ad a b
ad ad ad

استهداف وحدات الاحتياط.. سلاح روسيا لكسر أنف أوكرانيا

الجمعة 19/مايو/2023 - 01:02 م
المرجع
محمود البتاكوشي
طباعة
قررت روسيا استخدام أسلوب جديد في حربها المستمرة من 24 فبراير 2022، ضد أوكرانيا لمنعها من الانضمام إلى حل الناتو، وذلك عبر القيام باستهداف قوات ووحدات الاحتياط، ومحاولة تعطيل فرص كييف في شن هجوم على الداخل الروسي معركة الربيع المنتظرة، إذ تعمل على إيقاف نقل احتياطيات الأوكرانيين إلى مناطق القتال، والوصول إلى الصفوف الأمامية للمعارك تؤكدها من خطورة هذه الخطوة، ولاسيما بعد الضربات الناجحة التي شنتها كييف على موسكو كان آخرها محاولة اغتيال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بطائرتين مسيرتين، فضلًا عن الضربات الأوكرانية المتلاحقة على مخازن الذخيرة وقطع خطوط الإمداد، لدرجة أنه بات عاجزا عن التقدم خطوة واحدة إلى الأمام.

ففي اليوم التالي لاستهداف الكرملين وبعد تفجير مستودعات وقود القرم الأسبوع الماضي، تلقى الجيش الروسي ضربة مؤلمة لإمدادت بمقاطعة ستافروبول شمال القوقاز، والتي تبعد عن مسرح العمليات الأوكراني بـ470 كيلومترًا؛ حيث تم تدمير مستودع وقود ضخم، مما يؤكد أن دائرة بوتين المقربة تعمل علي سرعة التخلص منه عبر تسهيل مهمة الوصول للأهداف الاستراتيجية الروسية من قبل الطيران المسير الأوكراني بشكل يحرجه تمامًا،  ويظهره أمام شعبه بالعاحز حتى عن حماية نفسه في تلك الحرب التي خاضها، وهو يظن أنها نزهة قصيرة الوقت لكن بعد عام يجد الرياح تعكس النيران التي أشعلها في كييف.

يذكر أن أوليكسي‮ ‬ريزنيكوف، وزير‮ ‬الدفاع‮ ‬الأوكراني‮، ‬كان قد أكد في تصريحات صحفية أن‮ ‬كييف‮ ‬تستعد لشن‮ ‬هجوم‮ ‬كبير‮ ‬لاستعادة‮ ‬الأراضي‮ ‬التي‮ ‬احتلتها‮ ‬روسيا‮ ‬في‮ ‬شرق‮ ‬وجنوب‮ ‬البلاد منذ بدء عملياتها العسكرية، يأتي ذلك بالتزامن مع الضربات الصاروخية الروسية شديدة الدقة التي استهدفت أهدافًا متنوعة في قلب كييف.

قال باسل الحاج جاسم، الباحث في الشؤون الروسية، إن نجاحات القوات الروسية في التصدي لأي هجوم مضاد يعود الفضل فيه إلى منع وصول الأسلحة الغربية الحديثة وتتبع مساراتها وعرقلة وصول الإمدادات ما حسم الكثير من المعارك، ومنذ أيام، منيت قوات احتياط أوكرانيا التي تقدمت في اتجاه مدينة أرتيوموفسك، في منطقة بوغدانوفكا في دونيتسك بالهزيمة.

وأشار الباحث الدولي إلى أنه بحسب آخر إحصائية لعام 2022، يصل عدد أفراد الجيش الأوكراني إلى 200 ألف جندي، منهم 250 ألف جندي في قوات الاحتياط، فضلًا عن عناصر أوروبية ومرتزقة وميليشيات داعمة للجيش الأوكراني ضد الروس، ويحتل الجيش الأوكراني المرتبة الثانية والعشرين عالميًا، مؤكدا أن الجيش الأوكراني يعول على دور قوات الاحتياط في المرحلة المقبلة للمشاركة في هجوم مضاد يتم التدبير له منذ شهور بدعم وتجهيز غربي واسع، وذلك في محاولة منهم لوقف التمدد الروسي بالانتصارات المتوالية على خطوط المواجهة، وإطالة عمر معركة باخموت التي دامت معركتها أكثر من 6 شهور، ومحاولة تنفيذ هجمات من الأطراف لتطويق القوات الروسية بمحاور القتال، بالإضافة إلى التصدي لنجاحات قوات فاغنر الخاصة في باخموت وسوليدار.

وأكد الحاج أن الأسبوع الماضي، شهد مواصلة القوات البرية وطيران الجيش الروسي، العمليات القتالية في المقاطعات الغربية لمدينة أرتيوموفسك، كما دعمت مجموعة رماة المدفعية "الجنوبية" ووحدات القوات المحمولة جوًّا، قوات المشاة الروسية، ومنعت محاولات أوكرانية لتنفيذ هجوم مضاد من الأطراف لا سيما في باخموت.

وقال الباحث في الشؤون الروسية الأوروبية، إن الإعلان عن اقتراب الهجوم الأوكراني المضاد والترويج لحشد عتاد وأسلحة غربية حديثة وفتاكة يشحذ الهمة الروسية نحو عدم وصول أي أسلحة أو قوات احتياط لدعم خطوط القتال على جبهات التماس والمواجهة مع القوات الروسية، وتشير تقارير إلى ‬أن‮ ‬الضربات‮ ‬الصروخية الروسية كانت واسعة‮ ‬النطاق‮ ‬وهي‮ ‬الأولى‮ ‬من‮ ‬نوعها‮ ‬التي‮ ‬تشنها‮ ‬روسيا‮ ‬في‮ ‬نحو‮ ‬شهرين‮.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬

وأضاف الحاج جاسم إن هناك استفادة واسعة لروسيا من الضربات التي توجهها لقوات الاحتياط الأوكرانية خلال الأيام الماضية والمقبلة، رغم الانتقادات الدولية بسقوط مدنيين جراء القصف الصاروخي، ومنع الهجوم المضاد الكبير بالتدريج، بالإضافة إلى تحجيم مسار الحرب في قبضة قوات روسيا، وتقليل خسائرها من الرجال والعتاد، والاحتفاظ بالأراضي التي ضمتها موسكو، والعمل على تحجيم إمدادات الغرب العسكرية لأوكرانيا والتأكيد على عدم جدواها، واستنفاذ المخزون العسكري والمخازن الغربية الداعمة لأوكرانيا في الحرب، إذ ساعدتها الدول الغربية بـ230 دبابة قتالية و1550 آلية مدرعة أخرى.
"