ad a b
ad ad ad

هل تنفذ إيران تهديداتها بنزع سلاح الميليشيات بشمال العراق؟

الأربعاء 02/أغسطس/2023 - 07:45 م
المرجع
نورا بنداري
طباعة

«انقلب السحر على الساحر».. بهذه العبارة يمكن وصف ما يقلق سلطات نظام الملالي في الوقت الراهن التي تتخوف بشدة من أن يتم استهداف أراضيها من قبل الميليشيا المسلحة في الأراضي العراقية؛ خاصة في إقليم كردستان العراق، الأمر الذي دفع برئيس الأركان الإيراني «محمد باقري»، لتحذير وتهديد الحكومة العراقية، أنه في حال لم تقم العراق خلال مهلة مدتها شهران، بنزع سلاح ما سماه بـ«المجموعات الانفصالية المسلحة» في شمال العراق، فإن إيران ستقوم بهذه المهمة لحماية حدودها، جاء ذلك خلال كلمته بالمؤتمر السنوي لقادة القوات البرية لحرس الثورة في مدينة مشهد في 11 يوليو 2023.

 

تهديد إيراني


وأفاد القائد العسكري الإيراني في كلمته بأن بلاده ستنتظر حتى سبتمبر المقبل، لرؤية مدى التزام الحكومة العراقية بنزع سلاح هذه الجماعات التي تشكل خطرًا على الحدود الإيرانية، ولكن إذ انقضت تلك المهلة ولم ينجح العراق في ذلك، فإن القوات البرية التابعة للحرس الثورة الإيراني ستشن ضربات صاروخية وستطلق الطائرات المسيرة لاستهداف هذه الجماعات، وقال «باقري»: «سننتظر حتى سبتمبر، عندما تلتزم الحكومة العراقية، ونأمل أن تقوم بمسؤوليتها. لكن، إذا انقضت هذه الفترة وبقيت هذه الجماعات مسلحة، أو نفذت عمليات، فإنّ عملياتنا ضدها ستتكرر، وستكون أشد قوة».

 

تجدر الإشارة إلى أن التهديد الإيراني ينبع من تخوف سلطات الملالي من تدخلات الجماعات المعارضة الإيرانية الانفصالية (أكراد إيران) لهذا النظام والتي تتخذ من شمال العراق، موطئ قدم لها، كما أن نظام الوالي الفقيه لديه رؤية بأن الأكراد الإيرانيين المعارضين له، يتم استغلالهم من قبل القوات الأمريكية والإسرائيلية الموجودة بشمال العراق ويدفعونهم لتنفيذ هجمات لتهديد القوات الإيرانية الموجودة على الحدود.

 

اتفاق أمني مشترك


من الجدير بالذكر، أن ذلك دفع طهران لتوقيع «اتفاق أمني» مع بغداد لحفظ الحدود، وقعه مستشار الأمن القومي العراقي «قاسم الأعرجي» وأمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني «علي شمخاني» أواخر مايو الماضي، يقضي بالتنسيق بين البلدين في حماية الحدود المشتركة بينهما، إلا أن إيران ترى أن ذلك الاتفاق لم يحقق أية نتائج حتى الآن، نظرًا لاستمرار هجمات هذه الجماعات وتهديدها للحدود الإيرانية.


ورقة ضغط


وحول دلالات تلك التهديدات، تقول الدكتورة «حنان الثامري» المدير الإقليمي لمركز الرافدين للعدالة، إن نظام الملالي يستخدم العراق وتحديدًا شماله إقليم كردستان ورقة ضغط على الإدارة الأمريكية والاتحاد الأوروبي بعد فشل المباحثات الأخيرة مع الجانب الأوروبي وقبلها الأمريكي، فأطلق رئيس هيئة الأركان الإيرانية محمد باقري تهديداته باستهداف إقليم كردستان  بعمليات عسكرية كبيرة بذريعة وجود الأحزاب الكردية الإيرانية المعارضة في الأراضي العراقية وادعائه باتخاذها شمال العراق منطلقًا لمهاجمة نظامهم في حين أن حكومة إقليم كردستان أكدت مرارًا أن أحزاب المعارضة الكردية الإيرانية لا وجود لها على أراضيها.

 

وأفادت «الثامري» في تصريح خاص لـ«المرجع»، أن هناك 4 قواعد عسكرية أمريكية إضافة إلى العديد من الشركات الغربية المستثمرة في إقليم كردستان، فيحاول «باقري» ايصال رسالة إلى الأمريكيين والأوروبيين بأن قواعدكم ومصالحكم ستكون في خطر، مما دفع بأمريكا لتزويد كردستان العراق بأنظمة دفاع جوي لمواجهة المسيرات والصواريخ الإيرانية.

 

تهديد الأكراد


وأوضحت «الثامري» أن نظام الملالي يقلق من الأكراد، نظرًا لأن انتفاضات الشعب الإيراني الأخيرة انطلقت من المحافظات الكردية بعد وفاة الشابة الكردية «مهسا أميني»، وهو ما جعل هذا النظام يخشى الدعم الشعبي الذي سيتلقاه أكراد إيران من أكراد العراق، ويخشى انقلاب الأحزاب الكردية العراقية وحكومة الإقليم عليه التي كانت ولا تزال تدين بالولاء له، لذلك هدد حكومتي المركز والأقليم بأن ينهوا عمل الجماعات المسلحة في كردستان كما يدعي لتتسلم ميليشيات الحشد الشعبي والقوات الأمنية التابعة للحكومة المركزية أمن المنطقة والحدود والمنافذ. 

 

وأضافت أن هذا التهديد لا يشمل عناصر تنظيم العمال الكردستاني PKK المصنف بالارهاب في القوائم الدولية، والذي ينتشر في قضاء سنجار في الموصل ويتسلم رواتبه من هيئة الحشد الشعبي بموافقة نظام الملالي.

هل تنفذ إيران تهديداتها
"