دلالات هجوم «الشباب» على قاعدة عسكرية صومالية
تسيطر حركة الشباب على قاعدة عسكرية صومالية على حدود كينيا، وذلك في تقدم يمنح الحركة الإرهابية نقطة انطلاق لتكثيف استهدافها كينيا المجاورة.
وخلال يوليو الجاري، ذكرت وسائل إعلام صومالية أن حركة الشباب سيطرت على قاعدة عسكرية في مدينة جريلي بمحافظة جدو جنوبي الصومال.
وتعد جريلي واحدة من سبع قواعد سلمتها قوات بعثة الاتحاد الإفريقي الانتقالية (أتميس) نهاية يونيو الماضي للقوات الصومالية، كما تعد منطقة إستراتيجية، حيث تقع على بُعد حوالي 12 كيلومترًا من الحدود مع كينيا، فيما يراه مراقبون أنه يمكن لمسلحي حركة الشباب استخدام القاعدة كنقطة انطلاق لمزيد من الهجمات داخل كينيا.
ضربة لجهود محاربة الإرهاب
ولم تعلق الحكومة الصومالية على التطور الأمني الذي يعتبر ضربة قوية لجهود محاربة الإرهاب بعد سحب القوات الإفريقية، لكن النائب في البرلمان الفيدرالي الصومالي مرسل خليف، قال في تغريدة عبر موقع التواصل الإجتماعي تويتر: إن هجوم جريلي يشكل مصدر قلق بالغ، وأضاف: أن ما يحدث نظرًا لأن وحدات من القوات الكينية العاملة في الصومال قد سُحبت، وفقًا لخطط سحب أتميس، ولا توجد تعزيزات ولا معدات مناسبة للدفاع عنها.
وتابع النائب الصومالي: تستدعي قاعدة العمليات الأمامية هذه على الحدود الصومالية الكينية اهتمامًا فوريًّا من كلا البلدين.
ورأى خليف أن الفشل في معالجة التداعيات الأمنية على هذه المدينة الحدودية لن يؤدي إلا إلى زيادة جرأة الإرهابيين.
وسبب سقوط القاعدة تحديات على مستوى الانتقال الأمني الذي يشمل استمرار انسحاب أتميس، وتعزيز وبناء القدرات الدفاعية للجيش الصومالي والقوات الإقليمية ودعوات الصوماليين لرفع حظر الأسلحة المفروض على البلاد.
عودة الشباب إلى قوتها
تقول الدكتورة نورهان شرارة، الباحثة في الشأن الإفريقي، إن الهجمة التي شنتها الشباب على القاعدة العسكرية في مدينة جريلي تعد دليلًا على محاولة الحركة العودة إلى قوتها بعد عمليات متلاحقة ناجحة للجيش الصومالي.
تحدٍّ كبير أمام الحكومة الصومالية
وأكدت في تصريح خاص لـ«المرجع»، أن أهمية تلك القاعدة بالذات تكمن في وجودها في مكان إستراتيجي؛ حيث تقع على بعد ١٢ كم من الحدود الكينية، ما يجعلها نقطة بدء لمزيد من العمليات الإرهابية بكينيا، وهذا الاحتمال شبه أكيد ويستوجب خطوات وتحركات استباقية من الجانب الصومالي للسيطرة على الوضع في المنطقة، والذي يُعد تحديًا كبيرًا أمام حكومة الرئيس الصومالي من خلال فرض حالة الطوارئ، وتعزيز القدرات الأمنية بالمنطقة، والاستعانة بالاتحاد الإفريقي وقواته مرة أخرى لحين السيطرة على الوضع الأمني واستعادة القاعدة.
وأضافت الباحثة في الشأن الإفريقي، أن سيطرة الشباب على القاعدة لن تكون المحاولة الأخيرة للحركة التي كادت جهود الأمن الصومالي تخنقها، وبصدد الخلاص منها، كما تكمن الخطورة في استمرار الحركة في هجماتها الإرهابية على القواعد العسكرية الصومالية، وشن هجمات على دول الجوار، واستمرار تهديد الأمن الصومالي، وهدم كل ما بذله الجيش الصومالي خلال الأشهر الماضية في محاربة الإرهاب.





