ad a b
ad ad ad

إشعال الصراع المائي بين طالبان وإيران يضر أمن المنطقة

الأحد 11/يونيو/2023 - 07:44 م
المرجع
نهلة عبدالمنعم
طباعة

تصاعدت الخلافات بين إيران وحركة طالبان حول حصص مياه نهر هلمند، والذي يعد من أهم مصادر المياه العذبة بأفغانستان، ما يمثل اختبارًا جديدًا لأمن المنطقة عقب وصول الحركة لحكم أفغانستان.


وفي نهاية مايو 2023 جرت اشتباكات عسكرية على الحدود خلفت قتلى وجرحى من الجانبين ما ألقى بظلاله على الأزمة الدائرة، ومن جهته قال نائب قائد قوى الأمن الداخلي بإيران، قاسم رضائي إن القوات الأفغانية هي من بادرت بإطلاق النار عبر أسلحة خفيفة ومدفعية، بينما احترمت قوات بلاده القانون الدولي ووجهت إنذارًا للأفغان لكنهم لم يمتثلوا فاشتبك الطرفان عسكريًّا، وطالب قاسم حركة طالبان بتحمل مسؤولياتها الدولية واحترام القانون.


سلبيات الخلاف بين طالبان وإيران 


اتفق الجانبان فيما بعد على الهدنة إلى جانب فتح تحقيق حيال الأمر لتلافي السلبيات الناتجة عن تصاعد حدة الخلافات، إذ قال أمير علي حاجي زاده، قائد القوات الجوية في الحرس الثوري الإيراني، إن أعداء البلاد يقفون وراء تنامي هذا الخلاف لرغبتهم في نشوب حرب حدودية بين الطرفين، مشددًا على رغبة بلاده في عدم الاستجابة لهذه الاستفزازات تحت أي ظروف، وذلك وفقًا لما نشره موقع (DW) في 3 يونيو 2023.


يبدو من هذه التصريحات وجود تلميح بأن قوى خارجية ما تسعى لاجترار المنطقة لحرب تحقق أهدافها في تحويل المنطقة لكتلة لهب لا تهدأ، وإذا ما نظرنا إلى العلاقات الدولية المتشابكة لأطراف الصراع سنجد أن الولايات المتحدة قد أدارت ملف الخروج العسكري من أفغانستان بما يخدم مصالحها فقط دون النظر لباقي المتغيرات.


وكان من أبرز مصالحها في ذلك وفقًا لأستاذة السياسة بجامعة القاهرة، نورهان الشيخ هو ترك المنطقة لتشتعل بالصراعات بينما تدير هي الملف من الخارج، وأضافت الشيخ في تصريح سابق لـ«المرجع»، أثناء المفاوضات بين طالبان وواشنطن، أن حكومة الولايات المتحدة منشغلة بملفات أخرى في آسيا منها بحر الصين الجنوبي والصراع مع روسيا وإيران وتريد بالانسحاب من كابول تحويل المنطقة لبؤرة صراع يشغل قوى المنطقة ويستنزفهم.


ومن ثم فان رغبة طهران بعدم الاجترار لصراع عسكري مبني على مخاوف من الاستنزاف السياسي والاقتصادي في ظل أزمات حقيقية تعيشها الحكومة داخليًّا، إلى جانب أن الحروب بمختلف اتجاهاتها تشكل سوقًا تجاريًّا لبيع الأسلحة واستفادة القوى المناوئة بغض النظر عن مصالح شعوب دول النزاع.


الحصص المائية والخلاف العالق بين كابول وطهران


تبقى مشكلة ملف المياه عالقة بين الطرفين، وبالأخص مع رفض طالبان دخول مستشارين من الجانب الإيراني لمعاينة الأسباب الحقيقية لضعف تدفق مياه نهر هلمند إلى طهران، إذ تقول طالبان إن السبب ليس السدود كما تروج الحكومة الإيرانية ولكن ضعف الأمطار، وفقًا للمتحدث الرسمي للحركة ذبيح الله مجاهد. 


وينبع نهر هلمند من جنوب غرب أفغانستان ويمر بإيران التي تشتكي من قلة تدفق المياه بسبب سدي كجكي وجريشك الأفغانيين المبنيين على النهر.


وتمتلك الدولتان معاهدة تنظم تقسيم المياه بينهما منذ 1973 ولكن الصراعات بشأن النهر عادت للتصاعد مؤخرًا وسط اتهامات متبادلة بين الطرفين.


"