خطة الأمر الواقع.. كيف تستغل «طالبان» البعثات الدبلوماسية لنيل الاعتراف الدولي
يعتبر الاعتراف الدولي أحد أهم أولويات حركة طالبان منذ وصولها للسلطة في افغانستان، إذ لا تزال الحركة تحاول الوصول إليه بكل الطرق المتاحة المباشرة أو حتى غير المباشرة.
ومنذ اليوم الأول لتوليها السلطة في أفغانستان في أغسطس 2021، بدأت طالبان تحركاتها على كل المستويات لنيل الاعتراف الدولي، ومن بينها رسائل الحركة المبكرة للأمم المتحدة، كما لجأت إلى حيلة أخرى وهي الهيمنة على السفارات الأفغانية في الخارج.
مسؤولية البعثات الدبلوماسية
بدأت حركة طالبان الأفغانية مؤخرًا في الاتجاه نحو الهيمنة على السفارات الأفغانية في الخارج، وأعلن ذبيح الله مجاهد المتحدث باسم طالبان، في 14 مارس الجاري، بأن الحركة تحاول تحمل المزيد من المسؤولية عن السفارات الأفغانية في الخارج.
وأكد "مجاهد" أن طالبان أرسلت دبلوماسييها إلى 14 دولة على الأقل. ويأتي ذلك في إطار جهودها لفرض سيادتها على البعثات الدبلوماسية في هذه الدول.
وأوضح أن دبلوماسيي الحكومة السابقة يواصلون أنشطتهم بالتنسيق مع خارجية طالبان.
وشملت الدول التي أرسلت إليها طالبان دبلوماسييها كلًا من: إيران وتركيا وروسيا وكازخستان وباكستان والصين وطاجيكستان وعدد من الدول العربية والإفريقية.
وكانت الحركة أرسلت في وقت سابق، عددًا من دبلوماسييها إلى كل من قطر ودولة الإمارات العربية المتحدة. وشهدت الحركة في وقت مبكر اعتماد ممثل عنها في روسيا.
وتحاول الحركة حاليًا فرض سيطرتها على السفارات الأفغانية في الخارج، وسط اعتراض ممثلي الحكومة السابقة ومن بينهم مندوب أفغانستان السابق بالأمم المتحدة والذي أعلن أنه لن يسمح لطالبان باحتلال تلك السفارات.
خطوات سابقة
في منتصف فبراير الماضي، أعلنت السلطات الإيرانية تسليم السفارة الأفغانية في طهران لممثلي حركة طالبان، وأعلن ذاكر جلالي مستشار وزير الخارجية في حكومة تسيير الأعمال الأفغانية التابعة لحركة طالبان أن سبعة من دبلوماسيي طالبان وصلوا إلى طهران في 27 فبراير لاستلام مهامهم في السفارة، موضحًا أن هذا الإجراء مهم حتى لا تتعطل أعمال السفارة في طهران.
وفي اليوم نفسه نشر "جلالي" تغريدة عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" أشار فيها إلى إجراء مماثل في القنصلية الأفغانية بإسطنبول، مشيرًا إلى أنه تم تسليم المبني للبعثة التي أرسلتها الحركة في وقت سابق.
التحرك الناعم
وحول هذه الإجراءات يقول الدكتور محمد السيد، الباحث المختص في الشؤون الآسيوية في تصريحات خاصة لـ «المرجع»: إن طالبان بهذه التحركات تحاول فرض سياسة الأمر الواقع بإعلان هيمنتها على البعثات الدبلوماسية الأفغانية في الخارج، مشيرًا إلى أن هذا التحرك الناعم من طالبان يعد محاولة للحصول على الحد الأدنى من اعتراف دولي، يتيح للممثليها التعامل مع هذه الدول باعتبارهم متحدثين باسم أفغانستان وهو ما يمكن أن يتيح له بعض ما منع عنها بسبب عدم الاعتراف الرسمي بها إلى الآن.
وأشار "السيد" إلى أن حركة طالبان تحاول بكل الطرق تعويض عدم الاعتراف بها ولا تزال تتحين الفرص للوصول إلى أي شكل من الاعتراف الدولي، يمكنها من عقد الصفقات الرسمية مع العالم بصفتها الممثل الشرعي للأفغان، وبالتالي فإن سقوط مقار هذه السفارات والقنصليات في يد الحركة، من المتوقع أن يتبعه المزيد من الأحداث المشابهة وبصورة متسارعة خلال الفترة المقبلة. لتأكيد غرض الحركة الأساسي وهو الحصول على الاعتراف الدولي.





