معاناة أوكرانية.. «كييف» تتحول إلى حقل اختبارات لأسلحة العالم
الحرب الروسية الأوكرانية التي شارفت على عام كامل منذ انطلاقها، جعلت من الأراضي الأوكرانية ساحة اختبار للأسلحة الجديدة، ووفقًا لصحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، فإن أوكرانيا أصبحت بالنسبة للدول الغربية أفضل ساحة اختبار للأسلحة والأنظمة الجديدة الأمريكية والأوروبية.
وفي السياق ذاته، قالت وكالة «تاس الروسية»، إن واشنطن تخطط لإمداد أوكرانيا بـ4 منظومات أفينجر إم الأمريكية الملقبة بـ«الثائر» لاختبارها بالمعارك.
حقل للأسلحة الغربية
بدورها، أعلنت قناة «سي أن أن»، أن أوكرانيا أصبحت حقلًا لاختبار الأسلحة الغربية التي لا تتفق دائمًا مع مستوى التوقعات، وقد تبقى في الماضي بعد الاختبار على الأرض.
ونقلت القناة عن مركز تحليل بريطاني، أن النزاع الأوكراني أصبح بالنسبة للبنتاجون مصدرًا لحجم ضخم من المعلومات حول الأنظمة العسكرية الأمريكية، مضيفة أن عددًا من هذه الأنظمة تظهر فعالية أقل مما كان متوقعًا، مثل المسيرات من طراز "Switchblade 300" والصواريخ المضادة للرادارات.
وتابعت: أما أنظمة «هيمارس» فتعلمت الولايات المتحدة درسًا مفاده أنها تتطلب صيانة متكررة في ظروف الاستخدام الكثيف، مشيرة إلى أن القادة العسكريين سيدرسون المعلومات التي تم الحصول عليها في أوكرانيا، خلال سنوات.
معاناة أوكرانيا
بعد إعلان مكتب رئيس الوزراء البريطاني أن المملكة المتحدة سترسل 14 دبابة من طراز «تشالنجر 2» إلى أوكرانيا في الأسابيع المقبلة، قال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف إن تزويد أوكرانيا بالأسلحة الغربية لن يغيّر الوضع على الأرض، بل سيطيل معاناة الشعب الأوكراني، مؤكدًا أن دبابات تشالنجر-2 التي تعتزم بريطانيا إرسالها إلى أوكرانيا سيكون مصيرها الحرق كغيرها.
من جانبه دعا رئيس الوزراء البولندي ماتيوش مورافيتسكي ألمانيا لإرسال جميع الأسلحة المطلوبة إلى أوكرانيا، وذلك تزامنًا مع تصاعد مطالب كييف للحصول على دبابات ليوبارد اثنان.
أسلحة غربية تم اختبارها في أوكرانيا
واشنطن ليست الوحيدة التي قامت بتجارب أسلحة في أوكرانيا، إذ أن هناك دولًا غربية أخرى مثل بريطانيا وألمانيا وفرنسا عملت على ذلك، كما أن المساعدات الغربية في معظمها إصدارات محدثة مؤخرًا من الأسلحة القديمة مثل الصواريخ الألمانية «إيريس – تي».
ومن أبرز ما تم اختباره، وفقًا لـ«نيويورك تايمز»، منظومات «أفينجر إم» الأمريكية، وبرنامج «دلتا» وهو نظام ذكي ومعلوماتي للإنذار المبكر، وتم اختباره خلال تقدم الأوكران في معركة خيرسون، ونظام سكاي وايبرس الألماني المضاد للطائرات، والقوارب الانتحارية التي يتم التحكم فيها عن بعد.
كما تعتزم واشنطن اختبار نظام الدرونات ضد الدرونات المعروفة باسم أنفيل، واختبار أقمار صناعية لشركات خاصة مثل شركة "SpaceX" التابعة للملياردير الأمريكي إيلون ماسك لإمداد كييف بالمعلومات ولتنفيذ عمليات الاستطلاع.
وتدرس الولايات المتحدة إمكانية تحديث طائراتها المسيرة من نوع "Gray Eagle" لتسليمها لأوكرانيا، وبالتالي اختبارها، وبالنسبة للمدفعية فتم اختبار منظومات «هيمارس»، وفقا لـ «سي إن إن».
كما اختبرت بريطانيا الصواريخ المضادة للدبابات نلاو، وتم تجريب الدرونات بمختلف أنواعها مثل «سويتش بليد» و«كوادر كوبتر هافوك»، وفي الدفاع الجوي تم اختبار الأنظمة البريطانية «ستار ستريك» والألمانية «إيرست تي» والأمريكية «نسامز»، بالإضافة إلى تنفيذ تجارب بيولوجية في مختبراتٍ بأوكرانيا بتمويلٍ تخطى الـ200 مليون دولار، بحسب وزارة الدفاع الروسية.
أسلحة روسيا في أوكرانيا
وفي المقابل استغلت روسيا هي الأخرى الحرب في أوكرانيا واختبرت عدة أنظمة وصواريخ لأول مرة في الميدان ومن بينها: الليزر الحارق «بيريسفيت» والذي يعطل الأقمار الصناعية ويحرق الدرونات، ودبابة «تي 90 إم» الأكثر تطورًا.
وكذلك صواريخ فرط صوتية من طراز "كينجال"، ودرونات "شاهد-136" و"مهاجر-6" إيرانية الصنع، ومنظومة "إس 500" وتجمع بين وظائف الدفاع الجوي والصاروخي.
بؤرة تجارب
إلى ذلك، قال الخبير العسكري الأمريكي بيتر أليكس في تصريحات متلفزة، إن استخدام الروس للأسلحة الحديثة فرض على الغرب تقديم الأسلحة المتطورة إلى أوكرانيا، موضحًا أن دول الناتو تتعلم من التجربة وتطور أسلحتها وفق متطلبات المعركة والعبر من الساحة الأوكرانية.
وأشار إلى أن المساعدات العسكرية الغربية تضمنت في معظمها، إصدارات محدثة ومتطورة من النسخ القديمة لتجريبها، مؤكدًا أن الحرب جعلت أوكرانيا بؤرة تجارب للأسلحة وروسيا استغلتها كذلك.
وأوضح أن الاختبارات التجريبية ستساعد مخططي الدفاع في روسيا ودول الناتو على كيفية استثمار الإنفاق العسكري خلال العقدين المقبلين.





