التوغل في الأراضي الروسية.. خطة زيلنيسكي لتنفيذ هجمات استراتيجية خاطفة
الثلاثاء 06/يونيو/2023 - 04:48 م

محمود محمدي
تعتبر أوكرانيا من بين الدول الأكثر استعدادًا وتأهبًا لمواجهة التهديدات الأمنية، وهي تعتمد على الدعم الدولي والتحالفات الإقليمية والدولية لتحقيق تلك الجهود وتعزيز الأمن، حيث تتعاون كييف بشكل وثيق مع حلفائها الأوروبيين والأمريكيين، وتركز على تطوير علاقاتها مع دول الجوار لتحسين التعاون الأمني والدفاعي.
وعلى الرغم من التحديات الأمنية التي تواجهها، فإن أوكرانيا تعمل بجدية على تحسين الأمن والاستقرار في البلاد، وتحاول تجاوز الصعوبات التي تواجهها، وتعزيز قدراتها الدفاعية والعسكرية.
وفي إطار المواجهات مع روسيا في الحرب التي تستمر لأكثر من عام حتى الآن، تلجأ أوكرانيا إلى استراتيجيات جديدة في التعامل مع الأوضاع على الأرض، كان آخرها اللجوء إلى العمليات الفردية الرامية إلى التسلل للعمق الروسي وتنفيذ بعض الضربات.
وتعمل كييف على شنّ هجمات مضادة بعد أن استمرت المواجهات العنيفة على أرضها لمدة 15 شهرًا، حيث تحاول الهجوم على بعض المناطق الروسية، خاصة منطقة بيلجورد الحدودية.
إلا أن الدفاعات الروسية نجحت في التصدي لتلك الضربات معتمدة في ذلك على الطيران والمدفعية، بالإضافة إلى تحريك وحدات دفاعية من المنطقة العسكرية الغربية الروسية إلى تلك المناطق الحدودية، من أجل صد ما تسميه موسكو بالتنظيمات القومية الأوكرانية.
وعلى الرغم من أن هذا التوغل في الأراضي الروسية هو الأخطر منذ الاعتماد على تلك الاستراتيجية حتى دفع روسيا إلى إغلاق المنطقة الحدودية وتنفيذ عمليات إجلاء لبعض البلدات التي تعرضت للقصف العنيف؛ إلا أن كييف تنفي ضلوعها ومشاركتها أو حتى التخطيط لتلك العملية، وذلك في الوقت التي تبنت العمليات مجموعتان من المقاتلين المناهضين للرؤية العسكرية للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
تكتيك عسكري جديد
وتحاول كييف التطوير من خططها العسكرية باللجوء إلى المباغتة وتنفيذ ضربات حساسة في مناطق استراتيجية روسية؛ إلا أن أوكرانيا تواجه العديد من التحديات في مواجهة روسيا عسكريًّا، ومن بين أبرز هذه التحديات:
1- النزاع في شرق أوكرانيا: حيث يعتبر النزاع المسلح في شرق أوكرانيا أبرز التحديات الأمنية التي تواجهها البلاد، إذ تتصاعد المواجهات بين الجيش الأوكراني ونظيره الروسي في مناطق دونيتسك ولوغانسك، وتعمل أوكرانيا على تعزيز قدراتها العسكرية والدفاعية لمواجهة هذا التحدي، وتحاول إيجاد حل سياسي للنزاع عبر الحوار مع الأطراف المعنية.
2- التدخل الروسي: يعد التدخل الروسي في الشؤون الأوكرانية تحديًا كبيرًا، حيث تتهم أوكرانيا روسيا بتقديم الدعم المادي واللوجستي والعسكري للمسلحين الموالين لها في شرق البلاد، بالإضافة إلى انتهاكات حدودية واستفزازات عسكرية، وتعمل أوكرانيا على تعزيز العلاقات الدولية وبناء التحالفات الأمنية لمواجهة هذا التحدي، وتحاول الحفاظ على العلاقات الجيدة مع دول الجوار لتعزيز التعاون الأمني والدفاعي.
3- القدرات العسكرية المتفاوتة: تواجه أوكرانيا تحديات في تعزيز وتحديث القدرات العسكرية لمواجهة التهديدات الأمنية، حيث تعاني من قدرات متفاوتة بين القطاعات المختلفة في الجيش الأوكراني، ومن نقص في الأسلحة والتجهيزات الحديثة، وتعمل أوكرانيا على تحديث الجيش وتحسين القدرات العسكرية لتحقيق الجاهزية العالية لمواجهة أي تهديدات.
4- الاقتصاد: يشكل الوضع الاقتصادي التحدي الأكبر لأوكرانيا في مواجهة روسيا، حيث تعاني البلاد من تدهور الوضع الاقتصادي والاضطرابات السياسية، بالإضافة إلى الحصار الاقتصادي الذي تفرضه روسيا، وتعمل أوكرانيا على تحسين الوضع الاقتصادي وتعزيز الاستقرار السياسي لتحقيق التنمية المستدامة وتعزيز القدرة على مواجهة التحديات الأمنية، وتتمثل جهود أوكرانيا في هذا المجال في تنفيذ إصلاحات اقتصادية، وجذب الاستثمارات الأجنبية، وتحسين الظروف المناخية للأعمال، وتعزيز العلاقات التجارية مع الدول الأوروبية والعالمية.
5- الاتصالات والتكنولوجيا: يشكل تأخر أوكرانيا في مجال الاتصالات والتكنولوجيا تحديًا كبيرًا في مواجهة روسيا، حيث تعاني البلاد من نقص في البنية التحتية للاتصالات والتكنولوجيا وتأخر في تبني التقنيات الحديثة، مما يؤثر على القدرة على التحرك والرد بسرعة على التهديدات الأمنية، وتعمل أوكرانيا على تعزيز البنية التحتية للاتصالات وتحديث التقنيات لتحسين القدرة على الاستجابة للتحديات الأمنية، وتعزيز البحث والتطوير في هذا المجال، وتعتمد أوكرانيا على الشراكات الدولية والتحالفات التقنية لتعزيز قدراتها في هذا المجال.