ad a b
ad ad ad

دون إبداء أسباب.. طالبان تعتقل الأجانب وسط تردي الأوضاع الداخلية

الأربعاء 12/أبريل/2023 - 01:28 م
المرجع
نهلة عبدالمنعم
طباعة
تواترت الأخبار حول اعتقال حركة طالبان لثلاثة أجانب مع مطلع أبريل 2023، إذ أشارت شبكة بي بي سي لاعتقال الحركة 3 من الرعايا البريطانيين دون إبداء أسباب قانونية واضحة حتى الآن.
وتقول بي بي سي إن البريطانيين المحتجزين بينهم مسعف طبي، ويبلغ عمره 53 عامًا ويدعى كيفن كورنويل، بينما تتحفظ الحكومة على هويات مواطنيها المحتجزين لدى طالبان، ولا تزال الخارجية البريطانية تحاول التواصل من أجل الإفراج عنهم ومعرفة مصيرهم.
ومن جانبها نشرت وكالة "اسوشيتدبرس" أخبارًا خاصة عن اعتقال الحركة لمواطن أمريكي يدعى بيتر جوفينال، كان يعمل مصورًا مستقلًا بأفغانستان إبان الغزو السوفيتي للبلاد  قبل  التحاقه بمجال الأعمال والاستثمارات الاقتصادية الخاصة.
ونقلت اسوشيتدبرس عن زوجته  وتُدعى حسنية سيد، أفغانية الجنسية، أن زوجها احتجز أثناء وجوده في أفغانستان التي اعتاد السفر إليها من أجل بحث مشروعات اقتصادية كان آخرها تطوير فرص استثمارية بمجالات تعدين الليثيوم.
وتحاول الإدارة الأمريكية الإفراج عن مواطنها رافضة إعلان تفاصيل رسمية عن هويته نظرًا لحساسية الملف، وذلك وفقًا لتصريحات مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سولفيان.

احتجاز الأجانب والابتزاز السياسي
تطرح الاعتقالات الأخيرة تساؤلات جدية حول لجوء طالبان لعمليات ابتزاز منهجية عبر اعتقالات لم توضح معها الأسباب القانونية لتلك الممارسات، في تشابه مع الاعتقالات التي تمارسها إيران بحق الرعايا الأجانب، وتبتز الغرب عن طريقها.
تواجه طالبان تحديات مختلفة منذ وصولها للسلطة في أغسطس 2021، أبرزها العزلة الدولية التي فرضها الغرب عليها نتيجة اللجوء للعنف من أجل السيطرة على الحكم، ومن أبرز مظاهر العزلة كان قرارات الإدارة الأمريكية بتجميد أرصدة البلاد في بنوكها، مع عرض كابول لهزة اقتصادية عنيفة، إلى قرارات البنك الدولي وصندوق النقد بتجميد التعامل مع البلاد لحين وضوح  الرؤية بشأن السلطة الجديدة للبلاد.
وفي ضوء التحديات السياسية لا تزال تسعى الحركة للحصول على الاعتراف الدولي بسلطتها الجديدة لتتمكن من التحول من سلطة أمر واقع إلى  حكومة معترف بها بما يضمن لها تسهيلات اقتصادية وتجارية وسياسية وهو ما لم يحدث بعد.
ولكن تبقى الأطروحات مثارة حول ماهية لجوء طالبان للاعتقالات، وهو ما قد يحمل أكثر من توجه، فربما تكون الحركة ساعية لابتزاز الغرب عن  طريق الضغط على رعاياهم بالبلاد أو توجه أوسع نحو الشركاء الإقليميين بغض النظر عن المصالح مع الغرب.
ويشير الباحث المصري في شؤون التنظيمات المتطرفة، أحمد بان في تصريح لـ"المرجع" إلى أن طالبان في الوقت الحالي تعاني من إشكاليات كبرى أبرزها الحصار الدولي المفروض عليها، ففي بداية حكمها أرادات كسب ثقة المجتمع العالمي عبر خطاب تعتريه نبرة حقوقية، وعندما أصابها اليأس من تعاطي المجتمع الدولي مع مصالحها عادت لأيديولوجيتها الخاصة مهتمة بمصالحها وبمن يمكنه خدمة تلك المصالح.
تؤدي الاضطرابات السياسية بأفغانستان لمزيد من التردي الأمني، فوفقًا لمؤشر الإرهاب الدولي لعام 2023 والصادر عن معهد الاقتصاد والسلام بأستراليا فإن الصراعات على الحكم تخلق بيئة مواتية لنمو الإرهاب وترهل الأمن، وهو ما ينطبق على أفغانستان وفقًا لدراسة المعهد، والتي تحتل فيها أفغانستان صدارة الدول التي  شهدت خلال العام المنصرم وقوع ضحايا نتيجة عمليات إرهابية نسب أعنفها لصالح تنظيم داعش.
"