ad a b
ad ad ad

هجوم جربة.. إرهاب الإخوان يعرقل استقرار تونس

الإثنين 15/مايو/2023 - 09:35 م
المرجع
أحمد عادل
طباعة
يعيد الهجوم على معبد يهودي في مدينة جربة بتونس، الأذهان لدى أطياف الشعب التونسي، هاجس عمليات الذئاب المنفردة التي تنفذها جماعة الإخوان، لعرقلة مسيرة الاستقرار والهدوء التي يقودها قيس سعيد كرئيس للبلاد.

الإخوان وراء العملية
ووجه البرلمان التونسي أصابع الاتهام إلى جماعة الإخوان المتمثلة في حزب النهضة التونسي، في الهجوم الإرهابي الذي تعرضت له مدينة جربة، وكذلك أدان قيس سعيد الهجوم المسلح على معبد الغريبة اليهودي.

وقال قيس سعيد، إن الهدف من الهجوم هو زعزعة الاستقرار والهدوء التي تنعم به البلاد، مضيفًا أنهم لن يستطيعوا فعل ذلك، موضحًا أن تونس دولة مؤسسات قوية، وأن الشعب التونسي يعلم من هم المجرمون.

وأسفر الهجوم الإرهابي على المعبد اليهودي، عن مقتل 6 أشخاص؛ 3 من رجال الأمن، و2 من الزوار اليهود تونسي وفرنسي، إضافة لمنفذ العملية، فيما يُعالج مصابون آخرون من قوات الأمن في المستشفى.

الهجوم الأكبر
ويأتي الهجوم الإرهابي في وقت تشهد فيه البلاد، في الوقت التي تمر فيه تونس بأزمة مالية طاحنة، حيث تخوض الحكومة التونسية حربًا ضروسا ضد اختراقات جماعة الإخوان لمؤسسات الدولة، بعد قرار قيس سعيد بإبعادها عن المشهد السياسي في البلاد؛ حيث تضمنت تلك القرات حل حكومة النهضة، وتجميد البرلمان التونسي، والقيام بإصلاح ما أفسدته الجماعة في القضاء والاقتصاد، وتضمنت تلك القرارات حل الحكومة التي تسيطر عليها الحركة، وتجميد ثم حل البرلمان، وإصلاحات في القضاء والاقتصاد.

وكان تعرض المعبد  اليهودي في جزيرة جربة التونسية في عام 2002 إلى هجوم إرهابي، هو الأكبر من نوعه الذي يستهدف أماكن عبادة في البلاد.

فتش عن الإخوان
وفي السياق ذاته، قال هشام النجار، الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية، إنه بدون شك فإن لم يكن للإخوان صلة مباشرة بالاعتداء الإرهابي في جربة على الكنيس اليهودي فهم المستفيد الأول من الحادث؛ لأنهم الخاسر الأكبر من استقرار الوضع الأمني والسياسي في تونس، خاصة في هذه المرحلة التي تشهد تحولات بشأن الدخول في مرحلة القبض على رؤوس حركة النهضة ومحاكمتهم على مختلف جرائمهم وتجاوزاتهم.

وأكد النجار في تصريح خاص لـ«المرجع»، أن الحركة ذات التاريخ الطويل في تدبير عمليات إرهابية بغرض إرباك المشهد، وتخفيف الضغط عليها سواء من خلال جهازها السري أو عبر دفع خلية نائمة موالية للسلفية الجهادية تحرص بشدة على إثارة الفوضى لقلب الطاولة في وجه الجميع، وإعاقة مسار تحقيق العدالة ومحاكمة قادتها ورموزها.

تونس لا تحتمل
وأضاف الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية، أنه بدون شك فإن تصريحات الغنوشي قبل إلقاء القبض عليه فيما يتعلق بالتحريض على إشعال حرب أهلية تعد بمثابة خيط رفيع يربط بين ما تريده الحركة حاليًّا للواقع التونسي وما يمكن تنفيذه على الأرض من هجمات إرهابية واغتيالات سواء بيد أحد عناصرها أو منتمين لأجنحة وخلايا نائمة بأحد تنظيمات السلفية الجهادية أو من خلال ذئب منفرد.

وتابع النجار أنه من الراجح أنه سيجري استكمال حكومة قيس سعيد بمعزل عن الضغوط التي تمارس من الخارج سواء من جهات غربية أو إقليمية، فهذه لا تجد المناخ المواتي لجعل ضغوطها ذات جدوى، وتأثير كما كان الوضع بالماضي.

وأردف أن الحالة التونسية لم تعد تحتمل الرجوع للخلف أو حتى إبقاء الأوضاع على ما هي عليه دون اتخاذ إجراءات رادعة ضد من يخربون ويعرقلون المسيرة، وقد أيقن غالبية التونسيين أنهم لكي تتقدم بلدتهم وتستقر فلا مفر من القطع مع مرحلة الإخوان، وتهميش الجماعة إلى أقصى حد.
"