ad a b
ad ad ad

مآلات الإرهاب في بوركينا فاسو.. بين الأرقام المخيفة وجهود المكافحة

الثلاثاء 02/مايو/2023 - 11:11 م
المرجع
نهلة عبدالمنعم
طباعة

لا تزال بوركينا فاسو تكافح ضد الجماعات الإرهابية المنتشرة على أرضها، فيما ترى التنظيمات في البلاد بقعة سانحة للتمدد أفريقيًّا وسط تنافسات دموية تؤثر على استقرار وأمن المنطقة.


إن التطلعات الإرهابية بأفريقيا تدفع المتطرفين لمزيد من الممارسات العنيفة من أجل خلق صور ذهنية حول استفحال دور الجماعات الإرهابية بالمنطقة وذلك لمزيد من الاستقطابات والتوسعات المستهدفة.


هجمات متفرقة وسط الجهود الأمنية الممكنة


 أفادت وكالة فرانس برس في نهاية مارس 2023 بوقوع هجوم إرهابي قرب مدينة كايا بشمال البلاد، في اليوم ذاته الذي شهد زيارة أجراها الرئيس إبراهيم تراوري للمنطقة.


وأسفر الهجوم عن وفاة 14 شخصًا من بينهم 4 جنود، واستهدفت العملية وحدة عسكرية بها جنود ومتطوعون لمعاونة الجيش في حربه ضد الإرهاب، وتقدم العملية الأخيرة شواهد خطيرة حول أزمات الأوضاع الداخلية وبالأخص القطاع الأمني، فالتزامن بين العملية ومكانها وزيارة الرئيس ينذر بقصور لدى  الأجهزة المعنية وتراجع مستويات التدريب العسكري، إلى جانب رغبة لدى الجماعات الإرهابية في تسليط مزيد من الضوء على أنشطتها  بالمنطقة.


وحول المخاطر المتزايد لوجود الإرهاب بأفريقيا يقول الباحث في شؤون الجماعات الإرهابية لدى مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، علي بكر إن ضعف القوى الأمنية لبعض دول أفريقيا يفتح المجال للجماعات الإرهابية للسيطرة وتكوين فروع جديدة، مشيرًا في تصريح سابق لـ«المرجع» إلى أن المنافسة بين التنظيمات المتطرفة ذات الطابع الدولي يزيد من العنف والتداعيات السلبية على إفريقيا.


ومن جهته لفت الباحث في جامعة هوارد بالعاصمة الأمريكية واشنطن «جون دافيس» في كتابه «الإرهاب في إفريقيا.. الجبهة المتطورة في الحرب على الإرهاب» إلى غرب أفريقيا كمنطقة يتصارع عليها الإرهابيون، إذ تنشط  بها «بوكو حرام» وفصائلها مهددة استقرارها بشكل مطرد، ما يؤثر بدوره على إنفاق الكثير من الأموال لمجابهة التطرف بالمنطقة مثل «أفريكوم» وغيرها من التحالفات الدولية، كما أن تنظيم القاعدة يستحوذ على نفوذ واسع بشمال وغرب القارة السمراء محاولًا استمالة الجماعات السلفية المتشددة بالمنطقة لصفوفه بما يهدد الأمن العام.


فيما يرى «جون دافيس» أن استفحال الإرهاب في أي منطقة بالعالم ينتج عن بعض العوامل المتشابكة، ومنها؛ الأزمات السياسية الطاحنة بإفريقيا والتي تسببت في الترهل الأمني الذي جذب المتطرفين  والسلاح، وذلك إلى جانب الفقر والطائفية.


بينما يرى الكاتبان «دينيس إن باكن» الباحث في جامعة "جورج ميسون" الأمريكية والمتخصص في الشأن الإفريقي، و«إيونيس منتزكيوس» الباحث في شؤون دول الصحراء الإفريقية، في كتابهما "القاعدة وتحولات الإرهاب في منطقة الشرق الأوسط والشمال الأفريقي" أو(Al Qaeda.. The transformation of terrorism in the middle east and north Africa) أن تنظيم القاعدة استفاد من التطور التكنولوجي بمجال الاتصالات في توسيع نفوذه إفريقيًّا التي تعاني مشكلات سمحت بتنامي الإرهاب، كما استعان التنظيم بعقائد مغلوطة لبناء شعبية له في القارة.


دلالات رقمية مخيفة عن الإرهاب في بوركينا فاسو


ووفقًا لمؤشر الإرهاب الدولي الصادر عن معهد الاقتصاد والسلام في سيدني، تأتي بوركينا فاسو في المرتبة الثانية من حيث نسب الضحايا الناجمين عن الهجمات الإرهابية، لتتقدم بذلك مركزين في المؤشر عن العام الماضي.


تقول الدراسة إن تنظيمي القاعدة وداعش يلعبان دورًا مؤثرًا في تنامي الإرهاب بالمنطقة، فضلًا عن الصراعات السياسية التي تمهد للإرهاب، إذ أشارت الدراسة إلى أن الصراع على السلطة والنزاعات السياسية تأتي في مراتب متقدمة كأهم أسباب الإرهاب، وهو ما ينطبق على بوركينا فاسو وأفغانستان والصومال ومالي وغيرهم.


"