ad a b
ad ad ad

مشروع تعاون أمريكي إسرائيلي ضد إيران

الإثنين 29/مايو/2023 - 12:13 ص
المرجع
إسلام محمد
طباعة
يبدو أن الفترة المقبلة ستشهد تصعيد التعاون بين تل أبيب وواشنطن لمواجهة الخطر الإيراني، غداة طلب أمريكي غير مسبوق من إسرائيل بالتخطيط العسكري المشترك في الملف النووي الإيراني.

وبحسب موقع أكسيوس بالولايات المتحدة فقد أكد مسؤول أمريكي أن اقتراح بلاده لا يتعلق بالتخطيط لأي نوع من الضربات الأمريكية الإسرائيلية المشتركة ضد برنامج إيران النووي.

وقد جاء ذلك الاقتراح خلال الزيارات الأخيرة لإسرائيل التي أجراها رئيس هيئة الأركان المشتركة بالجيش الأمريكي، الجنرال مارك ميلي، وكذلك وزير الدفاع لويد أوستن، وقائد القيادة المركزية الأمريكية الجنرال إريك كوريلا.

ومن الجدير بالذكر أن المسؤولين الإسرائيليين تعاملوا حتى الآن مع الاقتراح بنوع من الشك، وذلك خوفًا من أن يكون محاولة أمريكية لتقييد أيدي إسرائيل من اتخاذ إجراءات منفردة ضد طهران، وخاصة منعها من قصف منشآتها النووية، إذا اعترضت الولايات المتحدة على مثل هذه الإجراءات.

بدورها لم ترفض إسرائيل الفكرة لكنها طلبت توضيحات بشأن ما يعنيه بالضبط مفهوم "التخطيط العسكري المشترك"، وهل سيقتصر فقط على مجال الاستخبارات والسيناريوهات المتوقعة وكيفية التعامل معها بشكل مشترك، أم يمتد إلى مجال العمليات المشتركة أيضا كذلك؟

وصدرت تصريحات أمريكية رسمية مفادها إيضاح أن الاقتراح يهدف إلى طمأنة إسرائيل بشأن الدعم العسكري الأمريكي، ولم يكن المقصود منه بأي شكل من أشكال تقييد حركة إسرائيل، وأن مثل هذا التخطيط المشترك يعني أن كل جانب يشارك خططه للطوارئ المختلفة، وبالإضافة إلى ذلك يمكن للجانبين مناقشة سبل التعامل بشكل أفضل مع السيناريوهات المختلفة التي يمكن أن تتطور فيما يتعلق بأنشطة طھران في المنطقة.

وقال المتحدث باسم البنتاغون، اللفتنانت كولونيل فيليب فينتورا، إن كبار قادة وزارة الدفاع الأمريكية "أدلوا بتصريحات عامة متكررة بشأن اهتمامنا بتوسيع التعاون العسكري مع الجيش الإسرائيلي، ليشمل زيادة المشاركة في التدريبات العسكرية من أجل تحسين التعاون، وتعزيز الفهم المشترك للتحديات الأمنية.

وأضاف اللفتنانت كولونيل فيليب فينتورا، أن "العلاقة بين الجيشين الأمريكي والإسرائيلي وثيقة للغاية، والتزامنا بأمن إسرائيل لا يزال صارمًا".

وكذلك حاول مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض، جيك سوليفان، تهدئة المخاوف الإسرائيلية في خطاب ألقاه في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى قبل أسبوعين قائلا: "لقد أوضحنا لإيران أنه لا يمكن أبدًا السماح لها بامتلاك سلاح نووي، وكما أكد الرئيس بايدن مرارًا، فإنه سيتخذ الإجراءات اللازمة للالتزام بهذا البيان، بما في ذلك الاعتراف بحرية إسرائيل في التصرف".
الباحث المتخصص في
الباحث المتخصص في الشؤون الإيرانية، محمد عبادي
من جانبه، أكد الباحث المتخصص في الشؤون الإيرانية، محمد عبادي، أن الولايات المتحدة الأمريكية تنظر بقلق بالغ للمشروع النووي الإيراني ليس بسبب تقدم طهران في التقنيات السلمية بل بسبب الشكوك، أو بالأحرى الاعتقاد بأن هذا البرنامج ليس إلا غطاء للتوصل إلى إنتاج القنبلة النووية في نهاية المطاف، وليس فقط مقتصرًا على الأهداف المعلنة.

وأضاف الباحث المتخصص في الشؤون الإيرانية في تصريحات خاصة لـ«المرجع» أن البيت الأبيض أعلن مؤخرًا أن الجيش الأمريكي سيعزز موقفه الدفاعي في الخليج، بسبب المضايقات المتزايدة للسفن التجارية من قبل سفن البحرية الإيرانية، وأعلن الأسطول الخامس للبحرية الأمريكية أنه يعمل على زيادة دوريات السفن والطائرات التي تقوم بدوريات في مضيق هرمز، وهو طريق ملاحي رئيسي في المنطقة، وهذه الترتيبات تعكس العقلية الأمريكية التي تريد احتواء التهديد الإيراني دون التورط في مواجهة عسكرية مكلفة خاصة في الوقت الحالي الذي تتورط فيه بشكل غير مباشر في الحرب الأوكرانية ضد الجيش الروسي.

وتابع الباحث المتخصص في الشؤون الإيرانية أنه بالنظر إلى نهج إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن طوال الفترة الماضية، والذي اتسم بنهج مسالم يعتمد على الحلول الدبلوماسية ويستبعد الخيارات العسكرية فإن المخاوف الإسرائيلية تتعاظم حيال هذا التعاون.
"