ad a b
ad ad ad

كيف يحسم أتراك الخارج نتائج الانتخابات الرئاسية 2023؟

السبت 06/مايو/2023 - 06:14 م
المرجع
محمود البتاكوشي
طباعة

يلعب الناخبون الأتراك الموجودون في الخارج دورًا كبيرًا في الانتخابات الرئاسية التركية، إذ يمثلون نحو 5.3% من إجمالي الناخبين، وهي نسبة قادرة بلا شك في ترجيح كفة أحد المرشحين، لا سيما الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان، مع الأخذ في الاعتبار ارتفاع معدل إقبال الناخبين من الخارج، ففي انتخابات الرئاسة عام 2014، كان معدل الإقبال 18.9% فقط، وارتفع إلى 50.1% في 2018، واستطاع "أردوغان" بفضلهم الفوز في الانتخابات وحصل على 59.4% من أصواتهم.

 

وبدأت انتخابات الأتراك في الخارج، الخميس 27 أبريل 2023، وتستمر حتى 9 مايو الجاري، ويشارك فيها نحو 3.42 مليون مغترب ممن يحق لهم التصويت.

 

أربعة مرشحين على كرسي الرئيس

 

ويتنافس في الانتخابات الرئاسية أربعة مرشحين هم: الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان، وزعيم المعارضة كمال كليتشدار أوغلو، ومرشح حزب البلد محرم إنجه، ومرشح تحالف الأجداد سنان أوجان، حيث من المقرر أن تقام الانتخابات البرلمانية والرئاسية في الداخل يوم 14 مايو الجاري.

 

يعول الرئيس التركي رجب طيب أردوغان كثيرًا على أصوات الأتراك في ألمانيا التي تضم وحدها نحو 50% من الكتلة التصويتية في الخارج، وأكبر دليل على ذلك أن الاستفتاء على الدستور في عام 2017، للتحول من نظام برلماني إلى نظام رئاسي، صوت فيه نحو 63% من الأتراك في ألمانيا لصالح التعديلات الدستورية التي اقترحها أردوغان، بينما كانت النسبة في تركيا أقل بقليل من 51%، وفي الانتخابات الرئاسية لعام 2018، ذهبت 64,8% من الأصوات في الخارج إلى أردوغان، بينما لم ينل في تركيا إلا 52,6% من الأصوات.

 

موقف المحافظين من أردوغان  

 

بحسب يونس أولوسوي، الباحث في مركز الدراسات التركية وأبحاث الاندماج بجامعة دويسبورغ إيسن، فإن الأتراك المهاجرين معظمهم من سكان المناطق الريفية المحافظة في الأناضول، لذا يواصلون تطوير القيم التي يجلبونها معهم، ويتمسكون بمواقفهم الدينية المحافظة بشكل أكبر في الغربة، لذا يكون قرارهم بانتخاب حزب العدالة والتنمية.

 

وأضاف في تصريح لـ«المرجع»: إن انتخابات الرئاسة عام 2018، جرى خلالها تسجيل 3.04 مليون مواطن للتصويت في الخارج، وحصل أردوغان على أغلبية ساحقة منهم، إذ أيده 64% في ألمانيا، و63% في فرنسا، و72% في هولندا، و74% في بلجيكا، و71% في النمسا، بمتوسط 64,8% من إجمالي أصوات الأتراك في الخارج.

 

اللعب على التناقضات السياسية الداخلية


من جانبها قالت الدكتورة غادة عبد العزيز، الباحثة المختصة في العلاقات الدولية: «إن الرئيس التركي الحالي يحظى بكاريزما القائد السياسي، وسيرته الذاتية حافلة بالخبرات والإنجازات، فضلًا عن هويته الإسلامية المحافظة، ما جعله يتمتع بشعبية لدي طيف واسع من الناخبين، ويرجح بأن تصوت له القواعد الشعبية المحافظة والقومية».

 

وأضافت في تصريح لـ"المرجع" أن "أردوغان" يتمتع بخبرات ومهارات في مخاطبة الجمهور وإقناعه بأنه الأفضل، ما مكنه من الفوز في عشرة استحقاقات انتخابية على التوالي بفضل مهاراته في اللعب على التناقضات السياسية الداخلية وتحويل الأزمات الكبيرة التي واجهها إلى فرص، وفي هذه الانتخابات الرهان الانتخابي لأردوغان لا يقتصر على احتواء تداعيات الزلزال وحلحلة الأزمة الاقتصادية، بل يشمل أيضًا اللعب على نقاط ضعف المعارضة.

 

وأكدت أن حزب «العدالة والتنمية» الذي يتزعمه أردوغان هو الأقوى في تركيا، إذ حقق العديد من الإنجازات والتنمية في شتى المجالات على مدار عقدين من الزمان، فتمكنت تركيا من لعب دور بارز على الصعيدين الإقليمي والدولي، وهو ما يكسبه نقاط قوة في مواجهة منافسيه، لذا يحظى بتأييد الأتراك في الخارج الذي تشهد به جميع الاستحقاقات الانتخابية السابقة فهم يرون في انتخاب الرئيس التركي الحالي وحزبه سبيلهم الوحيد للحفاظ على مستقبل تركيا.

 

التهديد الحقيقي لأردوغان

 

وأشارت الباحثة المختصة في العلاقات الدولية إلى أن التهديد الحقيقي الذي قد يزلزل عرش رجب طيب أردوغان هو المشكلات الاقتصادية المتفاقمة جراء سياساته التي أنهكت الاقتصاد وتراجع معها سعر صرف الليرة، كما سجلت أعلى معدل تضخم وصلت له منذ 24 عامًا بلغ 85% العام الماضي، لذلك أعلن حزمًا اقتصادية واحدة تلو الأخرى مع اقتراب موعد الانتخابات لكسب المزيد من التأييد له، أبرزها؛ الإعلان عن خطة إنفاق عامة غير مسبوقة، تتضمن دعم الطاقة ومضاعفة الحد الأدنى للأجور وزيادة المعاشات التقاعدية، فضلًا عن منح فرص لتقاعد أكثر من مليوني شخص، كما أعلنت الحكومة بشكل مفاجئ عزمها زيادة رواتب الضباط وضباط الصف قبل شهر من إجراء الانتخابات، في محاولة منه لاستعادة جزء من شعبيته التي خسرها.

 

"