صفقات الملالي.. إيران تحرر عناصرها الإرهابية باختطاف رهائن ثم استبدالهم
السبت 10/يونيو/2023 - 08:56 م
إسلام محمد
ما زال نظام الملالي، يعتمد على الخطف والابتزاز لحل مشكلاته مع دول العالم الغربي، خاصة في مسألة تحرير الإرهابيين المحتجزين في الدول الأوروبية.
صفقات الإفراج
ومؤخرًا أعلنت بلجيكا الإفراج عن ثلاثة مواطنين أوروبيين كانوا معتقلين في إيران لكن تم تحريرهم والسماح لهم بالمغادرة إلى سلطنة عمان ومنها إلى بلجيكا، إذ توقف الثلاثة المفرج عنهم في سلطنة عمان من أجل إجراء الفحوصات الطبية قبل نقلهم جوًا إلى مطار ميلسبروك العسكري في بلجيكا.
وأتت هذه الخطوة الإيرانية في مقابل الإفراج عن الدبلوماسي الإيراني أسد الله أسدي، المحكوم عليه بالسجن لمدة 20 عامًا في بلجيكا.
وكان «أسدي» هو الدبلوماسي الثالث لسفارة طهران في النمسا، واعتقل في ولاية بافاريا الألمانية في 10 يونيو 2018 أثناء عودته إلى النمسا، وذلك لتورطه بمحاولة تفجير تجمع لمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة في مدينة فيلبانت شمال العاصمة الفرنسية، ولم تكن لهذا الدبلوماسي الإيراني حصانة سياسية على التراب الألماني، نظرا لكونه لا يمارس مهمة ديبلوماسية هناك.
وأدين الدبلوماسي الإيراني أسد الله أسدي بتهمة الإرهاب وسجن في بلجيكا لنحو خمسة أعوام، وحكم عليه بالسجن عشرين عامًا في 2021 في بلجيكا بعد إدانته.
وشهدت الصفقة إطلاق سراح عامل الإغاثة البلجيكي أوليفييه فاندكاستيل في 26 مايو بعد اعتقاله طوال 455 يومًا، والمعتقلان الآخران يحملان الجنسيتين الإيرانية والنمساوية وهما قمران قادري، ومسعود مصاحب، وقد أوقف الثاني في 2019 ثم أفرج عنه في نوفمبر 2022 لدواعٍ طبية، لكنه مُنع رغم ذلك من مغادرة إيران.
بلجيكا تشكر عمان
وتوجه رئيس الحكومة البلجيكية ألكسندر دي كرو بالشكر إلى سلطنة عمان على التوسط في صفقة تبادل السجناء مع إيران.
وأشار مكتب رئيس الحكومة البلجيكية في بيان له إلى أن الأوروبيين الثلاثة هم: مواطن دنماركي أوقف في نوفمبر 2022 «على هامش تجمعات لحقوق النساء» ومواطنان إيرانيان نمساويان أوقف أحدهما في يناير 2016 والثاني في يناير 2019.
وتعد هذه المبادلات من صميم عمل وزارة الخارجية الإيرانية بالتعاون مع ميليشيات الحرس الثوري الإيراني، نظرًا لافتقار النظام الإيراني إلى وسائل أكثر نجاعة للتعامل مع مسألة احتجاز مواطنيه الذين يعملون في نشاطات إرهابية، لا سيما على أراضي دول القارة الأوروبية.
إيران تستفيد من ديموقراطية أوروبا
ويلجأ النظام الإيراني لانتهاج هذا النهج حصرًا مع دول غربية ديمقراطية نظرًا لأن الطبيعة التي تتسم بها هذه الأنظمة الديمقراطية تحتم على الحكومات المنتخبة بإرادة شعبية العمل على تحرير مواطنيها المحتجزين في الخارج وفي مواسم الانتخابات تركز الدعايا الانتخابية سواء كانت إيجابية أو سلبية على موقف الأحزاب والسياسيين من مسألة المواطنين المحتجزين في الخارج لذلك يشكل احتجاز إيران لرهائن هذه الدول ضغطًا كبيرًا على حكوماتها.
ويعمل النظام الإيراني على تجاهل مسألة ازدواج الجنسية فيتعامل بطريقة مراوغة مع الأمر فيعتبرهم مواطنين إيرانيين لا يحق للدول الخارجية التدخل بشأنهم لكنه في الحقيقة يحتجزهم لأجل جنسياتهم الأخرى ليمارس ضغوطات على الحكومات التي منحتهم جنسياتها لذلك يطمئن الإرهابيون الإيرانيون عند احتجازهم إلى أن حكومتهم ستحررهم بهذه الطريقة.





