ad a b
ad ad ad

سوريا.. صراع الوجود يتسع بين «تحرير الشام» و«الفيلق»

الإثنين 01/مايو/2023 - 08:37 م
المرجع
آية عز
طباعة

تشهد مناطق إدلب واللاذقية شمال غرب سوريا توترًا أمنيًّا مستمرًا، بسبب قيام ما تُعرف بـ"هيئة تحرير الشام" وهي فصيل مسلح عامل في الشمال، بشن هجمات على ما يُعرف بـ"فصيل فيلق الشام"، والسيطرة على أغلب المقرات التابعة له.


وأصدر فيلق الشام في 12 أبريل الجاري، بيانًا، يُعلن فيه اقتحام هيئة تحرير الشام لعدد من نقاطه ومقراته، في محور بلدة البارة بريف إدلب الجنوبي.


وعقب ذلك أصدرت "تحرير الشام"، بيانًا، أشارت فيه إلى أسباب الهجوم، كما أشارت إلى تكرار الشكاوى من أهالي بلدة البارة بحق عناصر يتبعون الفيلق، بسبب ممارساتهم، وتعاملهم غير الأخلاقي مع الأهالي، وإيذائهم لهم وإهمالهم، بحسب البيان.


كما أكدت الهيئة في بيانها، أنها اعتقلت بعض العناصر من الفيلق بسبب إساءتهم.


تطويق المكتب الشرعي


في نوفمبر 2022، قامت عناصر من هيئة تحرير الشام بتطويق مبنى "المكتب الشرعي" التابع لفيلق الشام، في مدينة إدلب، وأغلقت المنطقة بالكامل، وذلك رغم أن عدد الأشخاص الموجودين حينها في المقر كان لا يتجاوز عشرة، ما بين شرعيين مناوبين وطلاب جامعات.

وأشار مسؤول المكتب الشرعي في الفيلق، عمر حذيفة، حينها إلى أن المبنى هو من أسهم في غنائم فيلق الشام، التي تم توزيعها على مكونات "جيش الفتح" بعد سيطرته على مدينة إدلب، كما أنه يعتبر مبنى متهالكًا وآيلًا للسقوط، إلا أن ما تُعرف بحكومة الإنقاذ التي تعتبر المظلة السياسية لتحرير الشام، تحاول الاستيلاء على جميع المباني الحكومية لاستخدامها في إدارة المحافظة.


ويتركز الصراع بين الطرفين حول السيطرة على المباني والمناطق في محافظة إدلب، ويأتي هذا الصراع بعد خلاف بين الجانبين بشأن تبادل نقاط الرباط قرب معبر "ترنبة- سراقب".


انتقادات واسعة

يوضح الناشط السياسي السوري، رؤوف خليل، أن فيلق الشام يواجه انتقادات شديدة من بعض الأطراف السياسية والمسلحة، تمثلت في تعاون الفيلق مع الجيش السوري الوطني.


وأضاف خليل في تصريح خاص لـ"المرجع"، أن "تحرير الشام" استطاعت خلال الفترة الماضية بث الفتن داخل الفيلق عن طريق بعد الجواسيس التابعين لها، ما تسبب في حدوث انشقاقات داخلية واندماجات مع فصائل أخرى.


وأشار إلى أنه بالرغم من ذلك يحاول "فيلق الشام" أن يحتفظ بقوته وتأثيره في المناطق التي يسيطر عليها في شمال غرب سوريا، ويعمل على توسيع نفوذه وتعزيز علاقاته مع المجتمعات المحلية، كما أنه يشارك في التحالفات العسكرية مع فصائل أخرى في المنطقة، في مواجهة قوات الجيش العربي السوري وحلفائه في المنطقة.


ويبدو أن فيلق الشام يسعى لتطوير استراتيجيته وتحسين صورته العامة بين السوريين والمجتمع الدولي.


مطالب بالخلاص من الجولاني


في الوقت الذي داهمت فيه "تحرير الشام" مقرات ونقاط "فيلق الشام"، انتشرت عبارات تطالب بقتل المدعو "أبو محمد الجولاني"، زعيم تحرير الشام في مناطق متفرقة بإدلب.

ويعلق الناشط السياسي السوري، محسن عبد الحي على ذلك قائلاً: إنه رغم التوتر الأمني الذي تسببت فيه جميع التنظيمات الإرهابية إلا أن "تحرير الشام" من أكثر التنظيمات الإرهابية عنفًا في إدلب.


وأضاف في تصريح خاص لـ"المرجع"، أن "تحرير الشام" ترتكب الكثير من الانتهاكات اليومية بحق المدنيين، وبالتالي فاللافتات المطالبة برحيل زعيم الهيئة أبو محمد الجولاني أو قتله نابعة من غضب المواطنين جراء تردي الأوضاع الأمنية والاقتصادية.

"