اعتقالات عناصر حزب التحرير.. ماذا يحدث في شمال سوريا؟
الثلاثاء 20/يونيو/2023 - 06:55 م
آية عز
شهدت مناطق شمال غربي سوريا التي تسيطر عليها ما تعرف بـ«هيئة تحرير الشام»، خلال الأيام الأخيرة، حملة اعتقالات واسعة طالت قيادات وأعضاء في حزب التحرير الإسلامي وهو حزب سياسي يدعو إلى إقامة خلافة إسلامية.
واكد موقع تلفزيون سوريا، أن جهاز الأمن العام التابع لهيئة تحرير الشام دهم بلدات السحارة وكلي ودير حسان شمالي إدلب، واعتقل أكثر من 15 شخصًا، من بينهم رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير، فيما تم قتل عنصرين من جهاز الأمن العام برصاص مسلحين في بلدة دير حسان، التي شهدت اقتحامًا للمنازل وتخريبًا للممتلكات.
وفي بيان نشره على قناته في تليجرام، أفاد المتحدث الرسمي باسم جهاز الأمن العام في تحرير الشام، ضياء العمر، بأن الحملة الأمني3ة جاءت بناءً على أمر قضائي صادر عن النيابة الأمنية العامة، واستهدفت شرذمة من المرجفين والمخذلين العابثين بأمن المناطق المحررة، والمحرضين ضد رموز الثورة السورية ومؤسساتها المدنية والعسكرية.
إنهاء وجود حزب التحرير
وتُعد هذه الحملة هي استكمال لقرار اتخذته هيئة تحرير الشام في أوائل عام 2023 لإنهاء وجود حزب التحرير في مناطق نفوذها، عقب تنظيمه مظاهرة كبيرة في مدينة إدلب، تضمنت هتافات وعبارات ضد التقارب التركي مع النظام السوري، وعبارات وُجهت لزعيم هيئة تحرير الشام أبو محمد الجولاني بطريقة مبطنة بعد وصفه تركيا بالحليف.
وعقب تلك المظاهرة، نفذت هيئة تحرير الشام حملة اعتقالات استهدفت شخصيات تعد مؤثرة ضمن بنية حزب التحرير في سوريا، قبل أن تؤجل الحملة عقب وقوع الزلزال المدمر جنوبي تركيا وشمالي سوريا.
ومنذ ذلك الحين، صعد أنصار حزب التحرير لهجتهم خلال عدة وقفات وبيانات مصورة، وزادوا من حدة خطابهم الذي اتهموا فيه هيئة تحرير الشام بأخذ دور "الحارس" لدى الجانب التركي.
وتزامن ذلك مع تصعيد الإعلام الرديف لهيئة تحرير الشام ضد حزب التحرير، مطالبين بما وصفوه "تطهير المحرر من حزب التحرير".
وأثارت هذه الحملة ردود فعل متباينة بين المدنيين والناشطين في المناطق المحررة، فمنهم من انتقد هيئة تحرير الشام واتهمها بالتسلط والانقلاب على الثورة السورية، ومنهم من دافع عنها وبرر أفعالها بضرورة حفظ الأمن والاستقرار، ومنهم من دعا إلى حوار بناء بين الطرفين لتجاوز الخلافات.
الأسباب والدوافع
يوضح المحلل السياسي السوري، فادي عبد المنعم، إن هناك عدة أسباب ودوافع وراء اختطاف هيئة تحرير الشام شبابًا وقيادات حزب التحرير، منها الخلاف الفكري والسياسي بين الطرفين، حيث ينتقد حزب التحرير، هيئة تحرير الشام بأنها تتبع منهجية مقاتلة وليست سياسية، وأنها تتجاهل الحل الإسلامي للأزمة السورية، وهو إقامة خلافة راشدة، على حسب زعمهم.
وأضاف في تصريح لـ«المرجع»، أن هناك ضغطًا خارجيًّا من قبل الجانب التركي، الذي يرى في حزب التحرير خطرًا على مصالحه في المنطقة، وخاصة بعد تنظيم حزب التحرير مظاهرة كبيرة في إدلب انتقد فيها النظام التركي واتهمه بالتواطؤ مع الحكومة السورية الشرعية.
الآثار والتداعيات
ويرى المحلل السياسي التركي أن أبرز تداعيات هذه الحملة هي تفاقم التوتر والصراع بين هيئة تحرير الشام وحزب التحرير، وزيادة خطر اندلاع اشتباكات مسلحة بينهما، وتضييق المجال السياسي والحرية الفكرية في المناطق الخاضعة للهيئة، وتكميم الأفواه التي تنتقد سياسات هيئة تحرير الشام أو تطالب ببديل إسلامي، فضلًا عن إثارة مشاعر الغضب والاستياء والخوف بين المدنيين، مع تعزيز صورة هيئة تحرير الشام كمجموعة إرهابية ومتطرفة.





