ad a b
ad ad ad

الشمس الحارقة سلاح روسيا لحسم معاركها في أوكرانيا

الثلاثاء 02/مايو/2023 - 09:08 م
المرجع
محمود البتاكوشي
طباعة
كثفت القوات الروسية من هجماتها على العديد من المدن الأوكرانية مستخدمة الأسلحة الفتاكة في محاولة منها لوضع حدٍ للحرب الروسية الأوكرانية التي بدأت في 24 فبراير 2022 حتى الآن إذ دخلت ساحة المعارك أنظمة قاذفات الشمس الحارقة المحدثة من نوع توس-1 آيه، وهي نسخة محدثة من الراجمة الثقيلة توس-1، التي دخلت خدمة الجيش الروسي في عام 2001.

الشمس الحارقة

تكمن أهمية الشمس الحارقة في أنها تطلق صواريخ حرارية ذات قذائف فراغية، وبالتالي فهي على عكس الأسلحة التقليدية، لديها موجة انفجار أكبر بكثير، ويتراوح مداها بين 600 متر و6 آلاف متر ويمكنها إحراق مواقع وتشكيلات عسكرية في ثوانٍ معدودة بقوة نيران هائلة، إذ إنها قادرة على إطلاق 24 صاروخًا خلال مدة زمنية لا تتجاوز 6 ثوانٍ، بينما تحمل مركبة الدعم المرافقة لها 48 صاروخًا آخر يمكن إعدادها لإطلاق دفعة أخرى من الصواريخ لمواصلة القتال.

الذعر للأعداء

وبحسب وزارة الدفاع الروسية فإن منظومة الشمس الحارقة ليس لها مثيل في الترسانات الغربية للأسلحة، وأظهرت نتيجة جيدة في تدمير معاقل العدو المحصنة خلال العملية الخاصة، يتم إشعال الحريق باستخدام أحدث أنظمة البرامج للإشارة الطبوغرافية والجيوديسية، من المستحيل أن تختبئ من نار هذه الأنظمة حتى في الخنادق، لذا فهي تثير الذعر في الأعداء، وتقرب موسكو من الانتصار، إذ تغطي مساحة تصل إلى 40 كيلومترًا مربعًا بقوة نيران هائلة بفضل قدرتها على إطلاق النار في جميع الاتجاهات بمدى يصل إلى 6 كيلومترات.

أكد الباحث المتخصص في الشأن الدولي، ضياء نوح، أن القوات الروسية قررت استخدام منظومة الشمس الحارقة لحسم معاركها على أبواب المدن الأوكرانية بعد أن دخلت الحرب شهرها الرابع عشر؛ ولاسيما في مقاطعة ساراتوف، إذ تعد بجدارة أحدث منظومة من قاذفات اللهب الثقيلة على مستوى العالم، القادرة على تحقيق الردع وبث الرعب في صفوف الأعداء، فهي تتمتع بقدرات تدميرية هائلة وسرعة قصف نيراني كبيرة، ويمكنها تغطية مساحات من الأرض ودقة نيرانية مركزة ومكثفة، فهي مخصصة لإضرام النيران وتدمير المباني والهياكل.

أثبتت نجاحها

وأضاف نوح أن الشمس الحارقة بعد أن أثبتت نجاحها في مقاطعة ساراتوف، تدرس القوات الروسية استخدامها في مدينة باخموت لحسم سيطرتها عليها بالكامل، ولاسيما أن أوكرانيا تعتبرها حصنًا منيعًا أمام موسكو لمنعها عن مواصلة عمليتها العسكرية، ومن ثم تواصل دفاعها ولا تنوي سحب قواتها من المدينة، لطمأنة حلفائها الغربيين بأنها لا تزال جديرة بالثقة والدعم، بينما موسكو تسعى لتحقيق هدفين؛ الأول بسط نفوذها على واحدة من أهم المناطق الموصلة لمناطق إستراتيجية عصية على موسكو منذ سنوات، والثاني إرسال رسالة إلى أوروبا وأمريكا بأن خطوط الدفاع الأوكرانية تسقط واحد تلو الآخر، مما يزعزع ثقة حلفائها ويؤلب الرأي العام المحلي في تلك البلدان من أجل خفض الدعم المُقدم أو على أقل تقدير عدم التمادي فيه؛ فيكون ذلك مدخلًا لموسكو للتقدم أكثر والوصول لأبعد نقطة ممكنة في الداخل الأوكراني، مما يساعدها في جولاتها السياسية القادمة.

سقوط باخموت

وأكد الباحث المتخصص في الشأن الدولي، أن سقوط باخموت أمر وارد بشدة في ظل انشغال غربي واسع بموجة احتقان في الدوائر السياسية الأوروبية والحليفة مثل كوريا الجنوبية واليابان وأحاديث عن تسريبات لوثائق تتعلق بالتجسس الأمريكي على الأصدقاء والحلفاء قبل الأعداء، أيضًا يظل الهجوم الروسي المركز على باخموت مستمرًا في ظل رغبة روسية أكيدة في تطوير القتال نحو الاستيلاء على دونيتسك ولوجانسك، وأكبر دليل على ذلك ظهور رئيس دونيتسك الموالي لروسيا بالزي العسكري وسط ساحة الحرية بوسط باخموت، فضلًا عن استبدال الجيش الروسي أفراد مجموعة فاجنر العسكرية الروسية الخاصة المنهكين بقوات قتالية بديلة لتجديد الدماء بخطوط القتال، بالإضافة إلى دخول منظومة الشمس الحارقة ساحة القتال.
"