تعاظم المخاوف الغربية من التدخل الأجنبي في السودان عن طريق الجنوب الليبي
أثارت المواجهات الضارية في الداخل السوداني بين القوات المسلحة، وميليشيات الدعم السريع، مخاوف غربية عدة لا سيما في الوقت الحالي من استغلالها ذريعة للتدخل الأجنبي عن طريق الجنوب الليبي.
مخاوف غربية وأمريكية
يخشى الغرب وعلى رأسهم الإدارة الأمريكية أن تربك الحرب الدائرة في السودان، إستراتيجية الولايات المتحدة في الداخل الليبي في الوقت الذي تشهد فيه ليبيا عجزًا أمنيًّا وسياسيًّا، إذ تدفع واشنطن إلى حسم الوضع في الداخل الليبي قبل نهاية العام، كي لا يدفع الصراع السوداني إلى تغليب الموقف الأمني على السياسي، فيتراجع التركيز على ملف الانتخابات الليبية.
السفير الأمريكي لدى ليبيا "ريتشارد نورلاند"، شدد على ضرورة عدم استخدام ليبيا كمنصة للتدخل في السودان، بجانب دعم بلاده العملية السياسية التي تسيرها الأمم المتحدة لتهدئة الأوضاع الداخلية الليبية، حيث لفت خلال محادثة أجراها مع محمد المنفي رئيس المجلس الرئاسي الليبي، على أهمية تشكيل قوة مشتركة لتسيير دوريات على الحدود الجنوبية وضمان عدم استخدام ليبيا كمنصة للتدخل في السودان.
وأجرى المبعوث الأمريكي زيارات خلال الفترة الماضية لكلٍ من تشاد والكونغو، التقى خلالها رئيس السلطة الانتقالية في تشاد محمد إدريس ديبي؛ مؤكدًا أهمية عدم استغلال الأراضي الليبية من قبل الأطراف ذات المصلحة لتأجيج الصراع أو زرع عدم الاستقرار في المنطقة.
وفي الكونغو اتفق المبعوث الأمريكي مع رئيس الكونغو ساسو نغيسو، على الحاجة الملحة للإسراع في تحقيق استقرار ليبيا، واستعادة سيادتها، وتأمين حدودها في ظل التهديدات المتزايدة لأمن المنطقة.
تأمين الجنوب الليبي
الجولات التي أجراها السفير الأمريكي لدى ليبيا، إلى الكونغو وتشاد، تأتي في إطار تأمين الجنوب الليبي عبر قوة محلية يجري العمل عليها في الداخل الليبي لتشكيلها من أجل ضمان عدم استخدام تلك البقعة، قاعدة ومنصة للتدخل الأجنبي في السودان، وذلك في ظل الارتباط الأمني بين كل من ليبيا وتشاد والسودان، وتعقيدات ملف المقاتلين الأجانب في ليبيا، ما يستدعي تعاون دول الجوار الليبي السوداني، لأن حدود ليبيا الجنوبية هي مجال حركة المجموعات المسلحة الإفريقية، وقاعدة عمليات مجموعات فاجنر الروسية في إفريقيا.
وأكد المجلس الرئاسي الليبي في بيان له، على ضرورة تعزيز مشروع المصالحة الوطنية وتأسيس قوة عسكرية مشتركة لتأمين الحدود الجنوبية، ووضع آليات وطنية لتنظيم أولويات الإنفاق العام وتضمن استفادة كل الشعب الليبي من عوائد النفط.
ومن جهته يقول محمد قشوط، الباحث في الشأن الليبي في تصريحات خاصة لـ«المرجع»، إن هناك مخاوف كبيرة من استخدام الجنوب الليبي منطقة للتدخل الأجنبي في السودان، لمناصرة أحد طرفي النزاع على الآخر، وهذا أمر مستبعد، مؤكدًا أن تلك المخاوف لا يجب أن توجد في الوقت الحالي بسبب يقظة الجيش الوطني الليبي الذي دعا مرارًا وتكرارًا إلى ضرورة وقف الصراع في السودان وعدم انزلاق البلاد إلى حرب أهلية.
وأوضح الباحث في الشأن الليبي، أن «حميدتي» الذي جر السودان لحرب مدمرة نتيجة مغامرته المتهورة، معتقدًا أنها ستصب في صالحه سريعًا، أصبح الآن يستنجد عبر تغريدات على حسابه الرسمي بتويتر بالمجتمع الدولي لإنقاذه دون أي اهتمام أن ذلك قد يفتح على السودان بابًا لن يكون من سهل إغلاقه كما حدث في ليبيا والعراق وسوريا قبلهما .





