ad a b
ad ad ad

تداعيات تمرد فاجنر على نشاط المجموعة الروسية في إفريقيا

الجمعة 07/يوليو/2023 - 10:05 م
المرجع
أحمد عادل
طباعة

يحمل تمرد مجموعة فاجنر الروسية العديد من التداعيات المحتملة على دورها المتنامي في القارة الإفريقية، وخاصة مناطق الصراعات التي تنخرط فيها منذ سنوات.

وبالرغم من إخماده بعد ساعات قليلة من اندلاعه، فإن تأثيراته ستظل مستمرة على أكثر من صعيد بما في ذلك الساحة الإفريقية.

مستقبل فاجنر

وتنظر حكومات البلدان الإفريقية التي تتعاون مع مجموعة فاجنر للحفاظ على وجودها؛ باهتمام بالغ لما يجري في الداخل الروسي حاليًّا؛ حيث سيحدد مستقبل فاجنر مصير تلك الحكومات إلى حد بعيد.

وأعلن يفجيني بريجوجين، قائد مجموعة "فاجنر" الروسية، في 24 يونيو الماضي التمرد ضد القيادة العسكرية الروسية التي اتهم قواتها باستهداف عناصر "فاجنر" في المسرح العملياتي الأوكراني، ما دفع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى اتهامه بالخيانة، وتعهد باتخاذ إجراءات حاسمة لإخماد التمرد لتحقيق الاستقرار في البلاد، قبل أن يعلن الطرفان الوصول إلى تسوية بمقتضى وساطة قامت بها جمهورية بيلاروسيا.

ظلال قاتمة

ورغم تلك التسوية، تبقى تراكمات الأزمة قائمة، على نحو يلقي بظلاله على مستقبل وجود "فاجنر" في المسرح الإفريقي الذي انخرطت فيه منذ عام 2017، وما إذا كان الرهان الروسي على "فاجنر" سيستمر في بعض مناطق الصراعات بإفريقيا في ضوء اهتزاز ثقة موسكو في قادتها عقب التمرد الأخير حتى وإن كان قد تم احتواؤه.

عبّرت "فاجنر" عن نفسها بقوة باعتبارها أحد أبرز أدوات السياسة الروسية في القارة الإفريقية خلال السنوات الأخيرة، والتي تكتسب أهميتها هناك من واقع أنها تمثل أداة مهمة توظفها موسكو بامتياز لتنفيذ سياساتها وتحقيق مصالحها الحيوية في أنحاء إفريقيا، وفي محاولة للهيمنة على عدد من الملفات الاستراتيجية التي تستطيع بها مساومة ومقايضة الغرب والولايات المتحدة عند تفاقم الأزمات بينهما مثل ملف الهجرة غير الشرعية والإرهاب واللاجئين.

ومنذ منتصف العقد الماضي تزايد وجود مجموعة فاغنر بشكل كبير في عدد من البلدان الإفريقية المضطربة سياسيًّا وأمنيًّا؛ ففي إفريقيا الوسطى يدعم نحو ألفي مدرب تابعين للمجموعة القوات الحكومية في الحرب الأهلية المستمرة هناك منذ أكثر من عشر سنوات؛ كما أشارت تقارير إلى وجود أكثر من 1500 مقاتل تابعين للمجموعة في ليبيا وضعف هذا العدد في جمهورية مالي الغارقة في أزمات أمنية كبيرة في مناطقها الشمالية.

وينتشر كذلك الآلاف من مقاتلي المجموعة في عدد من بلدان غرب وشرق إفريقيا.

تمرير سياسات

يقول الكاتب الصحفي محمد الشرقاوي، المختص في شؤون جماعات العنف ومناطق الأزمات: إن تأثر فاجنر في إفريقيا لن يكون مؤثرًا بالقدر الذي يقضي إلى خروجهم من القارة السمراء.

ويرى الشرقاوي، في تصريح خاص لـ«المرجع»، أن وجود فاجنر من البداية مرتبط بحماية المصالح الروسية في إفريقيا أو تقديم الدعم للحلفاء، وبالتالي فإنها ستواصل تنفيذ عقودها الأمنية في تلك الدول مقابل الاستفادة من بعض الامتيازات في مجال الثروات والمعادن الطبيعية.

وأشار الباحث في كلية الدراسات الإفريقية العليا جامعة القاهرة، إلى أن ما حدث من تمرد لا يخرج عن كونه تحركات لتمرير سياسات أو للضغط بتغيير قيادات عسكرية، وبالتالي فإن المهادنة التي وقعت بين فاجنر والكرملين ستعيد الأوضاع إلى ما كانت عليه، ويدلل على ذلك تصريحات وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، بأن مدربي فاجنر باقون في مالي وجمهورية إفريقيا الوسطى.

وأوضح أن تلك التصريحات تؤكد أن بقاء فاجنر في إفريقيا مرهون بالمصالح الروسية سواء في ليبيا أو أفريقيا الوسطى ومالي والسودان، في ظل تصارع النفوذ الدولي على القارة بين المعسكرين الروسي والصيني من جهة، وبين الأوروبي والأمريكي من جهة أخرى، رغم ما تنفيه موسكو من صراع.

وأشار الشرقاوي إلى أن وجود فاجنر في إفريقيا لا يقتصر على الوجود العسكري، بل يمتد لأكثر من ذلك، حيث تدير شركات وأنشطة غير قانونية، مضيفًا أنه على سبيل المثال، تدير شركة "إم- إنفيست" الروسية التابعة لرئيس فاجنر يفغيني بريغوجين، مناجم الذهب في السودان، بتصريح من الرئيس السابق عمر البشير، ضمن صفقة سياسية أتاحت له السفر إلى موسكو في 2017.
"