لمواجهة الإرهاب ووقف نفوذ الدب والتنين.. حزمة مساعدات أمريكية لأفريقيا
تسعى الولايات المتحدة الأمريكية إلى ترسيخ وجودها في منطقة الساحل الإفريقي، رغم تصاعد النفوذ العسكري والاقتصادي لكل من الصين وروسيا في المنطقة.
وأعلنت واشنطن الخميس 13 أبريل تقديم مساعدات طويلة الأمد لكل من بنين وتوجو وكوت ديفوار، بهدف الحد من تمدد الإرهاب والتطرف في المنطقة.
ووصف مايكل هيث، مساعد وزير الخارجية الأمريكي لغرب إفريقيا، خطر تمدد الإرهاب بأنه مصدر قلق لواشنطن بسبب قدرات الحكومات القائمة التي لم تواجه مثل هذا التهديد من قبل.
يقول محمد ربيع الديهي، الباحث في العلاقات الدولية، إن ملف الإرهاب يظل أحد أولويات السياسة الخارجية الأمريكية في القارة الإفريقية، ولكن إعلان واشنطن تقديم حزمة مساعدات لدول إفريقيا من أجل مواجهة الإرهاب يأتي في توقيت حساس للغاية في ظلّ تراجع النفوذ الفرنسي مقابل تصاعد النفوذين الصيني والروسي، خاصة في ظل احتمالات تزايد عدد عناصر قوات فاجنر الروسية في الدول الإفريقية.
وأكد "الديهي"، في تصريح خاص لـ«المرجع»، أن تغير العديد من النخب السياسية والرفض الشعبي للحضور الفرنسي في مقابل الترحيب بالحضور الروسي، يقلق الولايات المتحدة الأمريكية، ولذلك تحرص واشنطن على تقديم تلك المساعدات بهدف تضييق الخناق على الحضور الروسي، وكذلك إيجاد موطئ قدم لواشنطن في إفريقيا في ظل تسابق على الحضور داخل القارة.
وأضاف الباحث في العلاقات الدولية، أن الولايات المتحدة تسعى لكسب تحالفات جديدة في ظل إعادة تشكيل النظام الدولي، وابتعاد عدد من الدول الإفريقية عن التعاون مع واشنطن، وتفضيل سياسة عدم الانحياز.
من جانبه، يقول ناصر مأمون عيسى، الباحث في الشأن الإفريقي، إن منطقة الساحل الإفريقي احتلت الجانب الأكبر في تقرير مؤشر الإرهاب العالمي، حيث جاءت بوركينا فاسو ومالي والنيجر ضمن أكثر عشر دول تضررًا من الإرهاب، وأسهمت بوركينا فاسو بنسبة ١٧% من وفيات الإرهاب في العالم، تلتها مالي بنسبة ١٤%، ثم النيجر بـ٣%، وهي نسب مرتفعة جدًّا رغم ما شهدته النيجر من هدوء عام 2022.
وأشار الباحث في الشأن الإفريقي، إلى أن هناك أكثر من خمسة ملايين إنسان في هذه المنطقة يعانون نقصًا حادًّا في الغذاء، جراء نقص القمح والأسمدة، بسبب الحرب الروسية الأوكرانية، وانعدام الأمن الإقليمي والتداعيات المتزايدة لتغير المناخ، وعدم إمكانية وصول المساعدات الإنسانية، وسرقة ما يتم تمريره منها من قبل الجماعات الإرهابية، وحرمان الفئات السكانية الضعيفة من تلك المساعدة الضرورية، وأيضًا تعرض العاملين في المجال الإنساني لأخطار أمنية متزايدة.





