العراق يسابق الزمن لتطهير المناطق الخطرة.. وقلة الدعم أبرز العقبات
يواصل العراق جهوده المستمرة لتطهير الأراضي
العراقية من الألغام ومخلفات الحروب، رغم العقبات التي تواجه القوات العراقية في
إعلان الأراضي العراقية خالية من الألغام والذخائر الحربية
.
وأعلنت دائرة شؤون الألغام، اليوم الثلاثاء، عن
مساحة الأراضي المطهرة من الذخائر الحربية خلال عام ونصف العام، والتي وصلت إلى
أكثر من (2500) كيلومتر مربع من الأرض الملوثة بالذخائر الحربية المختلفة، وفق
بيان الدائرة الذي نقلته وكالة الأنباء العراقية.
المناطق الموبؤة
الخبير الأمني العراقي مخلد حازم يُقيِّم في
تصريحات خاصة لـ"المرجع" جهود القوات العراقية في هذا الشأن، وأكثر
المناطق الموبؤة، والعراقيل التي قد تقف حائلًا أمام تطهير الأراضي العراقية بشكل
كامل، مشيرًا إلى
أن القوات العراقية تبذل جهودًا كبيرة في مجال
مكافحة والتخلص من آثار الألغام والمناطق الموبوءة في مساحات واسعة من العراق.
وأشار الخبير الأمني العراقي إلى أن هذه الحملة بدأت بعد الحرب العراقية الإيرانية في ثمانينيات القرن الماضي، وخاصة في مناطق جنوب العراق، ومناطق الألغام في جنوب العراق هي أرض واسعة وصحراوية، وكانت تُرمى فيها الكثير من القنابل العنقودية من الطائرات، وكذلك مناطق تم زرعها بالألغام.
وأوضح أن هناك جهودًا كانت تُبذل من أجل تصفية هذه الأراضي وتطهيرها، خاصة في بعض الأراضي الزراعية التي تعرض المزارعون فيها لمئات من حوادث الانفجار، ما أسفر عن مئات الضحايا، حيث إنه في التسعينيات تعرضت الكثير من أراضي العراق إلى قصف من الطائرات الأمريكية والتحالف الدولي آنذاك، واستمرت هذه الأمور إلى 2003 بعد احتلال العراق.
وشدد على أن العراق لم يضع في موازنته وحساباته مبالغ كافية لغرض جلب متخصصين في رفع الألغام، وهنالك حالات كثيرة راح ضحيتها الكثير من الأطفال والنساء، لافتًا إلى أنه من ضمن العوائق التي تقف أمام الإسراع في عمليات التطهير وإنجاز هذا الملف يأتي قلة الدعم المادي للعراق، وذلك على الرغم من دعم المنظمات المدنية ومنظمات حقوق الإنسان ومجلس الأمن و الـ"يونامي" للجهود العراقية، إلا أن الدعم لم يكن بالصورة الكافية لإعلان الأرض العراقية خالية من الألغام ومخلفات الحروب.
خطة متكاملة
لم تتوقف الحملات التي تشنها القوات العراقية
على عمليات التطهير، حيث تم تنفيذ أكثر من (4000) حملة توعوية ميدانية، كان مخرجها
نحو (398.569) مستفيد ومستفيدة، وفق بيان دائرة شؤون الألغام، الذي أكد أيضًا أن أعمال التطهير شملت مشاريع إنسانية واقتصادية متعددة استهدفت مساحات
من الأرض كانت ملوثة في محافظة البصرة وبعد تطهيرها من الألغام والذخائر الحربية
المختلفة.
وأوضح البيان أن هذه المناطق تحولت الى مجمعات سكنية وبواقع أكثر من (6) مجمعات متكاملة، هذا فضلاً عن تحول المساحات الملوثة في محافظة كربلاء بعد إتمام عملية تطهيرها من المخلفات الحربية غير المنفلقة إلى مزارع ومساحات خضراء تعرف الآن بمشروع الساقي، وحرصت دائرة شؤون الألغام على إنجاز العديد من المسوحات الميدانية التي تخص شريحة الضحايا في المحافظات المتأثرة، ما أسهم بالتالي على إعادة إدماج هذه الشريحة في المجتمع، وتوفير جميع المستلزمات والمتطلبات المعينية والصحية والخدمية التي يحتاجونها".
وأكد البيان أن دائرة شؤون الألغام أنجزت- وبالتنسيق مع الجهد العملياتي العامل على الأرض- تطهير حقول الألغام التي كانت تعترض المشاريع النفطية في كل من محافظة البصرة وميسان والمثنى وذي قار، وتم تطهير أكثر من (9) كيلومترات مربعة في بادية المثنى من الذخائر العنقودية والمخلفات الحربية ليتم استثمارها الآن لأغراض الزراعة، وإقامة المشاريع الزراعية عليها."





