توقعات باشتعال المقاومة بسبب جرائم «طالبان» ضد أهالي ضحايا جبهة التحرير
أزمة جبهة التحرير
جبهة التحرير أو جبهة (آزادي) منافس تقليدي لحركة طالبان، خلال الفترة الماضية وقعت بينها وبين الحركة سلسلة من المعارك، في جنوب «سالاتج»، والتي تنشط فيها الحركة بعد إعلان التصعيد من قبيل فصائل المعارضة خلال الأشهر الماضية.
المعركة الأخيرة أعلنت طالبان مقتل أكمل أمير أحد القيادات العسكرية في جبهة (آزادي) التي حملت السلاح ضد الحركة مطلع الشهر الجاري، مع عدد كبير من أعضاء الجبهة التي لم تعلن بشكل رسمي مقتل أمير.
وجبهة آزادي إحدى الفصائل المسلحة التي تواجه حركة طالبان بجانب جبهة المقاومة الوطنية التي يتزعمها أحمد شاه مسعود، ولكن بشكل منفصل عن المجلس الأعلى للمقاومة، والتي تتألف من مجموعة من قوات الأمن السابقة. ويترأس الجبهة -التي لا تؤمن بسقوط أفغانستان عسكريًّا في يد طالبان، وتعتبر أن السقوط فقط كان سياسيًّا- الجنرال ياسين ضياء رئيس الأركان السابق.
نفذت الجبهة عدة هجمات ضد طالبان كان أعنفها الهجمات التي شهدتها جنوب سالانج خلال شهر أبريل الجاري بقيادة أكمل أمير العائد من الخارج خصيصًا لهذا الغرض. الأمر الذي أزعج الحركة بصورة كبيرة بعد أن تمكن أكمل من تكوين الجبهة وإشعال الحرب ضد طالبان في إقليمي باروان وكابيسا، بهدف فصل الأقاليم الشمالية عن العاصمة كابول كما حدث في التسعينيات.
حملات طالبان
لم تقف طالبان مكتوفة الأيدي أمام الجبهة لكنها نفذت حملات انتقامية ليس فقط من أعضائها ولكن أيضًا من أقاربهم. ووصل الأمر إلى حد التمثيل بجثث قتلى الجبهة في المعارك الأخيرة واعتقال أسرهم وذويهم والتنكيل بهم.
لجنة حقوق الإنسان المستقلة في أفغانستان أصدرت تقريرًا السبت 16 أبريل الجاري أكدت فيه أن طالبان نفذت حملة من الاعتقالات لذوي ضحايا وأسرى معارك منطقة سالانج، وأكد التقرير الذي تمكن «المرجع» من الاطلاع عليه أن طالبان هاجمت منازل عدد من أقارب الضحايا واحتجزت عددًا كبيرًا منهم. وأشار التقرير إلى أن طالبان تعاملت مع جثث الضحايا بطريقة غير إنسانية وحظرت مراسم الدفن ومجالس العزاء.
كما اعتقلت الحركة عددًا من أقارب أكمل أمير زعيم جبهة التحرير، وحاصرت منزله في الحي 315 بالعاصمة الأفغانية كابل، والذي لم تعلن الجبهة عن مقتله حتى اللحظة.
توقعات باشتعال الموقف
ويرى الدكتور محمد السيد الباحث المتخصص في الشؤون الآسيوية في تصريح خاص لـ«المرجع» أن الوضع الملتهب بين المقاومة بجميع فصائلها قد يؤدي إلى اشتعال الموقف بصورة أكبر، خاصة بعد تعدد جبهات المعارضة والتي باتت لا تعمل تحت قيادة موحدة.
ويشير إلى أن التصرفات العنيفة من قبل الحركة ضد أهالى ضحايا معارك «سالانج» بتلك الصورة التي تسربت إلى وسائل التواصل الاجتماعي قد تؤدي إلى مزيد من الحنق ضد الحركة حتى من المدنيين غير المرتبطين بفصائل المعارضة في ظل حالة الحنق ضد الحركة التي تمارس الفاشية ضد الجميع.





