بعد طلبها تجميد 67 ميليشيا.. واشنطن تفكك «الحشد الشعبي » في العراق

خطوة جديدة اتخذتها الإدارة الأمريكية لتحجيم النفوذ الإيراني في العراق، وتفكيك الميليشيات التي تستخدمها إيران لتنفيذ أجندتها؛ حيث أرسلت واشنطن قائمة تضم 67 ميليشيا وطلبت من الحكومة العراقية تجميدها وسحب السلاح منها، في حين طلب رئيس الوزراء العراقي، عادل عبدالمهدي، من الجانب الأمريكي إعطاءه وقتًا للرد.

وضمت القائمة التي أرسلتها واشنطن الجناح العسكري
لمنظمة بدر بزعامة هادي العامري، وكتائب حزب الله العراقي، ولواء أبوفضل العباس،
وعصائب أهل الحق بقيادة قيس الخزعلي، وهي الميليشيات الأبرز، إلا أن الطلب الأمريكي
يطال العشرات من الميليشيات التي تمثل النفوذ الإيراني.
ويأتي الطلب الأمريكي بعد زيارة وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، خلال يناير الجاري، الرئيس العراقي برهم صالح، ورئيس الوزراء عادل عبد المهدي، ورئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي، ووزير الخارجية محمد الحكيم، والقوات الأمريكية، بعد وصوله إلى بغداد في زيارة غير معلنة مسبقًا.
وذكرت تقارير صحفية أن الزيارة تهدف لطمأنة العراق
بشأن انسحاب القوات الأمريكية من سوريا، والتحذير من أن إيران لا تزال تشكل خطرًا أمنيًّا في المنطقة، وأفاد بيان لوزارة الخارجية الأمريكية أن
بومبيو أكد في لقائه مع عبد المهدي، التزام الولايات المتحدة دعم سيادة العراق
وبحث هزائم تنظيم «داعش» في الآونة الأخيرة في سوريا، واستمرار التعاون
مع قوات الأمن العراقية.
للمزيد..بعد
توظيفها سياسيًّا.. كيف استخدمت إيران ميليشياتها لنهب أموال العراق؟

ارتياح شعبي
المحلل السياسي العراقي، عبد الجبار الجبوري، صرح
لـ«المرجع»، قائلا: أعتقد أن زيارة وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو
لبغداد تأخذ أهميتها من جملة القرارات الأمريكية التي أبلغها لحكومة بغداد، ومنها
تحييد حركة الطيران وتنفيذ الحصار الاقتصادي على طهران بحذافيره، وفتح قواعد عسكرية في
العراق، وإعادة الانتشار العسكري فيه بعد سحب جيشها من الأراضي السوري.
وأوضح المحلل السياسي العراقي، أن الأهم هو إبلاغ
الجانب العراقي بحل الميليشيات وتسليم سلاحها خلال فترة لا تتجاوز 30 يومًا، وهذا
القرار استقبله العراقيون بارتياح شديد ، لما تقوم بها تلك الميليشيات
وخاصة في المحافظات الغربية والمدن المحررة، ولكن السؤال المهم هل تنفذ هذه
الميليشيات وقادتها أمر واشنطن وتسلم أسلحتها؟ باعتقادي أن إيران ستبلغ قادة
الميليشيات بعدم تسليم الأسلحة خاصة وأن وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف موجود
في بغداد ويشرف على مباحثات مهمة مع الأحزاب الموالية لإيران ومع قادة الحشد
الشعبي وقادة الميليشيات ويناقش معهم ويطلع على مجريات وتداعيات القرار الأمريكي.
للمزيد.. تصاعد
الخلاف بين «الحكمة» و«عصائب الحق» يهدد بمعركة مذهبية في العراق

مواجهات محتملة
وتوقع عبد الجبار الجبوري، أن تحدث مواجهات
بين الجيش الأمريكي والميليشيات ولكن دون اشتباكات، ستعتمد الميليشيات على قصف
القواعد والمقرارات والسفارة الأمريكية في بغداد، وتقوم الميليشيات بعمليات عسكرية
محدودة ضد أهداف ومصالح أمريكية في العراق، وربما تقصف بعض دول الخليج بوصفها أقرب
وأهم حليف أمريكا في المنطقة.
وأوضح المحلل السياسي العراقي أن هذا الأمر إذا
حدث فلن تكتفي الادارة الأمريكية بالرد على الميليشيات، لكنها سترد بقوة على إيران
نفسها، كما حدث عندما قصفت بعض الميليشيات السفارة الأمريكية في بغداد، وطلب ترامب من البنتاجون قصف أهداف إيرانية كرد على هذا الفعل، باختصار شديد ،
إذا قامت الميليشيات بأي عمل عسكري ضد الأهداف والمصالح الأمريكية في المنطقة فإن
الرد الأمريكي سيكون جاهزًا ومدويًّا وساحقًا على إيران، وهذا ما تريده إيران نفسها
لأنها تريد مواجهة عسكرية مع أمريكا داخل العراق وليس داخل إيران.
وأضاف الجبوري، أجزم أن الحكومة العراقية لن
تستطيع إجبار الميليشيات وقادتها على تنفيذ أمر أمريكا بنزع سلاح الحشد الشعبي
والميليشيات مهما كانت النتيجة، لأن حكومة عادل عبد المهدي أضعف بكثير
من تنفيذ ما تريده أمريكا في الوقت الراهن.