هل تنتظر الطرف الحاسم لتدعمه؟.. مؤشرات خطاب القوى السياسية حول اشتباكات السودان
الثلاثاء 25/أبريل/2023 - 03:37 م
محمود محمدي
شهدت الأيام الأخيرة اشتباكات عنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في عدة مناطق في السودان، بما في ذلك العاصمة الخرطوم، وعدة مدن سودانية أخرى.
وتأتي هذه الاشتباكات في سياق توترات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، التي كانت جزءًا من حركة المقاومة الشعبية في دارفور، وتم تجنيدها لتشكيل قوات مساندة للحكومة في الفترة التي تلت الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير في عام 2019.
وطالبت الحكومة السودانية بتفكيك قوات الدعم السريع ودمجها في الجيش السوداني، ولكن قادة قوات الدعم السريع رفضوا هذا الطلب، وأعربوا عن استيائهم من الحكومة.
وفي الوقت الذي يسعى فيه العالم كله عربيًّا وإقليميًّا ودوليًّا للوساطة والحوار بين الأطراف للتوصل إلى حل سلمي ودائم لتلك الأزمة، قدّمت القوى السياسية في السودان خطابات لوقف الاقتتال الداخلي.
حيث دعا حزب الأمة القومي السوداني، القوات المسلحة وقوات الدعم السريع إلى إعمال صوت العقل، ووقف إطلاق النار في كل المواقع وعودة القوات لمواقعها السابقة، وتكوين لجنة مشتركة من الطرفين والشخصيات الوطنية، مؤكدًا أهمية الاتفاق حول التهدئة، والعودة لطاولة الحوار لحسم القضايا الخلافية.
في غضون ذلك، طالب تجمع المهنيين السودانيين بتماسك كل فئات المجتمع لمحاصرة، وعزل كل محاولات الدفع لهاوية الاقتتال الأهلي، مناشدًا كل الأجسام الثورية أن تعمم رسائل التأكيد على سلميتها، وعدم انخراطها في أي أعمال عدوانية، وأنها ستكون لجانًا لحماية السلم والتعاضد الاجتماعي في أحيائها.
بدوره، قال تحالف قوى التغيير الجذري إن الاشتبكات ومحاولات فرض السيطرة ستتمدد بشكل واسع وخطير، داعيًا المواطنين للالتزام بمنازلهم، وعدم التحرك إلا للضرورة، محملًا الجيش وقوات الدعم السريع الخسائر التي تنجم عن الاشتباكات.
إلى ذلك، قالت القوى المدنية الموقعة على الاتفاق الإطاري في بيان لها، إنه على قيادة القوات المسلحة السودانية والدعم السريع وقف القتال فورًا وتجنيب البلاد الانزلاق لهاوية الانهيار الشامل، مؤكدة أن هذه اللحظة المفصلية بتاريخ السودان تتطلب الحكمة والتعقل.
على الصعيد ذاته، قالت أماني الطويل، خبيرة الشؤون الإفريقية بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، إن السودان ومستقبله مرهون بالطرف «الجيش السوداني وقوات الدعم السريع» الذي سيتمكن من حسم الاشتباكات الدائرة في المواقع المختلفة بالسودان لصالحه.
وأشارت إلى أنه في حالة حصول الطرفين على دعم خارجي ستتوسع دائرة الاشتباكات بشكل قد يحوّل الصراع الحالي إلى حرب أهلية، وفي هذه الحالة سيتحول السودان إلى منطقة استقطاب إقليمي أو دولي تنعكس على الحالة العسكرية المشتعلة.
وأوضحت أن مصر تسعى وتعمل جاهدة إلى تهدئة الأجواء في السودان، وفي هذا الإطار قدّمت القاهرة مبادرة مع جنوب السودان لحل الوضع وفك التشابك، بالإضافة إلى مبادرة أخرى مماثلة بالتعاون مع دولة الإمارات، مشيرة إلى أن تلك المبادرات لن تتم دون وقف القتال الدائر.
يشار إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي ترأس اجتماع المجلس الأعلى للقوات المسلحة، وأكد استعداد مصر للمساهمة في استعادة استقرار السودان، مشددًا على ضرورة الجلوس على مائدة المفاوضات في السودان.
وأوضح أن مصر تسعى للحفاظ على عدم تصعيد الموقف في السودان، وأن السياسة المصرية تتسم بالتوازن والموقف المصري ثابت في عدم التدخل في شؤون الدول؛ لأن التدخل لا يكون في مصلحة العلاقات، مشيرًا إلى أن التاريخ يسجل كافة المواقف.





