ad a b
ad ad ad

التنظيم فقد الزخم.. داعش يتراجع في سوريا والعراق

الأربعاء 12/يوليو/2023 - 05:55 م
المرجع
آية عز
طباعة
يواجه الآن تنظيم داعش الإرهابي العديد من الهزائم المتتالية، وانكماشًا في رقعة نفوذه، في سوريا والعراق.

وفي هذا التقرير نستعرض أسباب انحسار التنظيم، وهل يمكن القضاء عليه نهائيًّا؟

الضغط العسكري
يُعَدّ أحد أبرز الأسباب التي أدت إلى تراجع داعش، هو الضغط العسكري الذي مارسته قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، والقوات الحكومية في العراق وسوريا، والفصائل المسلحة الموالية لهما، على مواقع ومعاقل التنظيم.

فمنذ عام 2015، شنت طائرات التحالف آلاف الغارات الجوية ضد أهداف داعش في البلدين، مما أسفر عن تدمير بنيته التحتية، وخطوط إمداده وقتل قادته ومقاتليه.

كما شاركت قوات خاصة من دول التحالف في عمليات استخبارية وتدريبية وقتالية لدعم حلفائهم على الأرض.

وفي العراق استطاعت القوات الأمنية- بمساندة من الحشد الشعبي والبشمركة- استعادة الموصل، ثاني أكبر مدينة عراقية، والتي كانت عاصمة داعش في العراق، بعد حملة عسكرية استمرت تسعة أشهر.

كما تم تحرير مدن أخرى مهمة مثل تكريت والفلوجة والرمادي والحويجة.

وفي سوريا نجحت قوات سوريا الديمقراطية، والتحالف الكردي العربي المدعوم من التحالف الدولي، في طرد داعش من مدينة الرقة، التي كانت تُعتبر "عاصمة" دولة داعش المزعومة، كما سيطرت هذه القوات على مدينة دير الزور، آخر مدينة كبرى كان يحتلها التنظيم في سوريا.
التنظيم فقد الزخم..
الأزمات الداخلية
إلى جانب الضغط الخارجي، عانى تنظيم داعش من أزمات داخلية تؤثر على قدرته على المحافظة على سلطته وجذب المزيد من المنخرطين، فقد شهد التنظيم انشقاقات وخلافات بين قادته وأفراده، بسبب خلافات فكرية أو مادية أو قبلية.

كما تأثر التنظيم بانخفاض مصادر تمويله، بسبب فقدانه للسيطرة على حقول النفط والغاز، وانخفاض أسعار هذه الموارد في الأسواق، واضطر التنظيم إلى خفض رواتب مقاتليه، وإلغاء بعض المزايا التي كان يقدمها لهم.

وبالإضافة إلى ذلك، فإن التنظيم يواجه صعوبات في إدارة المناطق التي يسيطر عليها، بسبب نقص في المؤهلات والخبرات لديه، فالتنظيم لم يستطع توفير خدمات أساسية للسكان، مثل الماء والكهرباء والصحة والتعليم.

رفض شعبي
لم يكن تنظيم داعش قادرًا على كسب قلوب وعقول السكان المحليين في المناطق التي احتلها، بل على العكس، واجه رفضًا ومقاومة من قبل مختلف الطوائف والأديان والأعراق.

فقد أثار التنظيم حفيظة العالم بجرائمه البشعة ضد المدنيين، وانتهاكاته لحقوق الإنسان، وتدميره للتراث الثقافي والحضاري.

كما أظهر التنظيم تطرفًا وتشددًا في تطبيق تفسيره المغلوط للشريعة الإسلامية، مما أدى إلى تشريد وتهجير وقتل الآلاف من المسلمين وغير المسلمين على حد سواء.

وفي هذا السياق، يُشير استطلاع الرأي العام العربي حول التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش"، الذي أجرته مؤسسة "الدوحة للدراسات" في عام 2014، إلى أن 85% من المستجيبين في سبع دول عربية (تونس، ومصر، وفلسطين، والأردن، والسعودية، ولبنان، والعراق) يعارضون تنظيم "داعش"، بينما يؤيده 11% فقط.

كما يُظهر الاستطلاع أن 73% من المستجيبين يرون أن سبب نشأة "داعش" هو "التدخلات الخارجية في شؤون المنطقة"، بينما يُحمِّل 17% منهم "الأوضاع السياسية والإقتصادية في بعض دول المنطقة" مسؤولية ظهور التنظيم.

وفي ضوء هذه الأسباب، يقول المحلل السياسي العراقي إدريس علي: "يمكن القول إن تنظيم "داعش" قد فقد قوته وزخمه في سوريا والعراق والمنطقة بشكل عام، لكن هذا لا يعني أن خطره قد انتهى نهائيًّا".

وأشار لـ"المرجع" إلى أن داعش مازال يحتفظ ببعض الخلايا والأفراد الموالين له في بعض المناطق، كما يستغل التوترات والصراعات في المجتمعات المحلية لزرع بذور التطرف والإرهاب.

وأضاف أنه يستخدم التنظيم أدوات الإعلام المرئية لإثارة رعب الجمهور وإظهار قوته.

وتابع: "لذلك فإن مواجهة التنظيم تتطلب استراتيجية شاملة تجمع بين الجانب الأمني والجانب السياسي والجانب الثقافي، فلا بد من تضافر جهود كافة الأطراف المحلية والإقليمية والدولية لإزالة جذور التطرف والإرهاب وإحلال الأمن والاستقرار في سوريا والعراق.

التحديات التي تواجه محاربة داعش
وأكد علي أنه لا بد من التصدي للخلايا النائمة والمتشددين الفاريين، فرغم خسارة داعش للأراضي التي كان يسيطر عليها، فإنه لا يزال قادرًا على شن هجمات متفرقة في بعض المناطق، خاصة في العراق وسوريا، وكذلك في بعض الدول الأوروبية والآسيوية.

وواصل: "ويستخدم داعش أساليب متنوعة، مثل الانتحاريين والعبوات الناسفة والهجمات بالسكاكين أو السيارات، ويستهدف المدنيين والقوات الأمنية والدينية والإعلامية، بهدف نشر الرعب والفوضى، وإثبات قدرته على البقاء".

وأضاف أنه لا بد من التعامل مع عائدي داعش من سوريا والعراق، فهناك آلاف من المقاتلين الأجانب وأسرهم الذين انضموا إلى داعش في سوريا والعراق، والذين يحتجزون حاليًّا في مخيمات أو سجون تحت إشراف قوات سوريا الديمقراطية أو الحكومة العراقية، خاصة أن القوات تواجه صعوبات في تأمين هؤلاء المحتجزين ومحاسبتهم على جرائمهم، كما تطالب بإعادتهم إلى بلدانهم الأصلية.

وتحدث عن ضرورة التصدي للدعاية والإغراء التابعة لداعش، فلا يزال داعش يستخدم شبكات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام المرئية لإظهار قوته وجذب المزيد من المؤيدين والأنصار، خاصة أنه يركز على نشر رسائل تبرز ظلم المسلمين في بعض المناطق، أو تبرير أفعاله بحجج دينية، أو تحريض أتباعه على شن هجمات في بلدانهم.
"