دلالات زيارة الرئيس الصومالي إلى واشنطن
مكاسب أمنية وسياسية واقتصادية حققتها زيارة الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود إلى الولايات المتحدة الامريكية، تعزز مسار بلد يخوض حربًا شرسة ضد الإرهاب ويواجه معضلة الجفاف.
وفي لقاء ضم وزير الدفاع الأمريكى لويد أوستن، والرئيس الصومالي حسن شيخ محمود الخميس 22 يونيو الجاري، بحثت الجانبان فرص مواصلة التعاون العسكرى لمواجهة التهديدات الإقليمية ، حسب بيان لوزارة الدفاع الأمريكية.
وناقش الجانبان أيضًا تطورات العلاقة الدفاعية الثنائية، فيما أشاد "أوستن" بالأداء الأمنى الصومالى الحالي والتضحيات التي قدمها الصوماليون لمواجهة حركة الشباب الإرهابية، واتفق الجانبان على ضرورة التنسيق والدعم الدوليين بينما تستعد حكومة الصومال لتخفيض قوات الاتحاد الأفريقى والعملية الانتقالية الأمنية وتسلم المهام الأمنية والعسكرية.
تعاون مع الشركاء الإقليميين
وأكد وزير الدفاع الأمريكى لويد أوستن، خلال لقائه الرئيس الصومالي حسن يخ محمود في واشنطن، أهمية زيادة التعاون مع الشركاء الإقليميين، معربًا عن نية وزارة الدفاع الامريكية "بنتاجون" العمل مع الصومال للتنسيق فى مكافحة حركة الشباب.
ومن جانبه، أكد الرئيس الصومالى حسن شيخ محمود، أن الصومال أقرب إلى السلام والاستقرار، مما كان عليه منذ فترة طويلة، مقدمًا الشكر للولايات المتحدة الأمريكية على دعمها المستمر والوقوف إلى جانب جمهورية الصومال.
وقال الرئيس الصومالي، إن الجيش استعاد أكثر من 70 مدينة من قبضة ميليشيات الشباب الإرهابية خلال العام الماضى، مضيفًا أن الجهات الأمنية بذلت جهودًا لتعزيز الأمن، والتي أدت إلى انخفاض ملحوظ في الهجمات الإرهابية في العاصمة مقديشيو.
مطالب برفع حظر السلاح على الصومال
وفي مجلس الأمن الدولي، ألقى الرئيس الصومالي، حسن شيخ محمود، خطابًا تناول فيه قضايا عدة، وتحدث بالتفصيل عن الوضع الأمني في البلاد، وقدم طلبًا فوريًّا لرفع حظر الأسلحة المفروض على الصومال منذ عام 1992.
وركز الرئيس في خطابه على الوضع الحالي في بلاده وجهود حكومته في تحقيق الأمن والقضاء على التطرف، إلا أنه أشار إلى أن عملية تحقيق السلام والازدهار تواجه تحديًا صعبًا يتمثل في حظر الأسلحة المفروض على بلاده، مؤكدًا بوضوح أن صومال اليوم (2023) ليس صومال الأمس (1992).
كما سلط الرئيس الصومالي الضوء على العمليات العسكرية الجارية بهدف تحرير الأراضي الواقعة تحت سيطرة حركة الشباب الإرهابية، مشيرًا إلى أن حكومته بدعم كل من إثيوبيا وكينيا وجيبوتي تهدف في المرحلة الثانية من الحرب على حركة الشباب إلى استعادة وتأمين المناطق الخاضعة لسيطرة الجماعة المتطرفة، مؤكدًا أهمية التعاون والمساعدة الدوليين في تحقيق هذا الهدف.
التغلب على فتور العلاقات
وشهدت العلاقات الثنائية بين مقديشو وواشنطن فتورًا شديدًا ضرب جهود محاربة الإرهاب واستقرار الصومال السياسي والأمني، وبلغ ذروته بسحب القوات الأمريكية في يناير 2021 بسبب سياسات الرئيس السابق محمد عبدالله "فرماجو".
وبعد انتخاب حسن شيخ محمود رئيسًا للصومال في مايو 2022، وافق الرئيس الأمريكي جو بايدن على إعادة تموضع قوات بلاده في الصومال، ضمن رسالة دعم كبير للرئيس الجديد في مكافحة الإرهاب.
ولم يكن دور القوات الأمريكية في الصومال قياديًّا أو قتاليًّا كما لن يكون بعد إعادة نشرها مجددًا، بحسب ما أكدته وزارة الدفاع الأمريكية، بل يقتصر على تقديم المشورة والدعم اللوجيستي والاستخباراتي للقوات الصومالية.
تطابق الرؤى
يقول محمد عز الدين، الباحث في الشأن الإفريقي، إن زيارة الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود إلى واشنطن ولقاءه عددًا من المسؤولين يؤكد تطابق الرؤى بين الصومال والولايات المتحدة لهزيمة إرهاب حركة الشباب في الصومال وفق سياسات فكرية واقتصادية جديدة واستغلال الانتفاضة الشعبية ضد الإرهاب.
وأكد عز الدين في تصريح خاص لـ«المرجع»، أن الولايات المتحدة ستتبنى مبادرات من شأنها تعزيز المؤسسات الحكومية وتمويل جهود ضبط الأمن لإبعاد أي محاولة من أي قوى دولية أخرى للدخول في المعترك السياسي الصومالي؛ خاصة روسيا والصين، في ظل الصراع المحتدم في الحصول على قواعد عسكرية في منطقة القرن الإفريقي.
وأشار الباحث في الشأن الأفريقي، إلى أن على الصومال الاستفادة من الاهتمام الأمريكي والخطوات الإيجابية التي تتخذها واشنطن حيال مقديشو لكسر الإرهاب وإنقاذ البلاد من المجاعة التي تهدد أكثر من نصف الشعب الصومالي.





