لقاء رئيس المخابرات السورية بالفصائل.. هل يمهد لحل سياسي دائم ؟

في خطوة غير مسبوقة، التقى رئيس جهاز المخابرات العامة السورية حسام لوقا، قبل أيام، بقادة من الفصائل المسلحة المدعومة من قبل تركيا، في مدينة حلب شمال سوريا.
وكشف موقع "إنتلجنس أونلاين"، عن تفاصيل اللقاء السري، الذي تم بوساطة روسية، وهو الأول من نوعه، ويشير إلى تغير كبير في المواقف والتحالفات في المنطقة.
تسليم السلاح
وأفاد الموقع، أن رئيس جهاز المخابرات العامة السورية، عرض على الفصائل شروط الانضمام إلى ما يسمى بـالمصالحة الوطنية، وهي اتفاقات تقضي بتسليم السلاح والانخراط في الحياة المدنية، مقابل تحسين أوضاعهم الأمنية والإنسانية.
وأشار الموقع إلى أن الفصائل رفضت شروط رئيس المخابرات السورية، وطالبت بضمانات دولية لحماية حقوقها وحقوق المدنيين في المناطق التي تسيطر عليها، وبإجراء انتخابات حرة ونزيهة تشارك فيها كل الأطراف السورية.
وشارك لوقا في اجتماع ثلاثي في موسكو، الأربعاء 24 مايو الجاري، مع نظيره التركي هاكان فيدان، والروسي سيرجي شويجو، لبحث سبل حل الأزمة السورية ومشكلة اللاجئين والجهود المشتركة لمكافحة التنظيمات المتطرفة.
تداعيات اللقاء
سوريًّا، يرى مراقبون أن لقاء رئيس المخابرات السورية بقادة الفصائل المدعومة من قبل تركيا، يمكن أن يفتح بابًا للحوار ويسهم في تخفيف حدة الصراع والعنف، ويمهد الطريق لحل سياسي شامل ودائم، كما يمكن أن يساعد في تحسين الوضع الإنساني والأمني للمدنيين في المناطق المتضررة من الحرب، أما على المستوى الإقليمي، فيمكن أن يعكس تغيرًا في موقف تركيا من الأزمة السورية، ورغبة في التقارب مع دمشق، بعد سنوات من التوتر والتصعيد.
على المستوى الدولي يمكن أن يشير اللقاء إلى دور محوري لروسيا كضامن ووسيط بين الأطراف المتصارعة، وقوة مؤثرة في تشكيل المشهد السوري، كما يمكن أن يؤدي إلى إعادة تقدير للمواقف والتحالفات بشأن سوريا، وإلى إشراك أطراف جديدة في عملية السلام، وكذلك يمكن أن يسهل التعاون الدولي في مجالات مثل مكافحة الإرهاب وإعادة الإعمار وحل مشكلة اللاجئين.
خطوة إيجابية نحو التهدئة
يقول الناشط السياسي السوري، علي توفيق، في حديث لـ" المرجع"، إنه لا يمكن الجزم بأن لقاء رئيس المخابرات السورية بقادة الفصائل المدعومة من قبل تركيا، سيؤدي إلى تقليص الدور الإرهابي للفصائل المسلحة في سوريا، لأن هذا يعتمد على عدة عوامل، منها مدى جدية وصدقية الطرفين في الالتزام بالاتفاقات والشروط التي تم طرحها أو التفاوض عليها، ومدى قبول وتأييد قواعد الفصائل المسلحة والمجتمع المحلي لهذا اللقاء ونتائجه، وعدم وجود انشقاقات أو اعتراضات داخلية، وأيضًا مدى تأثير وتدخل القوى الإقليمية والدولية في هذا الملف، وعدم وجود مصالح أو أجندات متضاربة أو معادية، فضلًا عن مدى استمرارية ومتابعة هذا اللقاء بلقاءات أخرى تعزز ثقة الطرفين وتحسن من علاقاتهما، وتشجع على التعاون في مجالات مشتركة.
ويمكن بحسب الناشط السياسي السوري، أن يكون هذا اللقاء خطوة إيجابية نحو تهدئة التوترات وخفض حدة العنف في سوريا، لكنه لا يكفي بمفرده لإنهاء الدور الإرهابي للفصائل المسلحة، إلا إذا توافرت شروط وضمانات أخرى تسمح بحل سياسي شامل وعادل للأزمة السورية.