ad a b
ad ad ad

تلويح إيراني بإمكانية العودة للاتفاق النووي.. دلالات التوقيت

الخميس 18/مايو/2023 - 11:03 م
المرجع
محمد شعت
طباعة

بعد فترة كبيرة من توقف مفاوضات الاتفاق النووي بين إيران والغرب، عادت طهران مرة أخرى لتلوح بإمكانية إتمامه، ملقية اللوم في عرقلته على غريمتها التقليدية الولايات المتحدة الأمريكية، متجاهلة أن المطالب الإيرانية والمكاسب التي أرادت أن تحققها كانت سببًا في تجميد المفاوضات، بعدما قاربت أطراف الاتفاق من إتمام الاتفاق النووي.


إحياء الاتفاق النووي


جاءت تصريحات الجانب الإيراني التي أكدت أن إحياء الاتفاق بشأن برنامجها النووي يبقى ممكنًا، محمّلة الدول الغربية؛ خصوصًا الولايات المتحدة، مسؤولية التأخر في ذلك، خلال الذكرى السنوية الخامسة لإعلان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، انسحاب بلاده من الاتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني الذي تم إبرامه بين طهران وست قوى دولية عام 2015 بعد مفاوضات شاقة.


المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، قال إن إحياء الاتفاق النووي ممكن تقنيًّا ودبلوماسيًّا، وفق تعبيره، مؤكدًا خلال مؤتمر صحفي الإثنين 8 مايو الجاري: «من هذا المنطلق، فإن المفاوضات بين إيران وباقي أطراف الاتفاق النووي قد أجريت وتم التوصل إلى اتفاقيات جيدة»، لكن «الأطراف الأخرى، ولا سيما الإدارة الأمريكية، تأخرت في هذا الصدد».


ولم يتطرق «كنعاني» إلى القضايا العالقة التي تمثلت في المطالب الإيرانية في المراحل الأخيرة من مفاوضات الاتفاق النووي، والتي كان على رأسها قضية عثور الوكالة الدولية للطاقة الذرية على آثار مواد نووية في مواقع غير مصرّح عنها، إضافة إلى تمسك إيران برفع الحرس الثوري من قوائم الإرهاب، وهي المطالب التي لم تلق استجابة من أطراف الاتفاق.


دلالات توقيت التلويح الإيراني


يرى الباحث الأكاديمي المختص في الشأن الإيراني، الدكتور مسعود إبراهيم، أن هناك دلالات لتوقيت التلويح الإيراني بإمكانية إتمام الاتفاق، وذلك في الوقت الذي اتخذت فيه طهران خطوات جادة خلال المرحلة الماضية لتخفيف حدة الأزمة التي يعيشها النظام الإيراني، حيث كان التوافق السعودي ــ الإيراني، الباب الذي دخلت من خلاله طهران مرة أخرى إلى الحياة السياسية والإقتصادية بعد عزلة دامت لعقود، وبعد السعودية بدأ الحديث عن تطبيع العلاقات مع دول أخرى في المنطقة أبرزها مصر .


ويضيف: إن الزيارات المكوكية التي قام بها وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان إلى سوريا ولبنان، وكذلك زيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، تأتي في إطار علاقات الانفتاح التي تسعى طهران إليها لتحقيق أكبر مكاسب على الأرض خاصة في سوريا، ويتبقى الملف النووي الذي يمثل عائقًا كبيرًا أمام السياسات الإيرانية القديمة الجديدة، فالسياسات الإيرانية فيما يتعلق بالخارج ليست منفصلة لكنها مترابطة وتتواءم بشكل آلي مع المتغيرات والظروف الجديدة .


لغة المصالح


يشير الباحث الأكاديمي المختص في الشأن الإيراني إلى أنه لم يعد هناك مانع لدى إيران حاليًا من عودة العلاقات مع كل دول المنطقة حتى إسرائيل طالما تتحقق المصالح والأهداف المرسومة، ومن هنا كان التلويح من جانب إيران بإمكانية العودة إلى الاتفاق النووي، فقد وجدت أن عمليات الشد والجذب المتواصل أرهقت النظام ووضعته في موقف محرج مع الشعب حتى خرجت التظاهرات التي تطالب برأس النظام، ولذلك كان لا بد من هدنة يسعى فيها النظام لالتقاط الأنفاس وترتيب الأوراق .


ووفق الباحث الأكاديمي المختص في الشأن الإيراني، يمكن القول إن استمرار السياسات الإيرانية بالشكل الحالي قد تكون مؤشرًا على متغيرات جديدة في المستقبل القريب على صعيد الملف النووي، وكذلك علاقاتها مع دول المنطقة، شريطة سيطرة طهران على أذرعها في المنطقة .

 
"