انتهاكات الملالي.. دلالات تعليق «جوجل بلاي» لتطبيقات إيرانية
إن تضييق الخناق على نظام المرشد الأعلى الإيراني «علي خامنئي» لم يقتصر قط على دفع أمريكا والغرب على فرض عقوبات اقتصادية على هذا النظام، لدفعه للتوقف عن جرائمه وانتهاكاته سواء بحق الشعب الإيراني في الداخل أو في الخارج من خلال استمرار تقديم الدعم للميليشيا الموالية له المنتشرة في دول المنطقة لنشر مخطط "تصدير الثورة"، بل وصل الأمر إلى الشركات العالمية، خاصة العاملة بمجال تكنولوجيا المعلومات من خلال إغلاقها للتطبيقات الإلكترونية والمواقع التابعة للحكومة الإيرانية من أجل ثنيها عن استخدام تلك التطبيقات في برامج التجسس وانتهاك العقوبات الأمريكية.
تطبيقات إيرانية
يأتي هذا في سياق، إعلان متجر التطبيقات الرسمي لشركة جوجل “Google Play" «جوجل بلاي»، في 18 يونيو 2023، تعليق عدة تطبيقات إيرانية في متجر الأندرويد، وهي التطبيقات التابعة لشركات، «ديجي كالا (متجر إلكتروني إيراني)، وتبسي، وآب» (للدفع الإلكتروني)، وذلك جراء انتهاكهم للعقوبات الأمريكية المفروضة على إيران، فوفقًا لقواعد المتجر يوجد اتفاقية تعرف بـ"توزيع المطورين" وهذه الاتفاقية تنص على ضرورة "امتثال مطوري التطبيقات للقوانين المتعلقة بمراقبة الصادرات والعقوبات الخاصة بالولايات المتحدة، وعدم انتهاك إطار عمل هذه اللوائح".
وفي ضوء ذلك، فإن اتجاه المتجر الإلكتروني لحذف تطبيقات قال إنها تابعة للحكومة الإيرانية، مبينًا أن «مؤسسة بركة» التابعة لنظام المرشد الإيراني تمتلك جزاء من أسهم شركة «تبسي» لتأجير السيارات، ولذلك تم إغلاق تطبيق «تبسي»، وعليه، فإن مستخدمي هذا التطبيق يستخدمون "ميزة الدفع داخل التطبيق (الدفع الإلكتروني)"، وبذلك فهي تنتهك العقوبات الأمريكية.
تطبيق للتجسس
ومن الجدير بالذكر، أن هذه ليست المرة الأولى التي يتجه فيها "جوجل بلاي" لحذف تطبيقات إيرانية تابعة لحكومة الملالي، ففي 21 نوفمبر الماضي، قد حذف المتجر أيضًا، تطبيقات أنشأتها وزارة الاتصالات الإيرانية كي يكونوا بدائل لمواقع التواصل الاجتماعي الأجنبية (إنستجرام، واتساب، تيليجرام)، وهما تطبيقات «سروش، وبله، وأي كب».
إضافة لذلك، فقد حذف «جوجل بلاي» في أواخر أكتوبر الماضي، برنامج «Rubika روبيكا» الإيراني (برنامج للمراسلة صممته الحكومة الإيرانية كي يكون بديلًا عن تطبيقي واتساب وانستجرام)، وأفاد بأن السبب هي محاولة هذا البرنامج التجسس على البيانات الشخصية للمواطنين، خاصة أنه تم تدشينه إبان الاحتجاجات التي اندلعت بمختلف أرجاء إيران في سبتمبر الماضي جراء مقتل الفتاة العشرينية «مهسا أميني» على يد شرطة الإخلاق الإيرانية، وكان السبب في تدشينه هو محاولة نظام الملالي لعدم استخدام المواطنين للتطبيقات الأجنبية الأخرى، كي لا يعرف العالم ما يحدث داخل إيران بشأن قمع المواطنين.
والحذف المستمر لأي تطبيقات تدشنها الحكومة الإيرانية على متجر "جوجل بلاي"، دفع سلطات الملالي لمحاولة منع المواطنين من استخدام متجر جوجل بلاي، نفسه، ولكنها فشلت حتى الآن في إيجاد بديل لهذا المتجر الإلكتروني.
أمر روتيني
وحول ذلك، يقول «محمد عبادي» الباحث المتخصص في الشأن الإيراني، في تصريح خاص لـ«المرجع»، أن قرار المتجر الإلكتروني بحذف تطبيقات تابعة لنظام المرشد، يعد أمرًا روتينيًّا معتادًا، فهذه ليست المرة الأولى التي يقوم فيها الموقع العالمي بتعليق تطبيقات إيرانية، لأسباب مختلفة، سواء انتهاك العقوبات الدولية أو تطبيقات تابعة للحكومة تحرض على انتهاك حقوق الإنسان، ومع ذلك، تتجاوز إيران الوقوف عند هذه الإجراءات، وتقوم باستبدال هذه التطبيقات بأخرى مماثلة.





