قراءة في مؤشر العمليات الإرهابية داخل إفريقيا خلال أبريل 2023
الأربعاء 17/مايو/2023 - 04:29 م
محمود البتاكوشي
شهدت القارة الإفريقية ارتفاع وتيرة الإرهاب خلال شهر أبريل ٢٠٢٣، مقارنة بالشهور السابقة، إذ شنت التنظيمات الإرهابية ٣٧ عملية إرهابية راح ضحيتها نحو ٤٣٢ شخصًا وأصيب ١١٨ فيما خطف ٣٢ آخرين، بزيادة قدرها 19%؛ عن شهر مارس الماضي الذي ارتكب خلاله 30 عملية إرهابية، خلّفت 243 ضحية، وإصابة 31 واختطاف 8 آخرين، وذلك يرجع إلى الظروف الاجتماعية والاقتصادية الصعبة التي تستغلها الجماعات المتطرفة إذ يمثل الفقر والظروف السيئة أقوى أسلحتها التي تستخدمها في اجتذاب وتجنيد العناصر الجديدة، مستغلين حاجتهم للمال.
الساحل أكثر دموية
وبحسب دراسة أعدها مرصد الأزهر لمكافحة الإرهاب جاء إقليم الساحل الإفريقي الذي يشكل مصدر قلق في المرتبة الأولى من حيث عدد العمليات الإرهابية وعدد الضحايا؛ إذ شهد ١٧ هجومًا إرهابيًّا، بنسبة تقترب من نصف إجمالي عدد العمليات الإرهابية التي نفذتها التنظيمات الإرهابية في القارة خلال أبريل ٢٠٢٣ ونتج عنها مصرع ٢٤١ شخصًا وإصابة ٨٢ آخرين واختطاف ٢، وكان نصيب بوركينا فاسو منها ١٠ عمليات إرهابية أسفرت عن مقتل ٢٠٩، وإصابة ١٢ فيما تعرضت مالي إلى ٦ عمليات بلغت ضحاياها ٩٤ شخصا بين قتيل وجريح، أما النيجر فقد شهدت عملية وحيدة أدت إلى مقتل ٥ وإصابة ٣، واختطاف ٢.
وأكد مرصد الأزهر في دراسته أن إقليم الساحل كان الأكثر دموية في هذا الشهر؛ ويرجع ذلك إلى توسع نطاق الحركات التابعة لـتنظيمي داعش والقاعدة لما تواجهه دول الساحل من تحديات وأزمات اقتصادية متلاحقة، وضغوط متزايدة على موارد البلاد، أدت إلى معاناة ٩٧٠ ألف طفل من سوء تغذية نتيجة الصراعات المسلحة في دول المنطقة وفقًا للتقرير الصادر عن منظمة الأمم المتحدة للطفولة، مما يدعو إلى تحرك دولي عاجل للتعامل مع هذه الكارثة الإنسانية التي تواجهها دول منطقة الساحل الإفريقي، مع ضرورة العمل في الوقت نفسه على تحسين الوضع الأمني في المنطقة التي تشهد منذ سنوات تصاعدًا في الأنشطة الإرهابية التي يقع ضحيتها في الأغلب المدنيين.
غرب إفريقيا في المركز الثاني
احتلت منطقة غرب إفريقيا المرتبة الثانية من حيث عدد الهجمات الإرهابية، والمرتبة الثالثة من حيث عدد الضحايا؛ إذا نفذ تنظيم داعش غرب إفريقيا وغريمه بوكو حرام الإرهابي ٩ عمليات إرهابية، تمركزت جميعها في نيجيريا، وأسفرت عن سقوط ٧٥، واختطاف ٣٠، فيما جاءت منطقة شرق إفريقيا في المركز الثالث من حيث عدد العمليات الإرهابية، والرابع من حيث عدد الوفيات، فقد تعرضت الصومال وحدها لـ 6 عمليات، أي بما يعادل 16.2% من إجمالي عدد العمليات الإرهابية أسفرت عن مقتل وإصابة 3.
انحسار إرهاب الشباب
أكدت دراسة مرصد الأزهر انحسار عمليات حركة الشباب الإرهابية لجهود الحكومة الصومالية المتواصلة في مكافحة الحركة الإرهابية وملاحقة فلولها، فضلًا عن استعادة مناطق جديدة كانت تقبع تحت سيطرة الحركة؛ حيث تمكن الجيش الصومالي بمعاونة السكان المحليين من تحرير عدة قرى تابعة لبلدة غلعد في إقليم غلغدود بولاية غلمدغ وسط البلاد، وذلك بسبب الإصرار السياسي المتجدد لحكومة البلاد لتحرير المناطق المتبقية والقضاء على الإرهاب.
وسط إفريقيا رابعًا
أما منطقة وسط إفريقيا فقد جاءت في المركز الرابع من حيث عدد العمليات، إلا أنها احتلت المركز الثاني من حيث عدد الوفيات، فقد تعرضت المنطقة لـ ٥ هجمات إرهابية أدت جميعها إلى سقوط ١١٣ من الضحايا، و٣٣ من المصابين، فقد تعرضت الكونغو الديمقراطية وحدها لـ ٣ هجمات إرهابية تبناها متمردو القوات الديمقراطية المتحالفة التابعة لتنظيم داعش الإرهابي، مما أسفرت عن سقوط ٩٠ من الوفيات و٣٣ من الجرحى، فيما تعرضت تشاد والكاميرون لعملية إرهابية واحدة لكل منهما، أسفرت في الأولى عن مقتل 17 وفي الثانية 6.
ثمنت دراسة مرصد الأزهر لمكافحة الإرهاب جهود الدول الأفريقية في محاولة دحر التطرف إذ بلغ عدد القتلى من العناصر الإرهابية ٣٢١ قتيلًا و٥ معتقلين، فضلًا عن استسلام عنصرين من العناصر الإرهابية. ففي منطقة الساحل أدت جهود مكافحة التنظيمات الإرهابية إلى تحييد ٢٠٥ من العناصر الإرهابية. حيث قُتل ما لا يقل عن ١٥٠ إرهابيًّا في بوركينا فاسو، وتستهدف الحكومة التنظيمات الإرهابية في شمال وجنوب الدولة الواقعة في غرب إفريقيا بغارات جوية، كما تمكن الجيش المالي من القضاء على ٥٥ إرهابيًّا آخرين، كما تمكن الجيش النيجيري من تصفية ٦٥ إرهابيًّا من تنظيمي داعش غرب إفريقيا وبوكو حرام، كما تمكنت القوات الحكومية الصومالية من تصفية ٥١ عنصرًا من حركة الشباب الإرهابية، واعتقلت 5 فيما استسلم إرهابيان طواعية لقوات الجيش.





