ad a b
ad ad ad

أفغانستان.. دلالات حركة التغيير المفاجئ في القيادت المالية لحكومة طالبان

الخميس 01/يونيو/2023 - 04:10 م
المرجع
محمد يسري
طباعة
تعاني أفغانستان من أزمة اقتصادية خانقة، زادت معاناة الشعب بعد عجز حكومة طالبان التي استولت على السلطة في أغسطس 2021م، عن إيجاد حلول لتلك الأزمة المرتبطة بوجود الحركة من ناحية، والمتوارثة من العقود الماضية من ناحية أخرى، إضافة إلى تصرفات الحركة التي تؤدي لمزيد من المشكلات الاقتصادية، في ظل العقوبات التي لا نية للحركة في وضع حل لمسبباتها، ما يجعل المجتمع الدولي يتعنت بدوره في تخفيف تلك العقوبات، رغم محاولات المنظمات الإغاثية تعويض جزء من آثار تلك المشكلات.

ووسط هذا ظهرت اتهامات بالفساد لحكومة طالبان من جهات متعددة، الأمر الذي ظهر في اتخاذ الحركة بعض الإجراءات التي قد تُوحي باستشعارها بذلك.


تغييرات في المنظومة المالية

منذ مطلع العام الجاري بدأت حكومة طالبان في اتخاذ عدد من التغييرات الإدارية نالت معظمها المنظومة المالية وقياداتها شملت إقالة مسؤولين بارزين في المنظومة المالية في وقت لاحق، منهم هداية الله بدري وزير المالية في 16 مارس الماضي، كما شملت قرارات هيبة الله إخواندزاده زعيم الحركة إقالة عدد كبير من مسؤولي الجمارك على خلفية اجتماعات موسعة مع كبار المسؤولين في الجمارك، بينهم الملا محمد ناصر أخوند المسؤول بالإيردات والجمارك.

وعبرت المعارضة الأفغانية حينها عن غضبها من هذه الإقالات، التي كشفت وجود انقسام داخل الحركة نفسها بين جناحي كابل وقندهار، فوزير المالية السابق "هداية" من المقربين لجناح سراج حقاني وزير الداخلية الذي أبدى غضبه في وقت سابق من تصرفات زعيم الحركة المقيم في قندهار بعيدًا عن العاصمة كابول، ويصدر قراراته من هناك.


قرارات جديدة

صباح الإثنين 29 من مايو 2023، أعلن ذبيح الله مجاهد المتحدث باسم طالبان سلسلة من التغييرات في المنظومة المالية، وقال في بيان نشره على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" أن الملا هيبة الله أخوندزاده زعيم حركة طالبان أصدر مجموعة قرارات إدارية شملت ترقية وتعيين عدد من القيادات، وتغيير مواقع البعض.

وشملت القرارات كلا من الملا محمد ناصر أخوند نائب وزير الإيرادات والجمارك سابقًا إلى منصب وزير المالية بالوكالة، والملا عبد القاهر إدريس نائب وزير الطاقة سابقًا نائبًا لوزير الإيرادات والجمارك بوزارة المالية.


كما قرر زعيم طالبان تعيين عبد القدير أحمد النائب الثاني لرئيس بنك أفغانستان نائبًا لإدارة الشؤون المالية بوزارة المالية.


عمق الخلافات

يشير الدكتور محمد السيد، الباحث في الشؤون الآسيوية، إلى أن تكرار هذا النوع من القرارات في أقل من شهرين داخل القطاع المالي لحكومة طالبان المؤقتة يكشف أن هناك عمقًا للخلافات داخل الحركة، وقد يؤكد ذهبت إليه المعارضة الأفغانية حول وجود فساد مالي داخل حكومة طالبان.


وأكد السيد في تصريحات خاصة لـ"المرجع" أن طالبان تفقد السيطرة على الأزمات المالية المتزايدة في أفغانستان، في ظل تصرفاتها المتعنتة تجاه أي حلول دولية للخروج من الوضع المالي المتدهور في البلاد، وعلى رأسه أموال البنك المركزي المجمدة في الولايات المتحدة الأمريكية.


وقال إن هناك أزمة ثقة من المنظمات والمؤسسات الدولية في حركة طالبان من الناحية الأمنية، وتثير هذا التصرفات الشكوك لديها في إدارة القطاع المالي في البلاد، ما يؤثر سلبًا على المعاملات الاقتصادية مع الحركة، علاوة على فرض إجراءات معينة من جانب طالبان على المؤسسات الإغاثية الدولية التي تعمل في أفغانستان.

"