ad a b
ad ad ad

«الثأر الحسيني».. جماعة شيعية جديدة تهدد السلم المجتمعي في العراق

الخميس 01/يونيو/2023 - 10:26 م
المرجع
آية عز
طباعة
في ظل الاضطرابات والتوترات التي تشهدها الساحة العراقية، ظهرت مؤخرًا جماعة جديدة غير معروفة، تطلق على نفسها اسم "دولة الثأر الحسيني"، وتدعي أنها تنتقم لمقتل الإمام حسين بن علي، ولي عهد المسلمين وحفيد النبي محمد، في معركة كربلاء عام 61 هـ/680م.

وقد أصدرت هذه الجماعة فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، تتوعد فيه بالانتقام من "أصحاب القضية"، وهم مجموعة من المتظاهرين الذين يطالبون بالإصلاحات والتغيير في البلاد، والذين يحظى بدعمهم زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، أحد أبرز الشخصيات الدينية والسياسية في العراق.

وقد هاجمت الجماعة الصدر بشكل شديد، ووصفته بـ"الشيصباني"، وهو اسم يشير إلى أحد أعداء الإمام علي، وزعمت أنه يخون المذهب الشيعي، وأنه يستخدم "أصحاب القضية"، كأداة لتحقيق مصالحه.

كما دعت أنصارها إلى التجهز للجهاد والشهادة في سبيل "الثأر للإمام حسين".

ولا توجد معلومات كافية عن هوية أو تنظيم أو أهداف هذه الجماعة، ولكن يبدو أنها تسعى إلى إثارة الفتنة والانقسام بين الشيعة في العراق، وإلى تقويض المطالب المشروعة للشعب العراقي بالديمقراطية والكرامة والعدالة، وقد أثار ظهور هذه الجماعة ردود فعل مختلفة بين المراقبين والخبراء، فبعضهم يرى أنها جماعة حقيقية تستغل المشاعر الدينية لجذب المؤيدين، وبعضهم يرى أنها جماعة وهمية تستخدم لخلط الأوراق وزرع الفوضى في البلاد.

خطر على الوحدة والتلاحم
وقال الدكتور حسن علي، أستاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد، لـ"المرجع"، إن ظهور هذه الجماعة يشكل خطرًا على الوحدة والتلاحم بين مكونات المجتمع العراقي، وخاصة بين الشيعة، الذين يشكلون أغلبية سكانية في البلاد.

وأضاف أن هذه الجماعة تحاول استغلال المشروعية التاريخية والدينية للإمام حسين، والتي تحظى بإجماع وإقبال من قبل كافة المذاهب والاتجاهات في الإسلام، لتبرير أفعالها المتطرفة والإرهابية.

وأشار إلى أن هذه الجماعة تستهدف بشكل مباشر التيار الصدري، والذي يمثل قوة سياسية وشعبية كبيرة في العراق، والذي يساند حركة التظاهرات المطالبة بالإصلاحات والتغيير في البلاد.

وقال، إن هذه الجماعة تحاول زعزعة ثقة المواطنين بالصدر، وتشويه صورته، وإضعاف نفوذه.

وتساءل عن مصادر تمويل وتسليح هذه الجماعة، ومدى ارتباطها بأطراف خارجية تسعى إلى زعزعة استقرار العراق، وخصوصا إيران، التي تحظى بنفوذ كبير في بعض الميليشيات المسلحة في البلاد.

وطالب بـ"ضرورة مواجهة هذه الجماعة بكافة الوسائل المشروعة، وكشف حقيقتها وأهدافها، وتقديم عناصرها إلى القضاء، وحماية المتظاهرين من أي اعتداءات أو ترويع".

يثير الشكوك
ومن جانب آخر، قال نبيل الشافعي، المحلل السياسي العراقي: إن ظهور هذه الجماعة يثير شكوكًا كثيرة حول مصداقيتها وحقيقتها.

وأضاف لـ"المرجع" أن هذه الجماعة تستخدم لغة متطرفة وغير منطقية، ولا تستند إلى أي دليل أو مبرر شرعي أو عقلاني لادعائاتها.

وأشار إلى أن هذه الجماعة تظهر في ظروف غامضة وغير مفسرة، ولا توجد أية مؤشرات على نشأتها أو تاريخها أو هويتها، وهذه الجماعة تستخدم كورقة ضغط سياسية على التيار الصدري، وكأداة لإثارة التفرقة بين المكونات المختلفة في المجتمع.

نفي العلاقة بينهم
وفي هذا السياق، أصدرت حركة "أصحاب القضية" بيانًا رسميًّا، نفت فيه أي علاقة لها بالجماعة المزعومة "دولة الثأر الحسيني"، وأكدت أنها تنطلق من مبادئ وطنية وإسلامية وإنسانية، وأنها تسعى إلى تحقيق مطالب الشعب العراقي بالحرية والكرامة والعدالة.

وأدان البيان أي محاولات للتشويش على حركتها أو تشويه صورتها أو تضليل الرأي العام.

وأشادت الحركة بالدور الإيجابي للتيار الصدري، وزعيمه مقتدى الصدر، في دعم قضية التغيير والإصلاح في العراق، وفي حفظ الأمن والسلم في المجتمع.

وأكدت أنها تتعامل مع كافة المكونات والاتجاهات في البلاد بروح التآخي والتضامن.

وطالبت الحركة بضرورة مواصلة التظاهرات السلمية، والضغط على الحكومة لتنفيذ المطالب المشروعة للشعب، وإجراء انتخابات نزيهة وشفافة، تعبر عن إرادة المواطنين، وأكدت أنها لن تستسلم لأي مخططات تستهدف زعزعة استقرار العراق أو تقسيم شعبه.

لا يخشى أي تهديدات
وفي هذا الإطار، أصدر زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر بيانًا رسميًّا، رد فيه على اتهامات وهجمات جماعة "دولة الثأر الحسيني"، وأكد أنه لا يخشى من أي تهديدات أو مؤامرات ضده.

وقال إنه يتحمل المسؤولية عن حماية "أصحاب القضية"، وأنه يقف إلى جانبهم في مطالبهم المشروعة، مشيرًا إلى أن "دولة الثأر الحسيني" هي جماعة باطلة وضالة، وأنها تخالف تعاليم الإسلام وروح الثورة الحسينية.

وقال إنها تستخدم اسم الإمام حسين بغير حق، وأنها تسيء إلى شرفه وذكراه، مؤكدًا أنه لا يعتبر هذه الجماعة من أتباعه أو من أتباع أهل البيت.

وطالب بضرورة محاسبة هذه الجماعة على جرائمها وإثارتها للفتنة في المجتمع.

وقال إنه يدعو المواطنين كافة إلى التكاتف والتضامن في مواجهة كل من يحاول زعزعة استقرار البلاد أو نشر التطرف والإرهاب.

وأكد أنه يؤمن بالديمقراطية والحوار كأساس لحل المشكلات في العراق، وأنه يساند إجراء انتخابات حرة وشفافة، تضمن تمثيل كافة المكونات والاتجاهات في البلاد.
"