأوكرانية الأمر الذي يضعف القرار الأمريكي، ويحيد سلاحها الفتاك فرغم أزمات الجش الروسي التي ظهرت جلية خلال الحرب الروسية ــ الأوكرانية والتي بدأت في 24 فبراير 2022، ولم تحسم حتى الآن إلا أنها ثاني أقوى الجيوش في العالم خلف الولايات المتحدة الأمريكية.





