ad a b
ad ad ad

أطفال إيران.. أبرز ضحايا نظام الملالي

الثلاثاء 26/سبتمبر/2023 - 05:32 م
المرجع
نورا بنداري
طباعة

لا يتوانى نظام الملالي بقيادة المرشد الإيراني الأعلى «علي خامنئي»، عن استغلال الأطفال، وخاصة الذين يعانون من الفقر وتدهور لأوضاعهم الاقتصادية والمعيشية، في أعماله غير المشروعه، سواء الزج بهم إلى صفوف القوات الإيرانية، أو في أية احتجاجات لقمع المشاركين بها، وصولًا إلى استخدامهم في توزيع المخدرات التي تنتشر بشكل كبير في جميع أرجاء الجمهورية الإيرانية، ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل أن نظام الملالي على الجانب الآخر يقوم بقمع وتعذيب الأطفال الذين لا تتجاوز أعمارهم الـ 12 عامًا، وهو ما سبق ونددت به عدة منظمات حقوقية مطالبة هذا النظام بالكف عن قمع الأطفال.

أغراض قمعية

وفي ضوء ما تقدم، فإن «شارمين ميمندي نجاد» مؤسس "جمعية الإمام علي" الخيرية، كشف خلال مقابلة له مع قناة "بي بي سي" باللغة الفارسية في 15 يونيو 2023، بعد إطلاق سراحه من السجن ومغادرته للأراضي الإيرانية في أكتوبر الماضي، عن جرائم نظام المرشد بحق الأطفال، مشيرًا إلى أن الأطفال هم أبرز ضحايا النظام الإيراني الحاكم الذي يستخدمهم بكل الأعمال غير المشروعة، سواء توزيع المخدرات بالمناطق الفقيرة أو قمع المتظاهرين أو"تجارة الجنس" للفتيات المشردات في إطار "زواج المتعة"، وأفاد «نجاد» أن مؤسسته الخيرية قد تم إغلاقها وتم اعتقاله في يوليو 2020، بسبب تقديمه تقرير إلى المؤسسة العسكرية الإيرانية عن انتشار المخدرات بين الأطفال في مختلف أرجاء البلاد بشكل كبير.

تحذير دولي

وتجدر الإشارة أن ما كشفه مؤسس «جميعة الإمام علي» ليس بالجديد، فقد سبق وحذرت منه «منظمة العفو الدولية» في تقرير لها في مارس الماضي، مشيرة إلى أن المخابرات وأجهزة الأمن الإيرانية ترتكب أروع أشكال التعذيب والعنف الجسدي بحق الأطفال، خاصة المحتجزين في سجونها، ولا تتجاوز أعمارهم 12 عامًا، لمجرد مشاركتهم في الاحتجاجات التي انتشرت في جميع أرجاء إيران في سبتمبر الماضي، على خلفية مقتل الشابة العشرينية الكردية «مهسا أميني» على يد شرطة الإخلاق الإيرانية لعدم التزامها بقواعد لباس الحجاب الإيراني، وهو أيضًا ما أكدته منظمة "هيومن رايتس ووتش" في تقرير لها في أبريل الماضي، مشيرة إلى أن سلطات الملالي اعتقلت أطفالًا واستجوبتهم وأدانتهم بتهم غامضة، بل وحاكمتهم دون احترام أي ضمانات قانونية، وذلك بمنع عائلاتهم من توكيل محامين لأبنائهم.

وفي هذا الإطار فقد بعثت «ديانا الطحاوي» نائبة مديرة المكتب الإقليمي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا في منظمة العفو الدولية، برسالة إلى نظام الملالي، حذرته من استغلال وقمع الأطفال، قائلة: "يجب على السلطات أن تُفرج فورًا عن جميع الأطفال المحتجزين لمجرد ممارسة الحق بالاحتجاج السلمي"، ومضيفة "إذ لم يتم إجراء تحقيقات نزيهة في تعذيب الأطفال على المستوى المحلي على جميع الدول ممارسة الولاية القضائية العالمية على المسؤولين الإيرانيين بما فيهم الرئيس".

نهج الملالي

وحول استغلال نظام الملالي للأطفال، يقول «أسامة الهتيمي» الباحث المتخصص في الشأن الإيراني، أن تورط النظام الإيراني في استغلال الأطفال يعود للسنوات الأولى من وصول هذا النظام للحكم ففي الحرب العراقية الإيرانية (1980-1988) زج نظام طهران بآلاف الأطفال الإيرانيين للصفوف الأمامية على جبهة القتال لصد القوات العراقية ولإلهاب مشاعر المقاتلين والشعب الإيراني، فيما عمل على استخدام وتمجيد صور وقصص الأطفال المجندين في الدعاية الحربية كجزء من الحرب النفسية، والتي برز منها مثلا قصة "حسين فهميده" الطفل ذي الـ 13 عامًا الذي قُتل بعد مشاركته في عمليات شبه انتحارية، واعتبرته دعاية الحرس الثوري شهيدًا وبطلًا قوميًّا، وهي التجربة التي استنسختها الميليشيات الموالية لإيران في كل من العراق وسوريا واليمن على مدار السنوات الفائتة.

ولفت «الهتيمي» في تصريح خاص لـ«المرجع»، أن استغلال إيران الأطفال لقمع الاحتجاجات لا يمثل أي انحراف عن نهج هذا النظام، الذي جند على مدار السنوات الماضية، العشرات من الأطفال واستخدمتهم في قمع الاحتجاجات الشعبية، وهو ما رصدته العديد من المنظمات والمؤسسات الحقوقية، سواء الإيرانية المعارضة أو الدولية ووثقته عبر مقاطع مصورة.

وأضاف أن الأمر لا يختلف كثيرًا بشأن ما يتعلق بعصابات الحرس الثوري التي تتاجر في المخدرات وتجنيدها للأطفال في عمليات توزيع المخدرات، التي تدر أرباحًا طائلة على القيادات الحرسية المتورطة في هذه التجارة، والتي أكدت العديد من التقارير أنها تحظى بحماية من قبل النظام، فمن يقدم الأطفال للموت يسهل عليهم أن استغلالهم في توزيع المخدرات.

الكلمات المفتاحية

"