ad a b
ad ad ad

دلالات ظهور فصائل مسلحة جديدة لمواجهة «تحرير الشام» في سوريا

السبت 01/يوليو/2023 - 03:24 م
تحرير الشام
تحرير الشام
محمد يسري
طباعة

تحلم "هيئة تحرير الشام"، وهي فصيل مسلح عامل في الشمال السوري، يتزعمه المدعو أبو محمد الجولاني، بالهيمنة السياسية على المناطق التي تقع تحت نفوذها، والظهور في صورة جديدة بدلًا من تلك النمطية عنها، كونها أحد الفصائل المنتمية لتنظيم القاعدة الإرهابي.

وبدأت الحركة في تغيير سلوكياتها رغبة في الوصول يومًا ما إلى سدة الحكم في سوريا، بعد أن تعدت أحلام زعيمها أبو محمد الجولاني نطاق نفوذ الحركة الحالي في الشمال السوري، إذ بدأ يغازل العالم بصيغة السياسي الذي تخلى عن منهجه الجهادي وتقديم جماعته في صورة الحزب السياسي الذي يقبل بالتنوع والتعددية، كما بدأت الهيئة في التعامل بهذه الصيغة أيضًا مع زملاء الدرب من الفصائل المسلحة الأخرى، الأمر الذي أثار موجة غضب، ومن بين من ثار غضبهم فصيل جديد أطلق على نفسه اسم "سرايا درع الثورة".

سرايا درع الثورة

وانتشر عبر المنصات الإعلامية التابعة للفصائل المسلحة في سوريا تسجيل مرئي لمجموعة مكونة من ستة أشخاص، يعلنون فيه تشكيل فصيل مسلح جديد في سوريا، يحمل اسم "سرايا درع الثورة"، يتكون من مجموعة من المسلحين في محافظة إدلب شمالي سوريا.

وقالت المجموعة في بيان أذاعته: "نقسم بالله العظيم، أننا سنرّد إدلب إلى حضن الثورة السورية، بعد أن سرقها مجاهيل النسب".

وأكد هؤلاء المسلحون أن سبب تشكيل "سرايا درع الثورة" هو "الدفاع عن الأعراض، وتأمين المظاهرات السلمية لحماية الحرائر والأحرار" في مناطق نفوذ هيئة تحرير الشام.

ووجه المسلحون خطابًا شديد اللهجة ضد "هيئة تحرير الشام"، التي أمهلوها ثلاثة أيام لإطلاق سراح جميع المعتقلين والحرائر، وعلى رأسهم وجهاء وأعيان المناطق.

وهدد المسلحون الهيئة بأنه في حال عدم تنفيذ مطالبهم فستكون جميع مصالحها هدفًا مشروعًا للتشكيل الجديد، متضمنة جميع المنتسبين لها.

كما وجه التسجيل نداء إلى من أطلق عليهم المرابطين في تحرير الشام بالتبرؤ منها، وأنه لا عذر لهم بعد أن اعتدت الهيئة على من أسمتهم الحرائر، واتهم التسجيل "تحرير الشام" بأنها تنفذ أجندة تخدم النظام السوري بعد تلونها وانقلابها على الثورة السورية التي بدأت منذ 12 عامًا، ولم تحقق أي هدف من أهدافها حتى الآن.

تصعيد ضد الحركة

وتشهد مناطق نفوذ هيئة تحرير الشام تظاهرات متوالية ضدها، آخرها على خلفية اعتقال عدد كبير من أعضاء حزب التحرير الإسلامي، وهو أحد الأحزاب التي لا تعترف بحدود الدول الإسلامية، وترفع شعار الخلافة الإسلامية.

وتتهم الفصائل المسلحة هيئة تحرير الشام بخيانة الثورة، وممارسة القمع، وتكميم الأفواه ضد الفصائل الأخرى من شركاء الثورة.

حلم نموذج طالبان

يقول الدكتور محمد السيد، الخبير في الشؤون الآسيوية والجماعات الإسلامية، إن هيئة تحرير الشام تحلم بتطبيق نموذج حركة طالبان في أفغانستان، وشجعها على ذلك وصول حركة طالبان إلى السلطة في أغسطس 2021م، وبدا ذلك واضحًا من خلال ممارساتها على المستوى السياسي طيلة الأعوام الثلاثة الماضية، وتحولاتها الملحوظة التي تحاول فيها إثبات أنها حركة تحرر وطني وليست جماعة جهادية خرجت من رحم تنظيم القاعدة.

وأوضح في تصريح خاص لـ"المرجع" أن تلك التحولات جعلت الفصائل الأخرى ترى في تصرفاتها تشابهًا مع تصرفات النظام الذي قامت الثورة عليه، وبالتالي فقد وضعت الهيئة نفسها في مرمى نيران تلك الفصائل، كما حدث ويحدث مع النظام؛ نتيجة تحول الهيئة إلى مسار آخر يشبه مسار الدولة.

"