حركة الشباب تهدد القرن الإفريقي وتهاجم قاعدة عسكرية

استطاع تنظيم القاعدة خلال الأعوام القليلة الماضية بناء فرع قوي له في الصومال، وهو المعروف بـ(حركة الشباب)، وباتت الحركة تمثل بؤرة خطر بالقرن الإفريقي تهدد أمن واستثمارات شرق القارة الإفريقية.
تتسم حركة الشباب باختيار أهداف حيوية لهجماتها بالمنطقة، إذ تركز على قوات الجيش والشرطة ومسؤولي الحكومة لإظهار قدراتها في اختراق الأنظمة الأمنية، وإعطاء رسائل حول قوتها ومدى توغلها بالبلاد، ساعية للمنافسة بقوة على الوجود الإفريقي وثروات المنطقة، والبروز كأداة يمكن توظيفها لصالح القوى الطامعة.
هجمات الشباب ضد النقاط العسكرية في الصومال
شنت حركة الشباب صباح 26 مايو 2023 هجومًا عنيفًا عبر سيارات مفخخة وعبوات ناسفة وانتحاريين ضد قاعدة عسكرية تابعة للاتحاد الإفريقي بمنطقة بوولو مرير بجنوب غرب الصومال.
وتكبد الجيش الديمقراطي الشعبي الأوغندي خسائر بصفوفه، إذ تتمركز قواته في قاعدة العمليات الأمامية ضمن قوة حفظ السلام بالقاعدة، وصرحت بعثة الاتحاد الإفريقي الانتقالية بالبلاد (ATMIS) أن مسلحي حركة الشباب هاجموا القاعدة، ولكنها لم تذكر حجم الخسائر الحقيقية.
بينما انتهزت العناصر الإرهابية الفرصة للترويج لقوة الهجوم ومدى الخسائر البشرية في صفوف الجيش الأوغندي، فضلًا عن أسر بعض الجنود، كما حرصت الحركة على بث صور للأسرى وأسلحتهم التي باتت في حوزتها، فضلًا عن أنباء حول استطاعتها السيطرة على البلدة بأكملها خلال فترة العملية.
وتستغل الجماعات الإرهابية هذه الأنباء والصور في الترويج لقوتها العسكرية والعملياتية بالمناطق التي تهاجمها، وذلك لتسلط الأضواء الإعلامية والسياسية على وجودها للاستفادة من ذلك، إلى جانب حشد عناصر جدد لصفوفها وتوطيد الانتماء لعناصرها القدامى باعتبارهم يعملون لصالح جماعة قوية وفاعلة على الأرض.
تعطي الهجمات ضد القواعد العسكرية مؤشرًا سيئًا لاضطراب الأوضاع الأمنية، ما يؤثر بدورها على الروح المعنوية للمواطنين، ومدى ثقتهم في الحكومة الموجودة بالسلطة، إلى جانب إثارة التساؤلات حول جدوى القوات الأجنبية بالبلاد ودورها الحقيقي في حفظ الأمن، ما يعضد مطالبات موازية باستبدال التعاون الدولي ما يخدم الصراع العالمي القائم على النفوذ بالمنطقة.
ومن جانبها استنكرت وزارة الخارجية الأمريكية الهجوم الأخير على القاعدة العسكرية، وقدمت التعازي لأسر الضحايا، مؤكدة وقوفها بجانب الصومال والاتحاد الإفريقي حتى يتمكن من مواجهة الإرهاب.
هجمات القاعدة تتصاعد في الصومال
استطاعت حركة الشباب في مايو 2022 مهاجمة قاعدة عسكرية لقوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الإفريقي في وسط شبيلي، ما أسفر عن مقتل العشرات من صفوف القوات البوروندية.
ويقول الباحث في ملف الحركات الإرهابية بمركز الأهرام للدراسات السياسية، علي بكر في تصريح سابق لـ"المرجع" إن القاعدة تحاول بفروعها القوية في إفريقيا منافسة تنظيم داعش بالمنطقة، مستغلة الضعف الأمني لتنفيذ هجمات عنيفة.
وبحسب مؤشر الإرهاب الدولي لعام 2023 والصادر عن معهد الاقتصاد والسلام بأستراليا يحتل الصومال المرتبة الثالثة من حيث الدول التي خسرت مواطنيها جراء عمليات إرهابية وقعت بالبلاد، وأشارت الورقة البحثية إلى أن الدول التي تعاني من صراعات سياسية تأتي في مقدمة البلاد التي يُنفذ فيها الإرهابيون عمليات ضخمة تؤدي إلى قتل عدد أكبر من الضحايا.
وأن تمركز القاعدة بالقرن الإفريقي يؤثر على حركة الملاحة بالمنطقة، إذ تمارس عناصر حركة الشباب نشاطًا مشبوهًا في القرصنة البحرية والتضييق على عمليات الصيد لصالح أرباحها الخاصة.