إيران تستفز أمريكا مجددًا بتجربة صاروخية وتأييد حوثي
يعمل النظام الإيراني باستمرار على إبراز أنه يمتلك القدارات كافة، التي تؤهله للتصدي للتحديات التي توجهه على جميع المستويات، ضاربًا بالمعاهدات والاتفاقيات الدولية عرض الحائط، وهذا ما تجلي واضحًا خلال الأيام الماضية، إذ قامت إيران بإجراء اختبارات لتجربة صاروخية جديدة، لاقت تحذيرًا وقلقًا من الولايات المتحدة، خاصة في ظل المحادثات الجارية بشأن عودة واشنطن إلى الاتفاق النووي، وعلى الجانب الآخر، حصلت هذه التجربة على تأييد من قبل ميليشيا الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران.
التجربة الصاروخية الإيرانية
يأتي هذا في سياق إعلان «أحمد حسيني» المتحدث باسم وحدة الفضاء الخارجي وزارة الدفاع الإيرانية، في 1 فبراير 2021، عن نجاح إيران في تجربة اختبار إطلاق الصاروخ «ذو الجناح» الحامل لقمر اصطناعي لأول مرة على صعيد الفضاء الخارجي، مبينًا أن هذا الصاروخ مخصص لأغراض بحثية وهو مزود بتقنية أقوى محرك يعمل على الوقود الصلب، وتم إنتاجه على أيدي العلماء الإخصائيين في مجال الصناعات الفضائية بوزارة الدفاع الإيرانية.
وتجدر الإشارة إلى أن هذه ليست المرة الأولي التي تعلن فيها إيران عن نجاحها في اختبار بعض صواريخها، إذ قام الحرس الثوري الإيراني في 2020، بإطلاق أول قمر صناعي عسكري إيراني في الفضاء، ووقتها رفضت إدارة الرئيس الأمريكي السابق «دونالد ترامب» هذا، معتبرة أنها غطاء لتطوير التقنية الصاروخية لإيران.
قلق أمريكي
وهذه المرة أعربت الإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة «جو بايدن» عن قلقها إزاء تجربة إيران الصاروخية، إذ أفاد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، أن التجربة الإيرانية الجديدة من الممكن أن تسهم في تعزيز الترسانة الصاروخية الإيرانية، قائلًا: «الولايات المتحدة قلقة إزاء جهود إيران لتطوير مركبات الإطلاق الفضائي (الصواريخ الفضائية)، نظرًا إلى قدرة هذه البرامج على دفع آليات تطوير الصواريخ البالستية الإيرانية»، وفقًا لوكالة الصحافة الفرنسية.
ولفت المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، إلى أن الصواريخ الفضائية تنشر العديد من المخاوف على صعيد الانتشار النووي، وذلك لاستخدامها تقنيات تكنولوجية متطابقة مع تلك المستخدمة في الصواريخ البالستية، بما في ذلك الأنظمة البعيدة المدى، وهو ما يثير قلقًا شديدًا.
تعزيز أوراق المساومة
ومن الجدير بالذكر أن التجرية الصاروخية الإيرانية الجديدة تأتي في وقت تقترب فيه واشنطن وطهران من العودة إلى المسار الدبلوماسي بشأن الاتفاق النووي، ولذلك أفاد بعض المحللين السياسيين الأمريكيين، أن ما قامت به إيران يتعارض مع مفاوضات الاتفاق النووي المرتقب مع إدارة «بايدن».
وأضاف المحللون؛ أن هدف إيران من تطوير أنظمتها الصاروخية، كبح أي طموح أمريكي في تقويض برنامجها للصواريخ التقليدية، فضلًا عن مساعي طهران لتعزيز أوراق المساومة أمام «بايدن»، قبل المفاوضات المحتملة بين الطرفين حول الاتفاق النووي الجديد، وفقًا لصحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية.
تأييد حوثي
وأعرب المتحدث الرسمي باسم جماعة الحوثيين «محمد عبدالسلام»، في تغريدة على حسابه بموقع تويتر، 2 فبراير 2021، عن تأييده التجربة الصاروخية الإيرانية الجديدة، معتبرًا أن هذه التجربة حولت العقوبات الأمريكية المفروضة على طهران إلى أضحوكة، وبعثت رسالة إلى الدول أن إرادة الشعوب أقوى من أي حصار، بل وأكدت أن الحصار ليس قدرًا ويمكن أن يتحول إلى فرصة، وهذا ما فعلته طهران.
مخاطر الصواريخ الإيرانية
ولذلك أوضح «أسامة الهتيمي» الكاتب الصحفي المتخصص في الشأن الإيراني، أن عدم تطرق الاتفاق النووي إلى مسألة الصواريخ الباليستية الإيرانية أحد الأسباب الرئيسية التي دفعت ترامب إلى الانسحاب من هذا الاتفاق، إذ اعتبر أن الاتفاق لا يمنع إيران من مواصلة إجراء تجاربها الصاروخية الباليستية التي لا تقل خطورة عن البرنامج النووي.
ولفت «الهتيمي» في تصريح لـ«المرجع»، أن التجارب التي تثير مخاوف الغرب تتعلق بإطلاق أقمار صناعية وليس حمل رؤوس نووية، فالبرنامج الصاروخي الإيراني هو تعويض عن القصور الشديد في تحديث سلاح الجو الإيراني الذي لم يتم تحديثه منذ أربعين عامًا تقريبًا، وبالتالي فإنه من المستبعد أن تكون مهمة إقناع إيران بالتخلي عن هذا البرنامج سهلة.
لعبة تفاوضية
وأضاف أن استمرار رهن عودة واشنطن للاتفاق النووي بمسألة الصواريخ الباليستية يعني الدخول في لعبة تفاوضية طويلة الأجل، وهو الأمر الذي يشكل خطورة كبيرة، كون أن كل يوم يمر يمنح إيران قدرات أكبر بشأن كمية اليورانيوم المخصب بنسبة 20%، وبالتالي فإن كل طرف سيعمل على استخدام ما لديه من أوراق ضغط في إطار معركة عض الأصابع حتى يجبر الطرف الآخر على القبول بالقيام بالخطوة الأولى للخلف.
ولفت «الهتيمي» أن هناك سيناريو آخر يتعلق بإمكانية أن تتوصل الأطراف الوسيطة وأبرزها الاتحاد الأوروبي، ومن خلال المحادثات غير المباشرة، إلى صيغة تفاهمية تسترضي كلا الطرفين لتعود أمريكا للاتفاق النووي، على أن يكون للبرنامج الصاروخي حديث آخر.





