خلال الأسبوع الحالي.. العنف في «بوركينا فاسو» يتزايد
الخميس 27/يونيو/2019 - 04:55 م

العنف في «بوركينا فاسو»
آية عز
تعاني بوركينا فاسو في الوقت الحالي من زيادة وتيرة العنف في بلادها، إذ وقع فيها خلال الأسبوع الحالي بحسب إحصائية أعدها «مركز مقديشو للدراسات السياسية»، نحو 6 عمليات إرهابية في أماكن متفرقة ببلاد، وأسفرت تلك العمليات عن مقتل 40 شخصًا وإصابة العشرات الآخرين بجروج بالغة، وكانت معظم العمليات تنفذها جماعات إرهابية عن طريق زرع قنابل ومتفجرات أمام المنشآت العامة والمنازل.
وكان قد أعلن وزير
الدفاع في بوركينا فاسو «شريف سي»، عن
نزوح أكثر من ألف شخص إلى العاصمة واجادوجو؛
هربًا من الهجمات، بالإضافة إلى الصراعات بين الطوائف، والتي غالبًا ما يغذيها العنف المسلح.
وبوركينا فاسو، تعتبر منطقة الحدود بين مالي والنيجر، ومسرح للهجمات المسلحة منذ 4 سنوات، والتي خلفت أكثر من 460 قتيلًا.

الجماعات الإرهابية في «بوركينا فاسو»
تنشط جماعة «أنصار الإسلام» في «بوركينا فاسو» بشكل أساسي، وفي «مالي»، وتستند في عقيدتها إلى فكر السلفية الجهادية، وتلك الجماعة موجودة في بوركينا فاسو منذ عام 2011.
وتقدم جماعة «أنصار الإسلام» في بوركينا فاسو نفسها بأنها امتداد لجماعة «أنصار الدين» النشطة في مالي، وتشتهر بعملياتها الإرهابية ضد قوات الشرطة والجيش في مالي، ويتزعمها في الوقت الحالي الإرهابي «إياد أغ غالي»، المنتمي فكريًّا لتنظيم القاعدة بزعامة أيمن الظواهري.

الأسباب
كشفت دراسة حديثة بعنوان: «منع التطرف العنيف في بوركينا فاسو» نشرتها وزارة الخارجية الدنماركية، عن أسباب زيادة الإرهاب في الدول الأفريقية، وبالتحديد في بوركينا فاسو، وأبرزت عدة أسباب، منها العوامل الاجتماعية، والتهميش والعزلة التي يعاني منهما الشباب في البيئات الفقيرة، كذلك أرجعت الدراسة ظاهرة الإرهاب في تلك الدول إلى ضعف الحكومات، ونقص الحريات، إضافة إلى الفساد الإداري والمالي المتفشي في الدول الأفريقية بصفة عامة.
وتحدثت الدراسة أيضًا، عن الصراعات والنزاعات المندلعة بشكل كبير في دول أفريقيا، وجميعها أسباب تُسبب العنف، وتدفع للتطرف؛ خاصة الصراعات الطائفية.
وتأكيدًا لما ورد في الدراسة، قال محمد عز الدين، الباحث المتخصص في الشؤون الأفريقية: إن بوركينا فاسو من ضمن البلدان الأفريقية التي تطمع فيها الجماعات والتنظيمات الإرهابية؛ بسبب موقعها الجغرافي المتميز الذي يربطها بأكثر من دولة أفريقية كبرى، وبسبب الثروات المعدنية والطبيعية الموجودة بها.
وأكد عز الدين في تصريحات لـ«المرجع»، أن بوركينا فاسو بها قواعد عسكرية فرنسية كبرى، وهذا الأمر تستخدمه التنظيمات الإرهابية مبررًا لتنفيذ هجماتها الإرهابية المتكررة هُناك؛ لأنها ترفض أي وجود أجنبي على الأراضي الأفريقية.
وأشار الباحث المتخصص في الشؤون الأفريقية، إلى أن الفقر وتفشي الفساد المالي والإدراي، والفراغات الأمنية في بوركينا فاسو، جميعها عوامل تسببت في زيادة نفوذ الجماعات المتطرفة، ومنها جماعة «أنصار الإسلام».