ad a b
ad ad ad

من المناوشات للطمأنة.. طالبان تخطب ود باكستان رغم صعوبة الجوار

الجمعة 12/مايو/2023 - 08:38 م
المرجع
طباعة
لم تتوقف المناوشات بين كل من حركة طالبان أفغانستان والحكومة الباكستانية منذ استيلاء الحركة على السلطة في أغسطس 2021، وتشهد الحدود الباكستانية الأفغانية تحركات تصل في بعض الأحيان إلى حد استخدام السلاح بين الطرفين، إضافة إلى غلق المعابر بين الدولتين الجارتين بسبب الأزمات الأمنية والسياسية بين البلدين الأمر الذي أدى كثيرًا إلى تعطل الحركة التجارية بينهما، وتسبب في أزمات متكررة في تنقل الأفراد، ووسط هذه الأزمة خرج مؤخرًا وزير خارجية طالبان يقدم خطوات تحاول أن تبدي حسن النوايا من الحركة تجاه باكستان خلال الفترة المقبلة.


خطاب متقي


ألقى مولوي أمير خان متقي، القائم بأعمال وزير خارجية طالبان، كلمة في معهد الدراسات الاستراتيجية بالعاصمة الباكستانية إسلام أباد يوم الإثنين 8 مايو 2023، طالب فيها تحريك طالبان الجناحي الباكستاني من الحركة، وحكومة باكستان بحل مشاكلهما من خلال الحوار، وأشار متقي إلى أنه لا يريد انعدام الأمن وإراقة الدماء في باكستان.


وحاول متقي اتخاذ خطوات نحو التقارب مع الحكومة الباكستانية وطمأنة إسلام أباد على مستقبل العلاقات بين طالبان أفغانستان وباكستان، ووعد إسلام أباد خلال كلمته بأن "الأراضي الأفغانية لن تستخدم ضد أية دولة".


خلفيات مضطربة


وعلى عكس تصريحات متقي الذي يحاول تبرئة ساحة حركته من استهداف الأراضي الباكستانية، من قبل الجماعات المسلحة وعلى رأسها تحريك طالبان الباكستانية، فقد انتهزت الأخيرة استيلاء طالبان على السلطة في أفغانستان، وبدأت تتحرك بأريحية على الحدود بين الدولتين منتهزة خلو الساحة أمامها وانسحاب القوات الدولية من أفغانستان.


وظهر نور ولي محسود، زعيم حركة طالبان الباكستانية، بعد أسابيع قليلة من استيلاء الحركة الأفغانية على السلطة في تسجيلات مرئية نشرتها الحركة في أكتوبر 2021م، بينما يتجول بأريحية داخل أفغانستان، مما أدى إلى استياء كبير لدى إسلام أباد.


كما ظهر دعم قيادات طالبان أفغانستان لتحريك طالبان التي اعتبرتها جزءًا منها، ووفرت لهم الملاذ الآمن لهم على أراضيها لتتخذها منطلقًا لتكرار تجربة الحركة الأفغانية في باكستان.


ومن ذلك تصريحات الملا فقير محمد، المعروف الذي تربطه علاقات وطيدة مع المقاتلين الباكستانيين، والذي أكد فيه بعد وصول طالبان للسلطة: "إنه من غير المعقول أن نحمل السلاح من أجل تطبيق الشريعة في أفغانستان، فيما يحكم باكستان قانون غير إسلامي، لذا حرّي بنا الآن أن نعمل جاهدين من أجل تطبيق الشرع في باكستان وإسقاط الحكومة العميلة".


وفي 11 أبريل الماضي أكد خواجة آصف، وزير الدفاع الباكستاني، في تصريحات أدلى بها لإذاعة "صوت أمريكا" أن مسلحى تحريك طالبان موجودون في أفغانستان، واتهم طالبان أفغانستان بأنها متحالفة مع طالبان باكستان، ولذا لا تتخذ أي إجراءات ضدها.


ماذا بعد


وحول مدى اعتبار تصريحات متقي بأنها تتجه نحو إثبات حسن النوايا من حكومة طالبان باتجاه باكستان أكد الباحث محمد عبادي المتخصص في الشؤون الدولية أن هذا الخطاب يسعى نظريًّا لإثبات أن الحركة ملتزمة باتفاق الدوحة الذي تضمنت بنوده التزام الحركة بعدم استخدام الأراضي الأفغانية ضد أية دولة، أو عدم تحويل الأراضي الأفغانية إلى ملاذ آمن للجماعات المسلحة.


وأشار في تصريحات خاصة لـ"المرجع" إلى أنه بات من الضروري حاليًّا التنسيق بين كل من باكستان وحكومة طالبان لتصفية الخلافات بينهما، ووضع خطة مستقبلية طويلة المدى لإرساء الأمن والاستقرار بين الطرفين.


وأكد أن هذا الطريق ليس سهلًا حاليًّا في ظل تمسك الجناح المسلح في حركة طالبان بمبادئه التي يتخذها عقيدة، والتي تعتبر باكستان دولة غير إسلامية من وجهة نظرهم، وأن حكومتها لا تطبق الشريعة، ومع ذلك فقد تفرض عليهم الظروف المحيطة تغيير هذه الرؤية لكن الأمن قد يستغرق وقتًا طويلًا.

الكلمات المفتاحية

"